في اطار مشاركة الاتحاد في أشغال الدورة 99 لمنظمة العمل الدولية المنعقدة بجينيف ألقى الاخ محمد السحيمي الامين العام المساعد للاتحاد المسؤول عن العلاقات الدولية كلمة توجّه في مستهلّها الى اعضاء مكتب المؤتمر بالتهاني لانتخابهم لإدارة هذه الدورة، كما نوّه بالمحاور الهامة التي تطرّق إليها الصديق خوان سومافيا المدير العام لمكتب العمل الدولي في تقاريره والتي تعكس حرصه على أن يكون لمنظمتنا دور أكثر فاعلية في فترات الكساد الاقتصادي بهدف التخفيف من الضغوطات المسلطة على عالم الشغل وتشجيع أطراف الانتاج على الالتزام بنهج الحوار الاجتماعي كآلية مجدية لاحتواء الأزمة وتحقيق الانتعاش الاقتصادي. وبقدر تأييدنا لدعوة المدير العام الى وضع إطار تشريعي لحماية العمال المنزليين، فإننا نؤكد على ضرورة تفعيل آليات المراقبة بغية رصد التقدم الذي تحرزه الدول في تطبيق معايير العمل الدولية وبخاصة تلك التي تحمي الأطفال والنساء والعاملين بالاقتصاد غير المنظم والعمال المهاجرين من أسوأ أشكال الاستغلال ومنها المتاجرة باليد العاملة. عولمة انسانية إن اعتماد الميثاق العالمي لفرص العمل من طرف منظمتنا يضعنا امام فرصة تاريخية لا فقط لإنقاذ الاقتصاد العالمي من الأزمة الخانقة التي تعصف بالبلدان المتقدمة والبلدان النامية على حدّ السواء، وإنما بالخصوص لجعل العولمة أخلاقية وانسانية بتوجيهها الى وظيفتها الاساسية وهي خدمة قوى التنمية الاقتصادية وقوى الانتاج والابتعاد عن المضاربات المالية التي تتسبب في نشوب الأزمات وتباطؤ عجلة الاقتصاد الحقيقي. توسيع الحوار وإذ نثمّن روح المبادرة التي تحلت بها منظمتنا منذ اندلاع الأزمة، فإننا نؤكد على ضرورة مساعدة الحكومات والشركاء الاجتماعيين على رسم معالم الاستجابات الوطنية لهذه الأزمة من خلال تكثيف المساعدة الفنية وتوجيهها نحو دعم المؤسسات الصغرى والمتوسطة وتطوير أنظمة التكوين والتدريب وحماية الأجور لحفز الطلب الداخلي وتعزيز منظومة الحقوق النقابية وتوسيع نطاق الحوار الاجتماعي ليشمل مختلف قضايا التنمية وفي مقدمتها التشغيل. إن البلدان النامية والصاعدة ومن بينها تونس تواجه تحدي فقدان العديد من مواطن الشغل لاسيما في الصناعات الموجهة للتصدير باعتبارها أكثر القطاعات عرضة للتقلبات الاقتصادية العالمية، وهو أمر من شأنه أن يعرقل وتيرة النمو بهذه البلدان ويؤدي الى تزايد حجم البطالة. إن بلدان الجنوب وبخاصة تلك المحدودة الموارد بحاجة اليوم الى شراكة متكافئة مع بلدان الشمال تضعها في مأمن من الهزات التي تشهدها الأسواق العالمية وتحميها من التضخم المستورد وتفاقم الديون. وفي هذا السياق أود الإشارة الى أن الاتحاد العام التونسي للشغل، وبرغم الصدمات الخارجية التي يتعرض لها الاقتصاد التونسي، توفق مع شركائه الاجتماعيين في تأمين زيادات منتظمة في أجور كافة العمال والموظفين على مدى السنوات الثلاث الماضية، وهو يستعد لإجراء جولة ثامنة من المفاوضات الاجتماعية في موفى هذه السنة لتحسين مداخيل الأجراء وتطوير تشريعات العمل، كما سيخوض قريبا مفاوضات لإصلاح أنظمة التقاعد والضمان الاجتماعي، وأملنا أن نجد كل الدعم من طرف مكتب العمل الدولي لمصاحبة الاطراف الاجتماعيين بتونس في مفاوضاتهم من أجل إيجاد حلول مرضية لهذه الملفات في كنف الحوار والتشاور. ازالة التوتر إن نجاح التنمية يتوقف على إرساء السلم والاستقرار وهو ما يتطلب تسخير كافة الطاقات لإزالة أسباب التوتر والعنف وفي مقدمتها الاحتلال وبخاصة في المنطقة العربية. إن سعينا لتأمين الرفاه لكافة شعوب العالم يدعونا الى إدانة جرائم الحرب التي تقترفها السلطات الإسرائيلية في حق المدنيين الفلسطينيين وإرغامها على إنهاء احتلالها للأراضي الفلسطينية وتمكين الشعب الفلسطيني من حقه في بناء دولته المستقلة وعاصمتها القدس. كما يتوجب علينا الإسهام الفعلي في تطبيق مبادئ الشرعية الدولية عبر إنهاء الاحتلال الاسرائيلي لأراضي سوريا ولبنان واحترام سيادة العراق ومضاعفة برامج التعاون التقني المخصصة للمنطقة العربية بما يضمن لشعوبها مقوّمات التقدم والرفاه.