إلى محمد علي »الزرقا« ومعه شعب بأكمله يحرس ثورته بهراوات أكبر من قبضاتهم بعيون لم تتعوّد السهر بنيران شجيرات الشوك الجافة قالوا سنحرسكم... كان الشرّ يرتدي كل الأقنعة يوزع الرصاص بالعدل على الأبرياء ويمنع النوم من الوصول الى الاطفال بنشر قذارته كفئران المجاري يبذر الوباء... وكان القمر رفيق الشباب وبراد الشاي يوشوش على الجمر شهروا يرتقون أحلامهم بالأغنياب الجديدة يدفعون خوفهم بالقهقهات وبصوت البشير يردد: »هرب الجبان قبل الحساب« يقول »الزهواني« وهو يرفدهم بالفطير وزيت الزيتون »لم يعرفوا الدغباجي لكن دماءه في شرايينهم صباح جديد ونهر أمل« يقول بيرم: »هذه البلاد لا شيء فيها كما نهوى ولا نهوى سواها« »أحلم بكشك أخضر، قال ياسين »قدحه« أحلم بالبرتقال قريبا كضوء الشمس بأكداس الجزر والخس ودقلة النور...« تنهّد عبد الباسط ولم يقل، كان يحلم بالزغارريد وبالبيت المكتمل فكر الشاعر القريب البعيد: »ليتني حطب سهرتهم كلما خبت نارهم أشتعل«