بين »العقد الفريد« لابن عبد ربه و»زهرة الآداب وثمر الألباب« للحصري و»مروج الذهب« و»معادن الجوهر« للمسعودي و»تسهيل النظر وتعجيل الظفر« للماوردي و»الامتاع والمؤانسة« لأبي حيّان و»البيان والتبيين« للجاحظ و»الكامل في اللغة« و»الادب للمبرد« و»المستطرف في كلّ فنّ مستظرف« للأبشيهي و»المفضليات« للمفضّل الضبّي و»الاذكياء« لابن قيم الجوزي و»المقدمة« لعبد الرحمان ابن خلدون و»عيون الاخبار« لابن قتيبة و»طبقات الاطباء والحكماء« لابن جلجل و»جمهرة الأمثال« لابي هلال العسكري و»الادب الكبير« لابن المقنع و»بهجة المجالس وأنس المجالس« لابن عبد البرّ و»الجمهرة في اللغة« لابن دريد و»حماسة الظرفاء« للزوزني و»روضة العقلاء« لابي حيّان و»الزاهر في معاني كلمات النساء« لابن الانباري و»ديوان المتنبي«... إلخ من عيون الادب العربي التي مثلت درر المكتبات وخير ما يزين بها العقلاء مجالسهم ومن أنفس ما يهدي الاديب للاديب والصديق للصديق وما يورّث الاب للوليد. بين درر الأدب وياقوت الكلام ومرجان البلاغة والحكمة طاف بنا الكاتب أحمد حبّاب في كتابه »من بيادر الحكمة والادب« ليرينا صنوفا من الحكمة وألوانا من البلاغة. هذا الكتاب الموسوعي جاء في 446 صفحة قسمت إلى جملة من الأبواب المختصرة والمتنوعة والمكثفة، أحصينا منها 104 بابا، غلب عليها التفصيل على شاكلة الكتب التعليمية التثقيفية في المدونة التراثيّة مثل كتاب »الأدب الكبير« لابن المقفع. من ذلك أنّنا نجد عناوين ابواب مثل »في البِرّ وأنواعه«، »في الصبر والجزع«، »في تعزية الملوك«، »في برّ الوالدين« »في الصمت« و»في المروءة«. كما نجد عناوين من جنس »من اقوال الحكماء«»من منثور الحكم« أو استعمال عناوين تبدأ ب »ممّا...« مثل »ممّا قيل في الاخوة«، »ممّا قيل في الصدق«، »مما قيل في تقلب الدنيا بأهلها« أو نصادف عناوين مركبة على الاضافة اللفّظية مثل »فضل المال«،»عواقب الطيش« أو مركبة على النعت مثل »ادعية متنوعة وحكم مختلفة«، أو عناوين هي عبارة عن مركبات إسناديّة مثل »قالت الحكماء« ومهما تنوعت عناوين الابواب وتشعبت مبنى ومعنى فإنها لاتخرج عمّا جاء في المدونة التراثيّة من ضروب الحكم والاقوال المأثورة التي حاولت ان تتعرّض لكل مناحي الحياة الانسانية في السياسة والادب والدين والاقتصاد والاجتماع والثقافة والعلاقات الانسانية والقيم الاخلاقية بفضائلها ورذائلها من كرم ولؤم، وشجاعة وجبن وعدل وجور، وأمانة وخيانة وبِرّ وتقوى وعقوق وفجور وصدق وكذب وفي العفو والحلم والتجاوز وكظم الغيض والظلم والجور.