من الفلاح إلى سلسلة الوسطاء من "الهباطة" و"القشارة" والتجار ثم إلى الحرفاء، أضحى الفلاحون كما الحرفاء ضحايا لجشع وطمع عدد من الوسطاء المتنفذين الذين احتكروا وتقاسموا قطاعات بأكملها من المواد الغذائية، بالإضافة إلى الإحساس بانخفاض لا مبرر لتدفق السلع الطازجة مع تدهورجودتها، وخاصة الغلال والخضروات مقابل ارتفاع غير مسبوق للأسعار. عديدة ومتنوّعة هي التّشكّيات الّتي سمعها رئيس الجمهورية لدى قيامه بزيارة فجئية صباح الخميس 26 أفريل 2012 الجملة ببئر القصعة للاحتكاك مباشرة بكلّ المتدخّلين من وسطاء وتجّار والإصغاء إلى همومهم ومشاغلهم. العديد منهم يعاني جملة من ظواهر الاستغلال الفاحش والتجاوزات المتواصلة لأقلية تسببت في شطط الأسعار الّذي أضرّ بالقدرة الاستهلاكية للتونسي وأثقلت كاهله بالرغم من المساعي المشتركة لوزارة الداخلية ووزارة التجارة في أواخر فيفري الفارط من أجل الحد من هذه الظواهر. وحسب العديد من التجار فإن التسويق إلى الشقيقة ليبيا للمنتجات الفلاحية ليس العامل الرئيسي أو الوحيد وراء ارتفاع الأسعار في إشارة إلى انفلات بعض الإنتاج الزراعي من المسالك الرسمية لأغراض المضاربة أو احتكار توريد المنتوجات الفلاحية من المزارع. هذا وبعث عدد من التجار برسالة إلى رئيس الجمهورية حاثين السلطات على ضرورة الإسراع في تفعيل الإجراءات الرقابية والعقابية عند الاقتضاء لتكون أكثر كثافة وصرامة وتحول دون تحمل فئة بعينها الأعباء دون الآخرين أو احتكار الأرباح على حساب جيب المواطن وقدرته الشرائية. -------------------------------------- عن رئاسة الجمهورية التونسية