« طبقوا القانون و اعطيونا حقّنا »، كانت تلك صيحات عاملات وعمال المناولة بالشركة التونسية للكهرباء والغاز خلال اضرابهم عن العمل يوم 16 ديسمبر الجاري بمقر المؤسسة بالعاصمة. العشرات شاركوا بكل حماس بتأطير من نقابتهم الاساسية ورفعوا شعارات تندّد بما اسموه الانقلاب على الاتفاقات والتنكّر لاتفاق قانوني بين الاتحاد العام التونسي للشغل والحكومة المؤقتة القاضي بإلغاء المناولة بمؤسسات القطاع العام وادماجهم بالمؤسسة. القانون هو الفيصل كل من استجوبناهم من العملة، ابرزوا امتعاضهم واستغرابهم من تهرّب سلطة الاشراف من تطبيق وتفعيل محاضر الجلسات المبرمة والمتعلقة اولا بإلغاء العمل بالمنشور عدد 35 المؤرخ في 30 جويلية 1999 والمتعلق بالمناولة في الادارة والمنشآت العمومية والمؤسسات العمومية الى جانب الاتفاق القاضي بتحجير ابرام او تجديد عقود المناولة والغاء العقود التي حلّ اجلها او العقود الجارية المخالفة للتشريع الاجتماعي علاوة على الالتزام بانتداب عمال المناولة المباشرين قبل يوم 18 فيفري 2011 في الادارات العمومية ويضبط الاجر الشهري لكل عامل طبقا للتراتيب الجاري بها العمل وفي كل الحالات يجب ان لا تقل اجورهم عن الاجر الادنى المضمون لمختلف المهن( نظام 40 ساعة في الاسبوع). هذه الاتفاقات كان من المفترض ان يتم تفعيلها ببعث لجان من ممثلين عن الوزارة الاولى ووزارة الشؤون الاجتماعية والاتحاد العام التونسي للشغل لتنطلق اعمالها في افريل 2011 وتنتهي في اجل لا يتجاوز 24 جويلية 2011، لكن على ما يبدو ان الاشغال شابتها بعض التعطيلات لا يعرف بعد سببها رغم عقد اتفاق آخر بين ممثل ادارة الشؤون العامة وجامعة الكهرباء والغاز ونقابة حراسة المؤسسات المتعلق بوضع الآليات والاجراءات المستوجبة لعملية ادماج المناولة، لتكون الضحية، عملة المناولة لا غير... العمال خلال إضرابهم، تميزوا بروح المسؤولية والجدية، وقرروا رغم ما لحقهم من أذى اجتماعي وحيف أن يلتفوا حول هياكلهم النقابية والانضباط لمقرراتها كما عبروا عن استعدادهم اللامشروط لمعاودة التحركات الاحتجاجية اذا تواصل الغموض والتجاهل اللذين رافقا ملفهم... هل أن الملف في طريقه الى الحل؟ وتعقيبا على ما وقع تداوله عبر بعض وسائل الاعلام حول عزم أعوان الحراسة والتنظيف التابعين للشركة التونسية للكهرباء والغاز بجهة تونس ومدنين وسوسة والكاف، الدخول في اضراب بداية من يوم الاثنين 21 إلى يوم الجمعة 61 ديسمبر 1102 وتفنيدا لما راج من شائعات عن فقدان أرضية تفاهم بين الجانب الاداري والنقابي حول عملية انتدابهم والقطع النهائي مع المناولة، أصدرت الجامعة للكهرباء والغاز إعلام الأعوان الحراسة والتنظيف بالشركة في كل جهات الجمهورية بأنّ عقود انتدابهم جاهزة وموضوعة على ذمتهم للإمضاء لدى الوحدات الراجعين إليها بالنظر، وبيّنت أنّ الأطراف المعنية أولت المسألة الأهمية التي تستحق وتدارستها وذلك بعقد عديد الجلسات والاجتماعات الاعلامية والتأطيرية، آخرها اجتماع يوم الثلاثاء 22 نوفمبر 1102 بمشاركة عضو من المكتب التنفيذي للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان. كما أنّ الشركة التونسية للكهرباء والغاز عجّلت بضبط الاجراءات العملية والتدابير القانونية الضرورية على المستوى الجهوي وسخرت كل الامكانيات والوسائل الكفيلة بإتمام هذه العملية، وذلك نظرا إلى ارتفاع عدد أعوان الحراسة والتنظيف المنتدبين (2004 عون) وسعيًا إلى الإسراع باستكمال عملية انتدابهم وفقا للمناشير الصادرة عن الوزارة الأولى ومحاضر الجلسات المنعقدة بين الأطراف المعنية وبيان 22 نوفمبر 2011. وذكّر بلاغ الجامعة بما تمّ الاتفاق بين الجانبين الاداري والنقابي والممثلين لأعوان الحراسة والتنظيف على تسوية هذه الوضعية حسب التمشّي التّالي: انتداب العملة المعنيين خلال هذه المرحلة عن طريق التعاقد لمدّة سنة بداية من غرّة أوت 2011 مع تمكينهم من كافة حقوقهم المادية والمهنية. احتساب أجور أعوان على أساس كافة المناولة مع اعتبار هامش الربح العائد لشركات المناولة. التنصيص في عقود العمل على كلّ حقوق أعون الحراسة والتنظيف المتعلقة بالعطل السنوية والعطل المرضية ولباس الشغل وساعات العمل الاضافية. إدراج مقتضيات جديدة في النظام الأساسي الخاص للشركة لتنظيم وظيفة الحراسة التنظيف وتحديد حقوق الأعوان وواجباتهم المهنية ونظام العمل المزمع اعتماده وكيفية تأجيرهم. وستكون هذه الاجراءات الأرضية القانونية لإدماج أعوان الحراسة والتنظيف بصفة نهائية في الشركة التونسية للكهرباء والغاز. وأشارت الجامعة إلى أنّه طيلة المرحلة الانتقالية تمّ تمكين المعنيين بالأمر من تسبقة على الأجر بحساب 350 دينار شهريا كما انتفعوا بتسبقة اضافية بمناسبة عيد الفطر والاضحى في حدود 200 دينار. وستتمّ تسوية وضعياتهم المادية بصورة نهائية فور امضاء عقود انتدابهم. وأكدت أنّ الشركة التونسية للكهرباء والغاز حريصة على الالتزام بتعهداتها تجاه أعوان الحراسة والتنظيف في إطار التراتيب والقونين الجاري بها العمل، فإنّها تدعوهم إلى مواصلة تغليب مصلحة شركتهم لاسيما وأنّها تثمن ما بذلوه من جهود في تأمين سلامة وحداتها ومنشآتها خلال الثورة وبعدها. هذه اذن حيثيات مشاكل أعوان مناولة شركة الكهرباء والغاز و الغموض الذي يحف بملفهم . ونحن نتساءل، متى تنتهي هذه التعقيدات ومتى يُنصف هؤلاء المعذبون في الأرض الذين أفنوا أعمارهم في خدمة مؤسستهم؟