كان من المؤمّل نشر هذا الردّ في جريدة الصريح بعد مرور أسبوع على توجيه الردّ إليها. وأمام إصرار ناشر المقال على عدم تمكيننا من حقّ الردّ باعتبار ما نشر فيه مس غير مباشر لقطاع عملة التربيّة وتشهير مجاني بعمال المؤسسات التربوية، وما لحقه من إشارات سلبيّة في المقال الصادر بنفس الجريدة بتاريخ 8 مارس 2010 بعنوان مجلس التأديب سلاح يشهره بعض الاساتذة في وجه تلامذتهم، يجعلنا نتمسّك بنشر الردّ توضيحا للرأي العام لحقيقة ما حدث بكل موضوعيّة. ونطالب الجريدة باحترام عملة التربية الذي يعيشون أوضاعا صعبة ومحاولات لتهميشهم وتحقير دورهم في المؤسسة التربوية في غياب وعي البعض منهم ومن تحمّل مسؤولية الدفاع عنهم وفي ما يلي نصّ الرّد: إطلعنا بكلّ امتعاض على المقال المنشور بتاريخ 24 فيفري بالصفحة 10 من جريدة الصريح في ركن حياة الناس بعنوان عريض »عامل يعنّف تلميذة... ومجلس التربية يقرر طردها ب 15 يوما. ولاحظنا تحاملا مفرطا على العامل المتهم حسب تصريح وليّة التلميذة آمنة معادة وتحليلات صاحب المقال لغاية يعرفها هو ونحن لا ندخل في النوايا بقدر ما يجعلنا نحلل الواقع بحقيقة ما حدث دون تحامل أو عصبيّة أو هضم جانب أيّ طرف. ونحن كنقابة عامّة لعملة التربيّة بالإتحاد العام التونسي للشغل ممثلين لهذا القطاع الذي يضمّ حوالي 18 ألف عامل في اختصاصات متعددة منهم من يقوم بعمل إداري وتربوي وخدماتي يساهمون جميعا في تسيير المؤسسات التربوية إبتدائية كانت أو إعدادية أو ثانوية أو إدارية ويؤمّنون الخدمات الضرورية بتوفير المناخ النظيف والسليم للجميع داخل المؤسسة بكل روح وطنيّة والمساهمة مع الأسلاك الأخرى العاملة في التربيّة والتعليم لحماية أبناء الشعب من الاعتداءات والاقتحام من الخارج، وتنفيذ المهام المنوطة بعهدتهم وتطبيق تعليمات رؤسائهم المباشرين بما جعلهم عرضة أحيانا للاعتداء بالعنف الشديد نتيجة قيامهم بالواجب. نحن ضدّ العنف مهما كان مأتاه ومهما كان السبب لأنّ البعض من مؤسساتنا التربوية مريضة بهذا الداء الذي بدأ ينخر أخلاقيات التعامل بين التلميذ والوليّ والاسرة التربوية ونسمع من حين لآخر حادثة جدّت هنا أو هناك تسبب فيها طرف من هذه الاطراف وكان من الواجب أن تتظافر كل الجهود لإيجاد الحلول الملائمة لتجنيب مؤسساتنا التربوية هذا السوس اللاأخلاقي في العلاقات بين التلميذ المتلقي والقائمين على تعليمه وحمايته. ولإنارة الرأي العام وقراء جريدتكم المناضلة الصريح بحقيقة ما حدث بالمدرسة الإعدادية ساحة الجمهورية حمام الانف رغم أنّ الادارة مشكورة أجرت بحثا في الموضوع. إن العامل المشار إليه مكلّف بتأطير التلاميذ والقيام بساعات المراجعة منذ ما يزيد عن 20 سنة وإمتاز بالأخلاق والكفاءة جعله محلّ ثقة وتقدير الإدارة وأغلب المحيطين به باستثناء النفوس المريضة التي لا يروق لها نجاح أي عون. وبصراحة كان على صاحب المقال أن لا يبني استنتاجاته بسماع طرف واحد قبل أن ينشر مقاله المثير للجدل والماس بإطار كبير في حجم عملة التربية إلى درجة المطالبة بإبعاد العمال على التلاميذ وهذا فيه تجنّ وإقصاء وتهميش لن نسمح به مهما كلفنا الأمر. وللإفادة فإن التلميذة المعنيّة إبنة أستاذ تربيّة بدنيّة يعمل في نفس المدرسة وهو جزء من أسرة المعهد فكيف يعقل أن يعتدي الزميل على تلميذة وخاصة إبنة زميل له؟ هذا من ناحيّة ومن ناحيّة أخرى هل نشكّك في مجلس التربية الذي يضمّ خيرة الاساتذة والادارة والذين اقتنعوا بسوء سلوك التلميذة التي اعتبرت نفسها فوق القانون التربوي لأنّ والدها أستاذ في المدرسة...!! في غياب الأستاذة التي تعرضت لوعكة صحيّة ألزمتها الخروج وتعويضها بهذا العامل التربوي لتأمين الهدوء داخل القسم؟ نحن كنقابة عامّة لعملة التربيّة نثق في الإدارة والهيئات الممثلة للطفولة وكلّ المجتمع المدني على أساس الحقيقة وتجنّب تضخيم المسائل البسيطة لغايات يعرفها أصحابها على حساب الأسرة التربوية والقطاع بصفة خاصة. عن النقابة العامة