أعتقد أن بعض الإعلاميين التونسيين في حاجة إلى المزيد من الحرفية المهنية حتى يواكبوا الأحداث دون الوقوع في التهريج أو التشويش على غيرهم أو بث الفتنة بين المواطنين دون قصد وإلا فأية حاجة لنا إلى الإعلان عن وفاة عون أمن وهو يقوم بواجبه؟ أليس هذا الحادث مثل أي حادث شغل يقع في العادة؟ لماذا التشهير به وإثارة النزاعات حوله من كل جهة؟ يكفي أن تهتم به الإدارة المعنية مباشرة بشأنه وتمنحه حقه من العناية المطلوبة ولا أحد يدري بما كان الأمر يجري في السابق؟ (أعرف أن لديكم مبررات عديدة لإعلان الخبر) لكنها لا ترقى كلها في نظري - إلى مستوى الضرورة .وهذا الحديث المتواصل والمتكرر عن السلفية أو عن غيرها من الحركات الدينية المنعوتة بالتطرف أليس من شأنه أن يشنج الأعصاب وينشر البلبلة والتوتر بين الفئات الاجتماعية المختلفة؟ أليس مثل هذا الأمر نحن في غنى عنه خصوصا أننا نمر بهذه الظروف الصعبة ؟وللعلم - بهذه المناسبة - فإن لمثل هذه الحركات الدينية المنعوتة بالتطرف وجودا منذ القدم ، منذ أن ظهرت الأديان في العالم فعلينا إذن أن نتعامل معها بكل لطف (ولا أقول بكل عنف كما يبدو للبعض أن يقولها) وبكل أريحية وفي نفس الوقت بكل حذر لأن مثل هذه الحركات الدينية كمثل تلك العصابات من الأطفال في الأحياء الشعبية محدودة الوعي بالمسؤولية ومتشبثة بما لديها من النزعات الدينية وإن كانت غير ناضجة وبالتالي فليس من الضروري على الإعلام التونسي أن يشهّر بها أو يضعها في الواجهة حتى لا يثير حولها المزيد من الشغب أو الحساسية بين أفراد المجتمع وأنها ستزول بطبيعتها مع تنامي نضجها وتطور وعيها (وعذرا في الختام على التدخل من أجل المصلحة العامة).