تحية وفاء لشريفة المسعدي ونجاج المحمدي ونائلة جراد ودرة محفوظ وحفيظة شقير واخريات اعتذر لعدم ذكر اسمائهن والقائمة تطول. هنّ مناضلات من خمسينات القرن الماضي مرورا بازمتي 1978 و1985 إلى ثورة 17 ديسمبر 14 جانفي التجربة النضالية بامتياز والحنكة السياسية بحكمة والقدرة العلمية بذكاء والمهارة المعرفية بتوفق لا لتسيير الاتحاد العام التونسي للشغل فقط بل لتسيير دولة صغيرة بحجمها وكبيرة بفعلها التاريخي تونس تلك الاميرة التي عرف تاريخها الحداثي عبر القرون تميزا للمرأة وتقديرا لها بدءا بعليسة وامرأتنا في الشريعة والمجتمع الى مجلة الاحوال الشخصية الى قانون التناصف. لن يسمح لنا هذا الارث العظيم ولن يسمح التاريخ لاحفاد الحامي والحداد وحشاد والتليلي وعاشور وثورة 14 جانفي ان تغيب المرأة من قيادة المنظمة الوطنية العريقة الاتحاد العام التونسي للشغل على مستوى المكتب النفيذي. لن ننسي الذاكرة النقابية ما قامت به المرأة والمناضلة ودورها الريادي ماضيا وحاضرا في الدفاع على المنظمة اثناء الازمات واثر الهجمات الشرسة الاخيرة في مواقع العمل في الشارع وفي بطحاء محمد علي الملحمية حضرت المرأة جنبا الى جنب مع المناضل النقابي لتحمي المنظمة والبلاد من شر العباد ولكن للاسف قوبل هذا النضال والعطاء والمثابرة والمسؤولية بالجحُود والنكران واقصيت المرأة من تسيير شؤون الاتحاد والمشارك في صنع القرار ولم يكن هذا الاقصاء الا انعكاسا لتغلغل عقلية ذكورية لم تتنازل فيها الحسابات السياسية والقطاعية والجهوية للمرأة ولم تنصف فيها نضالاتها وقدرتها وكفاءاتها بجدارتها رغم الحملة الميدانية والاعلامية والبيانات والاتصالات باصحاب «النفوذ النيابي» ومحاولات اقناع النقابي قبل المؤتمر واثناءه بضروة تواجد المرأة واستحقاقاتها لكن دون جدوى.. المؤتمر العادي الثاني والعشرون للاتحاد العام التونسي للشغل انتهى بقوة وبشفافية وبديمقراطية وانتهى معه بمرارة حلم راود مناضلات الاتحاد ولكنه لم يُنْه احلامنا الاخرى ستبقى بيتنا وسنناضل وذلك قدرنا ولكن بطرق واستراتيجيات اخرى وسنفكر جميعا في اليات وادوات ووسائل لانصافنا واعطائنا المكانة التي تستحق. مستقبلا لن يكون انخراطنا بنسبة 47 ٪ هباء ولن يكون تحملنا للمسؤوليات الوسطى هامشيا ولن يكون وجودنا في اللجان والمكاتب مسكّنا ولن يكون تمثيليا للاتحاد العام التونسي للشغل في المكاتب القيادية اقليميا وعربيا ودوليا صوريا ولن يكون خاصة مشروعنا النضالي من اجل المساواة التامة والفعلية بين المناضل والمناضلة علي قاعدة الجدارة والاحقية والنضالية وهما. لن تكون قناعاتنا وتصوراتنا لمساهمات الاتحاد واستحقاقاته للمرحلة الانتقالية أو القادمة غائبا او مغيّبا. سندافع على انفسنا داخل الاتحاد وخارجه وسنعمل من اجل تطوير المكتسبات وسنسعى إلى من أجل تحديث عقلية ذكورية اخرت على المنظمة موعدا مع التاريخ النيّر لتونس الجميلة التي كما قال محمود درويش «علي هذه الارض ما يستحق الحياة» ونحن نقول بداخل الاتحاد ما يستحق العناء.