مازالت مسألة التقاعد والعلاقة الجدلية القائمة بين العاطل والعامل والمتقاعد تسيل الكثير من الجدل لدي المهتمين بالتغطية الاجتماعية وأهل المعرفة من المحللين والمختصين في هذا الميدان فما هو واقع التقاعد وآفاقه وكيف يبدو حال صناديقنا الاجتماعية في علاقة بالتوازنات المالية أو بالمشاغل المطروحة على المتقاعدين الذين أسسوا هذه الصناديق وأسهموا في نموها وهل بالامكان رد الاعتبار المعنوي قبل المادي للمتقاعد من اجل حياة كريمة ومن اجل استراحة هادئة قد تطول او تقصر (والاعمار بيد الله) ... نَفَقً لا يبدو مظلما لكنه مليء بالصعوبات والتراكمات فهل تصحح الاوضاع ويتم الخروج منها؟ تساؤلات كثيرة واهتمامات متواترة كانت محور للندوة الوطنية لاطارات الجامعة العامة للمتقاعدين بالاتحاد العام التونسي للشغل المنعقدة بالحمامات يومي 5 6 اكتوبر الجاري برئاسة الاخ رضا بوزريبة الامين العام المساعد للاتحاد المسؤول على قسم التغطية الاجتماعية والصحة والسلامة المهنية وباشراف مباشر للأخ عبد القادر الناصري الكاتب العام للجامعة العامة للمتقاعدين. وللتذكير فقط أذكر ان هذه الجامعة ولدت من رحم الواقع الذي اشعرنا في السنوات الاخيرة بخطورة الوضع المادي الآيلة اليه الصناديق الاجتماعية وولدت ايضا في ظل واقع نقابي وسياسي مبني على الاقصاء والتهميش وفيما أقصى وهمش كانت شريحة المتقاعدين. تجارب أثبتت أن نقابات المتقاعدين فاعلة وناجعة لدى افتتاحه اشغال الندوة وفي تذكير بالظروف نشأة هذه الجامعة لم يخف الاخ رضا بوزريبة ان المكتب التنفيذي الوطني بدا الى حد ما بعيدا عن مشاغل المتقاعدين واهتماماتهم لكنه لم يغيب التفكير في أنشطتهم ولم يبخل عليهم بالمساعدة كلما تطلبت الحاجة ذلك خاصة على مستوى تذليل الصعوبات التي رافقت الجامعة في هيكلة فروعها بالجهات وتكثيف المنخرطين وفي السياق ثمن المتحدث مجهودات مناضلي الجامعة والقطاع ككل من اجل بناء واقع نقابي جدير بالاهتمام والتفعيل خاصة في ظل التجارب وخاصة منها الاوروبية التي أثبتت ان نقابات المتقاعدين تعتمد في النضاليةو وفي الدفاع عن حقوق الناشطين في الصف الامامي وبامكانها ترجيح كفة موازين القوى لصالح العمال. الحلول ممكنة شرط توفر إرادة الإصلاح الجيد وفي تحليله لمستقبل التقاعد بين الاخ رضا بوزريبة ان الوضع في الصناديق الاجتماعية وخاصة على مستوى التوازنات المالية يؤشر الى مرحلة حرجة وصعبة وعلى كل قادم للسلطة في المرحلة الجديدة ان يأخذ هذا الوضع مأخذ الجد والعمل على اصلاحات جوهرية قائمة على العلاقة الجدلية بين العاطل والعامل والمتقاعد ودعا الى التصدي لكل عملية اصلاح تمس من حقوق المتقاعد واعتبر المرحلة القادمة حرجة وتستوجب الدفاع عن التقاعد بصورة عامة وأعلن انه بالامكان ايجاد الحلول شريطة توفر النضالية عبر الغاء المنشور عدد 31 وعبر تفعيل العدالة الاجتماعية بما فيها من توفير الشغل للعاطلين واصلاح أنظمة الجباية والتأمين على المرض وغير ذلك. نضالية المتقاعد ليست أقل من نضالية العامل الناشط من ناحيته اعتبر الاخ عبد القادر الناصري الكاتب العام للجامعة أن توقيت انعقاد الندوة يمكن ان يحدث رجة ايجابية في صفوف المتقاعدين سواء على مستوى القدرة النضالية او التحسيس بالانخراط في الجامعة باعتبار ما تعيشه البلاد بصفة عامة على درب الاصلاح السياسي والاجتماعي والاقتصادي ورأى ان نضالية العامل المتقاعد هي نوعية لكنها يمكن ان تكون مؤثرة وفاعلة اذا ما تصلبت الارادة والعزيمة لأن الكرامة هي نفسها لدى العامل الناشط او المتقاعد وشدد الكاتب العام للجامعة على ضرورة حماية حقوق المتقاعدين وعدم المساس بمكتسباتهم ورد الاعتبار للمتقاعدين باعتبار مساهماتهم في بناء تونس ورقيها وقال ان مشاغل المتقاعدين هي مسألة »وجود وليست حدود«. رد الاعتبار للمتقاعد وحفظ كرامته أما المشاركون فقد تطرقوا باستفاضة كبيرة لكل ما يشغل بال المتقاعدين وعددوا المظالم التي تعرضوا اليها مشددين على استعداداتهم للنضال والتضحية من اجل تحقيق نقلة نوعية نخرج المتقاعد من النفق المظلم الذي زج به فيها نتيجة سياسات اجتماعية لم يكن طرفا فيها لم تزرع فيه الشعور بالحياة الكريمة ولم توفر له الجراية المحترمة بما يلبي حاجياته الاساسية ويضمن له تغطية صحية عادلة وجيدة تجنبه عناء الخدمات المتدنية لقطاع الصحة العمومية واستغلال الفاحش للمصحات الخاصة. وعبر كل المتدخلين عن استعداداتهم لمزيد النضال في الدفاع عن حقوق كل المتقاعدين وتكثيف الاهتمام بهيكلة القطاع وزيادة عدد منخرطيه. وفي سياق رصد الواقع وتلمس الآفاق لربط علاقة جدلية بين كل الاطراف القائمة على العدالة رأى المشاركون في هذه الندوة ضرورة العمل على ادخال تعديلات ايجابية على التشريعات والقوانين الحالية لتحيق عدة اهداف منها بالخصوص. ❊ المشاركة الفعلية للمتقاعدين في مجالس ادارات الصناديق الاجتماعية. ❊ توحيد أنظمة الصناديق مع المحافظة على الحقوق المكتسبة. ❊ اعادة النظر في المنظومة الجبائية ومراجعة النسب المشطة الموضبة على جرايات التقاعد مع التعديل في نسبة الانخراط بما يعادل ما يخصم على العامل المباشر. ❊ تخصيص نسبة من فرص التشغيل للعاطلين من ابناء المتقاعدين وربط جراية التقاعد المتدنية بالاجر الادنى المضمون وعلى صعيد التغطية الصحية والعلاج طالب المشاركون باصلاح جيد لنظام التأمين على المرض والترفيع في سقف استرجاع المصاريف مع اعادة توزيع قائمة الامراض المزمنة.