نظّمت الجامعة العامة للكهرباء والغاز يوم الأربعاء 17 أوت الجاري وقفة احتجاجية لأعوان وموظّفي الشركة التونسية للكهرباء والغاز بجميع أقاليم المؤسسة بالبلاد من الساعة الثامنة صباحا إلى الساعة التاسعة احتجاجا على تنامي ظاهرة العنف المسلط على الأعوان في مراكز عملهم وبمختلف اختصاصاتهم. الحركة الاحتجاجية لاقت نجاحا منقطع النظير وعبّر خلالها الأعوان عن مدى انشغالهم لتكرّر هذه الظاهرة في ظل غياب شبه تام لعناصر الأمن والجيش التي من المفروض أن تتدخّل بالسرعة والمهنية المطلوبتين والتصدّي لكل ما من شأنه أن يعرقل العمل الطبيعي لأعوان الشركة في هذا الظرف الدقيق. واستعرض الأخ ساسي بالضيافي الكاتب العام للجامعة العامة للكهرباء والغاز في الندوة الصحافية التي انعقدت مباشرة بعد الوقفة الاحتجاجية والتي حضرها أيضا السيد الهادي الرزقي ممثل الشركة، استعرض مدى المعاناة التي عاشها الأعوان خلال الثورة والى الآن وحرصهم الشديد رغم المعيقات على تزويد البلاد بالكهرباء والغاز والتفاني في القيام بواجبهم المهني خدمة للوطن والمواطن وسحب البساط من أقدام أعداء الثورة الذين يتربصون بالمؤسسة ويتمنون الخلل لها. وبيّن انه رغم هذه المجهودات الجبّارة من قبل الأعوان فإنهم جوبهوا باعتداءات متكرّرة من طرف بعض المواطنين بدنيا ومعنويا متجاهلين ما يؤدّونه الأعوان من خدمات في كامل البلاد، واهب الأخ الكاتب العام باسم الجامعة العامة بكل القوى الحية لتحمل المسؤولية من توعية وتأطير المواطين والتنبيه للمخاطر التي قد تنجرّ عن هذه الاعتداءات في ظرف دقيق يحتّم مزيد التعاون والتكافل بين الجميع. شهادات ومعاناة أعوان من بنزرت واريانة والقيروان وقفصة والمنستير جاؤوا إلى العاصمة وشاركوا في الوقفة الاحتجاجية بالمقر الاجتماعي للشركة كما قدموا خلال الندوة الصحافية شهاداتهم عن ما تعرضوا إليه من عنف مادي ومعنوي عمّق استيائهم من الظروف غير الملائمة في العمل خاصة وان عديد الإدارات تصرّ على أن يضمن العون استخلاص الديون المتخلّدة بالذمة دون الأخذ بعين الاعتبار الظروف الأمنية المحيطة، فاستمعنا إلى من عنّف في صفاقس لأنه يؤدّي واجبه في استخلاص ديون متخلّدة بذمّة احد الحرفاء والاعتداءات على سيارات الشركة في أريانة واعتداء على عون استقبال في قفصة واعتداء على فريق تقني ببوحجلة بالقيروان واحتجاز معداتهم ومنع فريق من القيام بتركيز محوّل كهربائي بعمادة نقة بقبلي واحتجاز أعوان ومقاول ومعداتهم وسياراتهم في حزوة بتوزر وتهديد وتهجم على الأعوان وإيقاف العمل داخل مركز توليد الكهرباء لمدة 20 يوما بفريانة بالقصرين... عينات من العنف والتهجّم وجب التساؤل عن أسبابها وعن غياب الأمن والجيش وبرامج الجامعة العامة للكهرباء والغاز للتصدي لهذه الظاهرة وهي الأسئلة التي سألتها جريدة الشعب في الندوة، وكانت الإجابات التي قدّمها الأخ الساسي بالضيافي تتمثّل في أن الجامعة العامة مثل كل هياكل الاتحاد العام التونسي للشغل دائمة الضغط على أن تتحمل السلط الأمنية والعسكرية المسؤولية في استتباب الأمن وحماية عون الشركة أثناء قيامه بواجبه كما أن الجامعة العامة من منطلق أنها شريك داخل المؤسسة فقد قدّمت عديد الاقتراحات إلى الإدارة العامة التي من شأنها أن تخفّف من شدة غضب واحتقان المواطن ومنها تقسيط معاليم الفواتير وهو الأمر الذي تمّ ووصل إلى 10 أقساط في بعض الأحيان، كما أن الجامعة تقترح وتطالب بإلغاء المعاليم التي تثقل كاهل المواطن ومنها عدم إدراج المعلوم البلدي ومعلوم الإذاعة والتلفزة في الفواتير وهي أفكار تندرج ضمن استراتيجيات البحث في تطوير آفاق ومستقبل الشركة لتكون مواكبة للعصر مؤكّدا ان الجامعة مصرّة على إتباع هذا النهج والتغلّب على العراقيل التي من الممكن أن تواجهه وتواجه ضمان ظروف ملائمة للأعوان للعمل والإنتاج.