اجتمع كتّاب ومثقفو تونس عشيّة السبت 16 أفريل الجاري أمام المسرح البلدي في وقفة احتجاجية طالبت وزارة الثقافة بكنس رموز النظام البائد من مندوبين ثقافيّين ولجان ثقافية ومسؤولين عن نهب الأموال العمومية وحجز الأحلام. ظلّت نقابة كتاب تونس نقطة مضيئة اثر تأسيسها في صيف 2010 ضدّ الثقافة السائدة التي كرّسها الرئيس المخلوع وزمرته من عصابات ثقافية ارتأت أن تناشده وتعضُدَ مُلْكَهُ القائم على السرقة وتهميش الأصوات الجادّة في الثقافة والأدب والفنون. وكان تأسيسها بمثابة دقّ المسمار الأخير في نعش ثقافة النظام الجائر. فالجمع الغفير أمام المسرح البلدي عشيّة السبت 16 أفريل الجاري دعت إليه نقابة كتاب تونس بجميع منخرطيها المناضلين، وكان لهذا الجمع صدى واسع بحضور ثلّة من الاعلاميين ورجال الفكر والفنّانين والكتّاب. لقد وقع التّنديد بكلّ أشكال الثقافة والتّهميش السائدة منذ نظام بن علي إلى اليوم لِلَفْتِ نظر وزارة الثقافة إلى المجازر الثقافية التي حدثت اضافة إلى إدانة رموز الثقافة البائدة في اتحاد الكتاب وبيت الشعر وبيت الحكمة والمركز الوطني للترجمة والمتاحف و المهرجانات والمندوبيات واللجان الثقافية... لقد استطاع كتّاب تونس أن يلمّوا شملهم ويواصلوا نضالهم الذي بدؤوه منذ سنوات طويلة مُنادين بضرورة تشريك الكاتب التونسي في تأسيس ثقافة بديلة قائمة على احترام المبدع وحق الاختلاف والتّنديد بالاعتداء على المثقفين طوال تاريخهم النضالي. وتقف نقابة كتّاب تونس اليوم وأمس وغدًا إلى جانب كلّ القضايا العادلة للشعب التونسي وتنتصر إلى اعلام حرّ وقضاء عادل مستقلّ ونبذ التطرّف بجميع أشكاله القديمة والجديدة. فوداعًا لزمرة المفسدين في وزارة ثقافة بن علي ووداعًا للكتّاب والمثقفين والاعلاميين والفنّانين والجامعيين الذين ناشدوا بن علي وكانوا سيفا مسلّطًا على الشعب التونسي الحرّ الأبيّ. لقد تكلّم أمام الجماهير ثلّة من الشعراء الأحرار أبناء نقابة كتّاب تونس وأكّدوا التحامهم بالجماهير التي تتوق إلى الحريّة وتتوق إلى ثقافة وطنية جادّة ضدّ كلّ أشكال القمع والتطبيع.