ما الذي حدث في القيروان يوم 4 ماي 2010؟ الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل صلاح الدين السالمي والاخ فتحي اللطيف عضو المكتب التنفيذي الجهوي المسؤول عن القطاع الخاص يتحولان الى مصنع »سلفانيا للفوانيس« بالباطن لتأطير اضراب مقرر لليوم الموالي، ورغم حرصهما على ان يكون الاتصال بالعمال خارج أوقات العمل وخارج المصنع إلا انهما وجدا أمامهما بعض العناصر المأجورة التي اعتدت عليهما لفظيا وجسديا امام كافة العملة. لم تغب خطورة الحادثة عن النقابيين الذين هبّوا من كل معتمديات الولاية حال سماعهم الخبر، فالمصنع المذكور له سوابق متعددة في استغلال العمال وهو صورة حيّة للرأسمال الاجنبي الذي يناور من اجل الاستفادة من الامتيازات الممنوحة من قبل الدولة وهو الآن يستعد لإعادة انتاج هذه الامتيازات بغلق المصنع الحالي وإعادة فتحه في مكان آخر قريبا منه تحت مسمّى جديد لانتاج نفس الفوانيس مستغلا الثغرات القانونية المضمنة في مجلة الاستثمارات الموحدة. لم يغب عن النقابيين ان الاعتداء يتجاوز شخص الكاتب العام ومرافقه بل هو يستهدف العمل النقابي ككل ويمس مباشرة الاتحاد العام التونسي للشغل، لذلك اتخذ القرار الاول في مساء يوم 4 ماي 2010 بدعوة كل الهياكل النقابية للتحول الى المصنع المذكور صبيحة يوم 5 ماي لانجاح الاضراب وكان احتجاجا على طرد احد العمال تعسفا، وتم ذلك بنجاح كبير، واتخذت الخطوة التالية بدعوة الى تجمع عمالي ليوم السبت 8 ماي أمام مقر الاتحاد الجهوي بالقيروان. وكان فعلا تحركا أثبت قوة الاتحاد والتفاف قواعده حول مبادئه الاساسية، واضافة الى عديد البرقيات التي تهاطلت من كل الجهات منددة بهذا الارهاب المنظم من قبل الأعراف. حضر التجمع كل من الاخوين عبيد البريكي، (وقد سبق له ان حضر في اضراب العمال يوم 5 ماي). وحسين العباسي الامينين المساعدين للاتحاد العام اضافة الى كتاب عامين لاتحادات جهوية ولنقابات عامة وجامعات. الاخ صلاح الدين السالمي في كلمته أعاد على الحضور وقائع الاعتداء مبرزا خلفياته المناوئة للعمل النقابي منددا بسياسة العضلات المفتولة التي اصبح يلجأ اليها الأعراف، وقرأ البيان الذي أصدره المكتب التنفيذي الوطني بالمناسبة. أمّا الأخوان عبيد البريكي وحسين العباسي فقد ثمنا عاليا حضور عاملات مصنع »سلفانيا« وأكدا استعداد المنظمة للوقوف امام كل التجاوزات والدفاع عن استقلالية العمل النقابي وحماية المسؤولين النقابيين، كما دعيا الى التصدي لمحاولات الاعراف شق صف العمال وتأليب بعضهم ضد البعض الآخر وشراء الذمم مستغلين واقع سوق الشغل الهشّ.