ثورتنا بيضاء وعفوية واجتماعية ولم تكن لها قيادة سياسية ، كما وفّر لها الاتحاد العام التونسي للشغل والمناضلون الديمقراطيون في عديد الجهات التأطير اللازم وجعلوها تدوم وتتواصل وشيئا فشيئا كبرت الحركة مع الاتحاد العام التونسي للشغل، ومثّل الشباب المحرّك الأساسي لها للتحوّل الى نوع من التعبير عن الغضب والاحتقان على اشياء دامت خمسين سنة من المعاناة والحيف، حتى وضعت بن علي اخيرا على طريق الهروب.لقد قامت الانتفاضة على مطالب اجتماعية ثم سياسية وتحولت في ظرف شهر لتطيح بأسلوب الحكم الكلياني. في علاقة بالحكومة، فان الشعب قد انتفض وكثف ارادته في مطالبه، وأزاح عقبة رئيسية أمام تطور الجمهورية وأجبر الحزب على التراجع وهي خطوة في نظرنا عملاقة وبالتالي على القوى الديمقراطية ان تؤطر ذلك في اتجاه مراجعة القوانين والدستور حتى نتحوّل الى الجمهورية الديمقراطية الاجتماعية.ان بلادنا ضعيفة جدا واقتصادنا هشّ جدا والمطلوب في هذا الظرف الدقيق الفطنة والتنبّه إلى امكانية اجهاض الانتفاضة من قبل قوة كبيرة. يجب الاتفاق على أي طريقة للتوحّد من قبيل عدم إدخال عناصر متورطة سابقا بالفساد في الحكومة وتشريك الكفاءات في الاتحاد العام التونسي للشغل أو من عدة أحزاب ، ونحن يهمّنا أن نشارك في اللجان التي تم تكوينها دون مزايدات، واذا غاب كل هذا، فذلك من شأنه أن يفتح الباب أمام الإسلاميين أو الجيش على مصراعيه.