شارك ابناء قفصة رفقة ابناء البلاد في معركة بنزرت الخالدة، معركة الجلاء وتدعيم السيادة والاستقلال التي تم على اثرها تطهير اخر شبر من وطننا الغالي من أي حضور أجنبي. وقد سقى البعض منهم تراب الوطن بدمائه الزكية ونذكر من ضمن من استشهدوا وكانوا تلاميذ مدرسة الحرس الوطني. الشهيد الطاهر غلالة (25 سنة) الشهيد أحمد تيتاي (25 سنة) الشهيد عمر غربية (25 سنة) الشهيد الشافعي باشا (27 سنة) وقد تم تكريم هؤلاء الشهداء اثر انتهاء المعركة من خلال دفنهم في موكب رسمي مشهود بمدينة قفصة شارك فيه الحرس الوطني والاطارات الجهوية وحضره الاف المواطنين، وخصصت لهم روضة وسط مدينة قفصة سميت بروضة الشهداء، ولكن وبعد 8 سنوات تم نقل رفاتهم الى مقبرة جديدة (مقبرة سيدي يحيى) غير أنهم دفنوا في قبر جماعي، فغابت أسماؤهم وتواريخ ميلادهم ووفاتهم ولم توضع أي اشارة تدل على ان من يرقدون في هذا القبر هم من شهداء معركة الجلاء. ان أبسط واجب وطني تجاه هؤلاء الذين قضوا من أجل عزة وكرامة هذا الوطن الغالي على قلوبنا تتطلب منا رد الاعتبار لهم من خلال وضع لوحات رخامية منفصلة يكتب عليها اسم الشهيد وتاريخ ولادته واستشهاده وينصص فيهم على انهم قضوا في معركة الجلاء، فإذا كان حجم التضحية بالنفس فداء للوطن واحد بين الشهداء فالأخرى أن يتساووا في التكريم والتخليد، ثم لِمَ لا تخصص شوارعه وساحات أو معاهد تسمى بأسمائهم لتخلييد ذكراهم؟ وفي الأخير الى متى ستبقى مقابر الشهداء في حالة من الاهمال حيث تتراكم الأوساخ والأعشاب وتمحى كل علامة تشير الى ذكراهم؟