هطل بالدّموعْ، هطل بالدّماءْ، يا غُيوم الشتاء القديم... مرّة بعد أخرى... قد شهدت الجياع وسمعت الجموع... تهدرُ بالغضبْ، ورأيت العزاء في البيوت الفقيره... وهو يتلو العزاء... فكفانا.. كفى.. 2 يا غيوم الشتاء... كأسنا أُتْرعت بالأسى... أرضنا أجدبتْ فأهطلي مرّة بالرّواء واهطلي بالنّماءْ روحنا أقفرتْ... فاهطلي بالأملْ واهطلي بالرّجاءْ إنّه شعبنا قد أراد الحياه إنّه شعبنا يستحقّ الحياه. 3 قال غيْمُ السّماء: »هل رأيتَ الرّبيع يقبلُ في الشتاء هذا ما سوف يكونْ«! 4 فجأة أينع الرّوض البديع.. صعتر ها هنا... وهناك آقحوان، وهنا زهْرُ صبّار كريمْ، وهنا ورد سياج.. وهنا زهر بنفسجْ... ... فرّ من قصر لئيمْ كلّ زهرقد قنَى... بالدّماء روّى التراب كيف يطغى الياسمين؟ إنه روض الكرامه، إنه سحر الرّبيع. 5 في خضمّ ما جرى.. هتف صوت أليفْ، هتف صوت حبيبْ، انه صوت الشهيد صاح في الدّنيا يقول: »إنني غيث البدايه من أحبّ الشعب يمضي... في الطريق للنهايه بالصّعاب لا يبالي.. يتحدّى المستحيل... لا يساوم.. لا يزايد... للجموع يستجيب، بالجموع يتسعين«.