أعلن محسن مرزوق الأمين العام للمؤسسة العربية للديمقراطية، في ندوة صحفية يوم الخميس 3 نوفمبر 2011، بالعاصمة عن شروع عدد من جمعيات المجتمع المدني في تشكيل "مجلس تأسيسي" يكون عمله موازيا لعمل المجلس التأسيسي المنتخب. وشدّد مرزوق في تقديمه لهذا المشروع على أن المجلس التأسيسي المزمع تكوينه لا يسعى إلى تعويض المجلس المنتخب من قبل الشعب ولا يفرض عليه أية وصاية، كما لا يتدخّل في عمله. من هو محسن مرزوق ...؟ السيد مرزوق الذي بدا منذ 10 سنوات في الاشتهار في بعض الدوائر الاوروربية والعربية والامريكية دون ان يشتهر تونسيا ودون حتى ان يكمل شهادة الدكتوراه استاذ في علم الاجتماع. عمل خبيرا ومسؤولا لدى المعهد العربي لحقوق الانسان بتونس هذا المعهد الذي انتدبه نظام بن علي لمراقبة الانتخابات التونسية حيث تصادف تاريخ نشأته مع انتخابات 1989 ثم راقب انتخابات1994 ف 1999 ف 2004 واخيرا انتخابات 2009 وفي كل تلك الاستحقاقات كانت تقارير السادة الخبراء ومنهم محسن مرزوق منوهة بالنظام وتقر بديمقراطية الاقتراع رغم بعض الخروقات الصغيرة. تحصل هذا السيد على ماجيستير العلاقات الدولية من اليونسكو تلك القلعة الماسونية الرهيبة التي لا يدخلها الا من ترضى عنه الدوائر المرتبطة باللوبي اليهودي. كما انه عمل منسق تنفيذيا لمركز الكواكبي بالاردن تحت اشراف الامير حسن بن طلال الشخصية المعروفة والنافذة لدى اوساط معروفة في الغرب. وفي سنة 2008 يتم انتخابه على راس المؤسسة العربية الدولية للديمقراطية بالدوحة وهي تضم اكاديميين كبارا عربا وغربيين مرتبطين بدوائر معروفة وهو الامر الذي استغرب منه البعض نظرا لكون مرزوق ليس معروفا كثيرا ولكونه لم يكمل شهادة الدكتوراه بعد في حين تعج المؤسسة بالباحثين الاكفاء. لمعرفة الاجابة كان لزاما علينا ان نعرف ان السيد محسن مرزوق هو مدير اقليمي لبرامج مؤسسة فريدوم هاوس بشمال افريقيا. اذن فريديوم هاوس هي السر الذي حرص مرزوق على اخفائه وهو السر الذي يفسر دوره الان في الهيئة العليا. فريدوم هاوس لمن لا يعرفها منظمة اسستها المخابرات الامريكية بتوجيه شخصي من الرئيسي الامريكي فرانكلين روزفلت في 1941 والذي عين على راسها انذاك زوجته إلينور روزفلت. هذه المؤسسة التي احدثت ظاهريا لمحاربة الشيوعية عملت على انشاء كيان قومي لليهود بدعم من اللوبي اليهودي والتيار الديني اليميني. فريدوم هاوس التي تضم اليا في مجلس ادارتها كل مستشاري الامن القومي السابقين وكبار الباحثين المتعاونين مع ايباك مركز اللوبي اليهودي وخبراء يعملون لحساب الاستخبارات الامريكية. ولمن ينسى نذكّره بان هذه المنظمة كانت وبصفة ثابتة وراء الثورة الجيورجية حيث تم تدريب كل الفاعلين والمحرضين والثوار في دورات خاصة تمهيدية كما كانت وراء الثورة البرتقالية في اوكرانيا التي زارها صاحبنا محسن مرزوق لحضور مؤتمر لمؤسسته. ولمن لا يعرف فريدوم هاوس عليه ان يطلع على تقاريرها الاخيرة حول الحريات في اسرائيل حيث وصفتها بانها دولة نموذجية. ولمن لا يعرف فريدوم هاوس عليه ان يعرف ان الذي يمولها هو الملياردير الصهيوني اليهودي جورج سورس الممول الاساسي في عمليات الاستيطان داخل القدس الشريف. كيف لباحث ان يدعي الان استقلاله الفكري والمبدئي والايديولوجي والسياسي وهو يعمل كمدير برامج اقليمي وسط تلك المنظمة المشبوهة ذات الامتدادات الاستخبارية والصهيونية؟ اذن وثيقة العهد الجمهوري والتي يراد منها ان تكون ديباجة الدستور القادم لا هدف منها الا تحجيم القوى المناهضة للتطبيع والمحافظة على مصالح الغرب العلماني المتصهين وذلك بان تجعل للاقلية العلمانية في تونس تحت دعوى الحفاظ على القيم الجمهورية حق الاعتراض على حكم اي فريق سياسي - الاسلاميين مثلا- ولو حاز هذا الفريق على اغلبية المقاعد. التعليمة الامريكية واضحة جدا : للاسلاميين حق الوجود والتنظم ولكن ليس لهم حق ممارسة الحكم حتى ولو كان عبر صناديق الاقتراع وسيتم الاعتراف باي حكم دكتاتوري اذا نجح في منع الاسلاميين من قطف ثمرة فوزهم.