لست ادري لماذا مررت مرّ الكرام على ملف التنمية بسيدي بوزيد لما نشرته جريدة الشعب في المرة الأولى منذ أسابيع. وحسنا فعلت الجريدة لما أعادت نشره فالذكرى قد تنفع بعض المؤمنين الذين سهوا عن الحقائق الحارقة التي احتواها الملف المتكامل.. والغريب أن كل الفاعلين في المركز أو الأطراف يعرفون هذه الحقائق بما أن الأرقام في حوزة الولاة والمعتمدين والعمد، ولكنهم لم يتحركوا. وحتى بعد الأحداث الدامية في بوزيد وفريانة والحفي والرقاب والمكناسي، فان الأبواق الرسمية من جرائد وتلفزيون وأحزاب والنواب مازالوا يفتشون عن أسباب الأحداث والاحتجاج في جبّة الشيخ القرضاوى منظّر الجزيرة الذي احتفلت به القيروان وقبلته ضيفا غصبا عني أو في جبّة الأطراف التي تصطاد في الماء العكر.... لست ادري لماذا بقي الماء عكرا حتى يسهل الصيد فيه ولست ادري إلى متى ستبقى أجهزة إعلامنا الموقّرة دافنه رأسها في التراب في حين أن الأرقام الرسمية تتكلّم وتصرخ دون الحاجة إلى جزيرة الإخوان المسلمين، ودون الحاجة إلى من يدفعها دفعا لشيء ما في نفس بلقاسم... فقط يا أرباب الصحف ويا أصحاب الأحزاب ويا نوابنا طالعوا الدراسة الجدية التي وضعها بين أيديكم الاتحاد العام، وتنازلوا قليلا عن جزء قليل من أرباحكم الصافية وأجوركم ومنحكم العالية التي ندفعها لكم من أموالنا العمومية عندها اقسم أن سيدي بوزيد ستصبح قطبا اقتصاديا ضخما وسيقطع شبابها نهائيا مع عادات الانتحار السيئة..