منذ الساعات الأولى من صباح الأربعاء 26 جانفي يناير (يا ثاير يا بو المفهومية مفش ليك دليل غير عيون الكلام) خرجت صفاقسالمدينة و معتمدياتها بدون استثناء على بكرة أبيها متجهة صوب مقر الإتحاد الجهوي للشغل بصفاقس لتعبر بكل ما أوتيت من قوة و بصوت واحد: واهمون واهمون من يريدون سرقة الثورة سرقة ما تحقق يوم 14 جانفي المجيد 2011، واهم الإعلام الذي يريد أن يندس و يحدث البلبلة و الانشقاق داخل منظمتنا العتيدة الاتحاد العام التونسي للشغل و التآمر على مناضليه، واهم الإعلام الذي لم يتخلص من ممارسته الدنيئة و أساليبه السافلة و الحقيرة حيث يفبرك الحوارات و يجلب المأجورين حتى يلقوا الاتهامات الجزاف على الاتحاد العام التونسي للشغل. خرجت الجماهير من مقر الاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس لتقول: تسقط الحكومة المؤقتة يسقط حزب الدستور يسقط جلاد الشعب RCD degage بالروح بالدم نفديك يا اتحاد بالروح بالدم نفديك يا تونس يا حشاد يا شهيد على دربك لن نحيد بالروح و الدم نفديك يا شهيد ... لقد تفطن النقابيون و هم الذين يعرفون أكثر من غيرهم طبيعة النظام البائد و بقاياه من تآمر على منظمتهم خاصة في أحداث 1978/1/26، جانفي 1980، جانفي 1984 ، جانفي 1985 وأن الحملة المسعورة اليوم التي يشنها التجمعيون و من استلذوا كرسي الوزارة هي خطة مدبرة و محبكة لتبديل وجهة الجماهير الشعبية التي تطالب بصوت واحد: يسقط التجمع، تسقط الحكومة المؤقتة. لقد بحت الحناجر التي جابت شوارع مدينة صفاقس و طرقها المتفرعة و التي توقفت أمام مبنى الإذاعة رافعة الشعار التالي خاصة: يا إعلام يا حقير أخرج شوف الجماهير و أمام مبنى الولاية لتدمغ بشعاراتها الباطلة و تقضي بالضربة القاضية على كل المحاولات اليائسة و البائسة التي يقوم بها التجمعيون و أزلام النظام و الطامعين في قطعة من كعكة الحكومة المؤقتة قصد إخماد حركة الثورة و إجهاضها لتحقيق مآربهم و العودة غلى سالف ممارساتهم التي تضطهد الجماهير الشعبية اقتصاديا و ثقافيا و سياسيا و إعلاميا. لقد خرجت الجماهير ما ينيف عن 100 ألف من مقر دار الاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس لتقول لمن مازال يشدهم الحنين إلى النظام البائد و للذين سال لعابهم و جرى ريقهم بالمناصب سيجرفكم السيل سيل الدمى و يأكلكم العاصف المشتعل.