1 ) لقد تعرضت حركة الوحدة الشعبية منذ تأسيسها إلى ألوان من القمع الشديد سجون ومناف ومحاصرة وملاحقة من قبل الحكم الغاشم عندنا بطوريه... بقدر ما كان لهما من التوجس المفزع من الزخم الثوري لقوة الحركة وتوجهاتها الإنشائية وممارستها الميدانية الخلاقة.. إن منالها من الخنق عبر نحو أربعة عقود قد أثر في مكوناتها هيكليا وحركيا وماديا أيضا، يتواصل القمع وتوافر الانتهازيين والمناوئين والمتواطئين، وبطمع المناصب والهبات مثل مجمع بالحاج عمر وبوشيحة ومن إليهما ولا سيما بعد انقلاب المخلوع. *** 2 ) حتى إذا جاء نصر الله والثورة تسربت عناصر من هذه الفئة أو تلك قلبوا جلودهم كما قلبوها على الأولين والآخرين وانبثوا بين صفوف الحركة بحرفية ومكر شديد. بحيث أصبحوا ناطقين باسم الحركة في كل ما يدور من حراك في رحاب «المسار الانتقالي» ونفس الشيء في إدارة الحركة حسب خطط ومهمات... فالكاتب القارّ ينتحل صفة الإدارة جوهريّا ويمسك بكل مقاليد الحركة بفردانيّة مطلقة أو نكاد مع مساعدين له. أولهما يشغل خطة« منسق إعلامي»وناطق باسم الحركة، والثاني«مساعد الكتابة القارة» يمثل الحركة في جميع اللقاءات والحوارات والمجالس بأنواعها دون استشارة ولا إعلام أي عضو في المكتب السياسي عدا المنسق والأمين العام غالبا. إنّما لجميعهم مهارة عجيبة في التمويه والمغالطة والتزييف ولسان كالحرير في حياكة الأكاذيب ولعل ثالثهم كان الأقدر بفعل المهنة وتعامله مع أسرة«المخلوع» فيما نعلم... وقد تمكنوا من ربط علاقات واسعة وتنظيم اجتماعات سرّا وعلانية حتى في مقر الحركة لمجموعة أحزاب في ضمنها «حركة النهضة...» (3 وهؤلاء بما تيسر لهم من الاتصالات والعلاقات تحت مظلة الأمين العام للحركة أمعنوا في ردم كينونة الحركة ومكنونها وفي الغض الغريب عن علاقتها بالثورة المجيدة وهي جزء لا يتجزأ منها وفي الدفع القوي للحركة نحو التذيل للأطراف النقيضة بأحقادها الدفينة للحركة على مدى التاريخ أحزابا وحركات وقوى مغتصبة للثورة ومناهضة للحركة وحكومة مؤقتة يوحيها الظاهر والخفي وأطراف أجنبية مجمعة على عزل الحركة وإقصائها عن الساحة. وطاقم الكتابة القارّة سابقا (السيد الصافي) يفاوض، ويجمع ويلهث وراء المجلس التأسيسي عبر الانتخابات كمساعديه والظفر بقيادة الحركة...!! بدل الأمين العام...!! واعتقادي أنه ما كان لينتهي بنا الأمر إلى هذا الحدّ لولا ثبات الأخ المنسق على قناعته وتصوراته إزاء أولئك وهؤلاء وانتفاء الأخذ بما يقال له في هذا المضمار وذاك كما تجلى في اجتماع مؤسسي الحركة (مساء28 آوت (2011 من إصرار على إبقاء ما كان على مكان وإن تغيرت شكليا بعض المواقع وللأسف ظاهرت مجموعة من الحاضرين اتجاه منسق. وإذا التنويه والإشادة بخدمات أولئك فوق كل اعتبار... شأن ما حدت في اجتماعات سابقة ومن قبل قمة الحركة بالذات...! ولسوء الحظ غادرنا كبار من المؤسسين للحركة رحلوا أو تخلوا عن الساحة... (4 وقد أفضى هذا التقويم والممارسة إلى شيء من التقاعس والفتور بدافع الحيرة والقلق مع اليقين بأن تواصل العمل في ذلك المناخ إنما هو ضرب من الخطورة على حاضر الحركة ومستقبلها ... إذ ليس للحركة )في تصوري) من سبيل غير دعم الثورة هيكليا وفكريا وميدانيا ككيان قائم الذات وقوّة مؤثرة لنحت الجمهوريّة الجديدة في مجتمع اشتراكي ديمقراطي حقيقي. والانكباب على برنامجها )الحركة) التنموي الشامل مراجعة ونقدا وتحيينا ومن مناكد الدهر أن يتجاسر بعضهم على رمي الحركة بالعقم والماضوية وتبشيرها بالحداثة وهم في أحضانها )مثل القادري.( * * * 5 ) ولعل أغرب الغريب ما تعلق بالمشاركة في الانتخابات التي تقررت عن ضغط أولئك وهؤلاء وكان الموقف من قبلُ ترك المشاركة شخصية مع رفد اعلامي من الحركة وفي اجتماعين متواليين برئاسة المنسق. وتم ضبط رؤساء القائمات المترشحة وقد عارضت بشدة تحويل الاتجاه على اعتبار أن الحركة لم تتهيأ لهذه المشاركة في شيء، وأن نتائج تلك الانتخابات تكاد تكون معلومة وأن الحركة لا تملك من أعضاء قوائمها إلا رؤساءها في الاغلبية المطلقة وفي ذلك بعض شوائب من الغش والزيف تنال من عذرية الحركة فيما يكفي للغرض مجرد التعريف حسب الاتجاه الاول، لكن الأغلبية المطلقة أصرّت على المشاركة ولا ريب عندي في أنها لا تخلو من ركوب الحركة لمطامع شخصية واستغلال إشعاع الأمين العام من قبل تلك العناصر. ومع ذلك رضخت لقرار الأغلبية وفي ضمنها الامين العام الذي تراجع عن موقفه الاول... 6 ) وهكذا اجتهدنا في ترتيب القوائم كل من موقعه، وقد أشرفت على دائرة )منوبة) مقر سكني واكتمل ترتيب القائمة من جميع جوانبها المطلوبة في اليوم الأخير من الأجل المحدد عدا وضع تأشيرة الحركة القانونية. ليتم تقديمها لفرع اللجنة العليا بالمدينة )منوبة)قبل السادسة مساء لكن ما راعني إلا أن هتف الكاتب القار للحركة يبلغني قرارا شفاهيا من قيادة الحركة يدعوني إلى شطب إسم المترشح الثاني من الرجال بالقائمة وهو أستاذ مرموق، ومناضل صميم في الحركة على حداثة انضمامه وقد رد على ما ذكرت بأنه يتعذر إعادة القائمة من جديد خلال ساعات وامتنع عن وضع تأشيرة القائمة التي لدي فأجاب مباشرة أني غير مسؤول عن ذلك وأحالني على المنسق (ابراهيم حيدر والمسؤول الأول (الأمين العام) فاتجهت إليه: ولما انتهيت إلى مدخل منزله امتنع عن استقبالي لكونه مريض وفي تشنج فظيع وهكذا سقطت القائمة. بيد أن ما كان أدهى وأمر إنما هو ظهور قائمة بديلة وجاهزة ومؤشرة(من طرف المنسق) على رأسها (حسب الكاتب القار) أحد تلك العناصر المسمى «المهدي الطباخ» أسرع إلى التقديم في الوقت المناسب )فهو منحدر من حزب بوشيحة وكان من أقرب أعضاده فيما علمت.( ترى ما قد يكون الداعي إلى هذه «المسرحية العجيبة يجيب الكاتب القار أحمد حريز»: بأن ذلك الأستاذ: نور الدين بن مسعود قد هاجم الحركة وبعض مناضليها بما ينافي وجوده في تمثيل الحركة...؟ وذلك في موقع بقناة «الفايس بوك»؟! وأننا مجمعون على هذا الموقف .. )كذا (! مع العلم أن ما صدر للأستاذ بذلك الموقع كان بتاريخ 27 أوت فيما كان عقابه على ذلك بتاريخ 7 سبتمبر 2011 على أني قررت شخصيا تلك الجذاذات المنشورة ولا أعتقد ان فيها ما يتجاوز الرأي الحر والنقد الموضوعي... فأين استنطاق الأستاذ وأين إحالته على مجلس التأديب إن وجد؟ هيهات أين أهداف الثورة من حرية التعبير والتفكير؟ 7) ورغم ذلك لم يبلغ بنا ذلك الواقع المحرج إلى حدّ اليأس والاستسلام لإيماننا العميق بعظمة الحركة لما أنتجته من التراكمات التجريبية والمخزون الأدبي الحي والمكرس للوجود الأبدي، ومن الكفاءات الإبداعية في جميع الميادين وبالقناعة المطلقة بأن هذا الخط العريق والجبار والمستخلص من صميم التيار التحرري الشعبي سيظل قائما معطاء على الصعيد البنيوي لدى حلبة الوطن والمحيط على مدى تاريخها غير المحدود... وأن القوميّة صاعدة وصامدة وآتية لا ريب فيها. ولئن كنت اعلم أن الأخ أحمد بن صالح قد يعمد إلى اتخاذ المواقف والقرارات الفردية مهما كانت أهميتها أو خطورتها فإنه لا يرفض النقد والاعتراض ولا يفزع منهما وقد حدث منه ذلك مرات فيما أذكر أسوق منها على سبيل المثال «قرار الاندماج مع حركة التكتل» وانتهى الامر إلى ممارسة التطبيق حيث ألحق ثلاثة أعضاء من المكتب السياسي بينهم المنسق للحركة وعضو من جامعة تونس الحقوا بالمكتب السياسي للتكتل وفيهم من بقي إلى اليوم في ذلك الموقع مع تمكين هذا الحزب من جملة وثائق ودراسات منها«مشروع البديل الانتقالي»وكتمكينه من الانخراط في رابطة الاشتراكية الدولية بدل الحركة دون استشارة أو اعلام شامل للجميع ودون رجوع إلى المجلس الوطني وقد ناقشته شخصيا وبجرأة على انفراد وفي إطار اجتماعين دوريين بعد الحصول على التأشيرة وقبلها ولكنه لم يغضب... ولا أدري ما إذا كان على وعي بما حدث ويحدث ضد الحركة في تقديري؟ * * * (8وأنا أهيب بالأخ الأمين العام والذين من حوله أن يتفهم موقفي دون أي ارتياب وأن يسخّر حزمه وعزمه لتنقية ما يلوح من الأشواك السامة.... في كثير من الجهات والقطاعات على اعتبار أن الحركة ملك لكل مؤسسيها ومناضليها والمتعاطفين معها على حد سواء وللجميع حق النقد والاستشارة والإعلام.... والاعتراض عند الاقتضاء ونعني بالخصوص أطر القيادة على أنني سأظل على ما ألفت من الالتزام بالانضباط حتى ولو دُفعت إلى ممارسة النضال في المحيط القاعدي. وذلك على مستوى المبادئ والتوجيهات والقناعات التي تقدم ذكرها... ولن أفكر أبدا في الاستقالة وإن أحسست بقوة حملي على الاستقالة من الحركة لكوني من أقدم مؤسسيها وبناتها ومن أشد الصامدين في حمايتها طوال سنوات التجمد في عهد المخلوع حيث توارى كثيرون عن ساحتها حتى من الكبار.