فجعت الجامعة العامة للنفط والمواد الكيمياوية بوفاة الأخ حسن جمام الرجل الذي كانت له علاقات متينة جدا بكافة هياكل الاتحاد العام التونسي للشغل وكانت له أيضا علاقة محبة وتقدير من طرف الإخوة داخل الجامعة العامة للنفط والمواد الكيمياوية التي كرمت الفقيد أثناء مؤتمرها الاخير تأكيدا منها على اعترافها بمسيرة هذا النقابي طيلة سنوات دفاعا عن العمل النقابي المستقل والمناضل. وبمناسبة وفاة الأخ حسن جمام نعته الجامعة العامة للنفط والمواد الكيمياوية في نص عدّد خصاله الانسانية والنقابية تأكيدا منها أنّها لا تنعى الرجال الذين خدموا العمال أينما كانوا. وجاء النص كما يلي: الله أكبر، بلغنا نعي الصديق العزيز والمناضل الصّلب القائد النقابي حسن جمام الأمين العام السابق للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب. وكان للخبر وقع بالغ التأثير في نفوسنا جميعا وفي نفوس النقابيين التونسيين ممّن عرفوه عن كثب ووقفوا على مآثره وخصاله النقابية النضاليّة الكبيرة ومستواه الأخلاقي الإنساني المتميّز. ويحقّ لنا جميعا أن نعزّي أنفسنا لأنّ يد المنون غيّب واحدا منّا ليلة عيد الأضحى يوم 15 نوفمبر 2010 بمقر إقامته بدمشق. وتلك مشيئة اللّه التي لا رادّ لها. اللّه أكبر، نعم خسرت السّاحة النقابيّة في الجزائر الشقيق، بل في جميع مواقع العمل النقابي المغاربي والعربي، رجلا استثنائيا بجميع المعايير، نقابيا غيورا صاحب مواقف مبدئيّة يصدح بها بلا تردّد متى لزم الأمر ذلك بعيدا عن منطق المهادنة والحسابات الضيّقة. ولقد كلّفته شجاعته النادرة الكثير من الضّغوط وجعلته يدفع ثمنا باهضا في علاقته مع الهيئات والدّوائر الرسميّة وغير الرسميّة العربيّة والدوليّة. اللّه أكبر، غادرنا على عجل رجل بأتّم معنى الكلمة، سخّر نصف حياته مدافعا عن مشاغل الحركة العماليّة في الجزائر عندما كان النقابيّون يضعون فيه ثقتهم لتقلّد المسؤوليات في صلب الاتحاد العام للعمّال الجزائريّين، وسخّر باقي عمره ليؤسّس مع رفاق له تقاليد العمل النقابي النوعي في الاتحاد الدّولي لنقابة العمال العرب المستندة على مبادئ الديمقراطية والاستقلاليّة والنضاليّة، فضلا على تصدّيه للهجمات المناوئة للعمل النقابي النّزيه المستقل عن وصاية الحكومات والمصالح الحزبيّة الضيقة. اللّه اكبر، لقد أحببنا نحن معشر النقابيّين في تونس هذا الرّجل الذي رأيناه مكرّسا بصدق التربية النقابية الرائدة التي تلقيناها من المناضلين النقابيين التونسيين وعلى رأسهم شهيد الحركة النقابية والوطنية فرحات حشاد، الذين عرفوا كيف يربطون بين المطالب المهنيّة والثوابت النضالية الوطنيّة المنادية الى التحرّر الوطني والاستقلال والمبادئ النابذة للقطريّة الداعية الى توحيد الصفوف مغاربيا وقوميا، عربيا ودوليا، لهذا كان المرحوم فقيد الحركة النقابية حسن جمام صوتا مؤيدا للمقاومة العربية قولا وفعلا، رافضا لمشاريع التّسوية والتطبيع التي تستهدف قضيتنا الفلسطينية العادلة وحرمة أراضينا العربية الأبيّة في سوريا ولبنان والسودان، ونصيرا مبدئيا لشعبنا العربي الليبي إبان حصاره الجائر ولشعبنا العراقي بعد احتلاله. اللّه أكبر، تقديرا لهذه المسيرة الحافلة بالنّضالات والتضحيات كرّمت جامعتنا: الجامعة العامة للنفط والمواد الكيمياوية الفقيد إبّان انعقاد مؤتمرها الثاني عشرأيام 2 و3 أكتوبر 2009. ولعلّنا بهذا نثبت رمزيّا جدارة هذ المناضل بالتقدير والتبجيل وهاهي اليوم قيادة اتحادنا ممثّلة في وفد رفيع المستوى يرأسه الأخ الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل عبد السلام جراد تنتقل الى مسقط رأس الفقيد لتعزّي أهله ورفاقه ولتقيم الدّليل على مكانة ورفعة هذا النقابي الفذّ. اللّه أكبر، اللّه أكبر، اللّه أكبر، آن للفارس أن يترجّل، وآن لنا جميعا أن نستخلص الدروس من مسيرته النقابيّة الحافلة بالعطاء والبذل غير المحدود، وأن نعزّز وفاءنا للمبادئ التي آمن بها وأن نعمل على تكريسها حتى يظلّ كما كان حيّا في قلوبنا. والجامعة العامة للنفط والمواد الكيمياويّة تتقدم على اثر هذا المصاب الجلل الى عائلة الفقيد وإلى أشقّائنا بالاتحاد العام للعمّال الجزائريين وإلى رفاق الفقيد مغاربيا وعربيا ودوليا بأحر التعازي والمواساة، سائلين اللّه العلي القدير ان يتغمّد الفقيد بواسع رحمته وغفرانه.