خصّصت هيئة تحرير نشرية «كوثريات» التي يصدرها مركز المرأة العربية للتدريب والبحوث كوثر العدد السابع والثلاثين منها لموضوع هام يمسّ كل الأقطار العربية وإن بدرجات متفاوتة هو موضوع المرأة والتشريعات، وقد شارك في هذا الموضوع عدد هام من الصحافيين العرب من أقطار مختلفة تونس والسعودية والعراق وفلسطين ومصر... وأشارت افتتاحية النشرية إلى أن الاهتمام بالمرأة والتشريعات هو حدث متواصل وغير مرتبط بمرحلة معيّنة أو مناسبة خاصة بل إن التطوّر المجتمعي وانتشار التعليم ثم الوعي بالحقوق عوامل تدعو الى مزيد الاهتمام بكل ما تمّ التنصيص عليه من قوانين تعطي المرأة حقوقها وتساوي بينها وبين الرجل.. فالمطالبة بأي حقّ من حقوق الانسان عامّة وحقوق المرأة خاصة تكون أكثر مصداقية حين ترتكز على قاعدة تشريعية سواء تعلّق الأمر بمواثيق دولية أو قوانين وطنيّة، ثم قدّمت النشرية بعض جهود مركز المرأة العربية للتدريب والبحوث في مجال النهوض بواقع النساء من خلال الاعلان عن مسابقات صحفيّة وبحثية وتكنولوجية وتنموية في المجال يرعاها المركز مع شركائه. ثم استعرضت النشرية بعض الوضعيات التشريعية المتعلقة بالمرأة في بعض الأقطار كالكويت وقطر وبعض الحراك التشريعي في كل منهما مع عرض ما تحقق وماهو في مأمول التحقّق. كما ورد بين طيّات هذا العدد السابع والثلاثين من كوثريات تحقيقا صحفيا عن جريدة الدستور الاردنية أجراه جعفر الدقس حول الميراث بإعتباره حقّا للنساء شرعًا وكيف حرمن منه بإسم الاعراف وكذلك نقرأ مقالا جيدا للصحفي العراقي عثمان المختار حول نساء الاعراف في العراق بين الجنة والنار وهو موضوع تناول حال النساء اللواتي فقدن أزواجهنّ ولم يتمكن من اثبات موتهم فلا جثّة ولا شهادة في الترمّل ولا امكانية بناء حياة جديدة. كما كتب طارق عزيزة من سوريا عن حصار المرأة العربية بين الشرائع السماوية وقوانين الذكور من خلال استعراض جواز الطلاق في الديانات السماوية الثلاث (اليهودية والمسيحية والإسلام) وقصر هذه الاجازة بيد الرجل دون ايلاء أدنى اهتمام للمرأة ورغباتها أو موافقتها وامتدادا لمثل هذه التشريعات الحرفية الجائرة نجد أن القوانين الوضعية في أغلب البلدان العربية قد استمرّت في نهج التعامل مع المرأة ككائن من درجة ثانوية أقل بكثير من الرجل لذلك فلا ضرورة للانتباه لها أو لمشاعرها أو رغباتها. الزميلة نجيبة الحمروني رئيسة تحرير النشرية كتبت عن بعض ملامح الحراك الايجابي التشريعي والسياسي المنصف للمرأة في بعض البلدان العربية مشيرة الى أنّ هذا الامر لا يجعل المرأة في مأمن خصوصًا في ظلّ الحركات السلفيّة المستشرية كالمرض العُضال. وردت بالنشرية مقالات أخرى تناولت نفس الموضوع اضافة إلى مقالات في القسم الأنجليزي وفي نشرية اقليم العالم العربي لتنظيم الاسرة التي ارفقت بكوتريات وتناغمت معها في المواضيع.