يحيي النقابيون يوم 14 جانفي الذكرى الأولى لثورة الحرية والكرامة وإذا كان الاتحاد الجهوي للشغل بتونس بحكم تمركزه في ساحة محمد علي مركز ثقل الحراك النقابي منذ 17 ديسمبر 2011 اندلاع الشرارة الأولى للثورة من سيدي بوزيد قد أعّد برنامجًا ثقافيا للوفاء والذكرى يشتمل على عروض فنية معرض للصور وفيلم وسهرة موسيقية... فإنّ عيون المئات من النقابيين تصبّ باتجاه دلالات الثّورة ورمزيتها فكيف ينظرون إلى إحياء هذه الذكرى الأولى؟ تفعيل الاستحقاقات _ الأخ فاروق العيّاري: الاتحاد الجهوي للشغل بتونس أبسط واجبات الوفاء للشهداء أن نحيي ذكرى الثورة التي استشهدوا من أجلها خاصة أنّنا لمسنا خلال الأسابيع الأخيرة جملة تشكيلية في أداء الاتحاد العام التونسي للشغل خلال الثورة ووقفنا عند موجات من التعتيم على دوره لذلك ستكون احتفالاتنا بهذه الذكرى رسالة موجهة إلى كلّ الأطراف من أجل تفعيل استحقاقات الشغالين على الثورة. صمدنا من أجل أن نعيش هذه الثورة _ الأخ مصطفى المديني: الاتحاد الجهوي للشغل بمنوبة صمدنا في الحقل النقابي من أجل أن نعيش هذه الثورة المجيدة وكانت كلّ المحطات النضالية التي مرّ بها الاتحاد من أزمة 78 إلى 85 تؤكد أنّ شبابنا في القصرينوسيدي بوزيد وكلّ مناطق الجمهورية سيفجّرون يوما ما ثورة الحرية والكرامة وسنعيش معهم لحظة نهاية الدكتاتورية من تونس وربُّما نعيشها معهم على مستوى كلّ الشعوب المضطهدهة والمغلوبة على مصيرها. وحدتنا ضمانتنا لحماية أهداف الثورة _ الأخ محمد الشابي: الاتحاد الجهوي للشغل بأريانة هي أوّل ذكرى في ظلّ احتفالات العمّال بتأسيس اتحادهم العظيم وهي أوّل ذكرى بعد مؤتمر الاتحاد الذي أفرز قيادة نقابية مناضلة وهي أوّل ذكرى نحتفل بها وعدّة أطراف تخوض هجمة شرسة على الاتحاد ومناضليه... لذلك سنبعث من خلال احتفالاتنا لها برسائل لتأكيد اعتزازنا بماضينا وبحاضرنا ونعرب عن وحدتنا من أجل تحدّي الواقع للنهوض بالعمل النقابي وبإنقاذ مستقبل البلاد من حيث تقع على عاتقنا مسؤولية نحته وبنائه. تشريك الاتحاد فعليا في نحت مستقبل تونس _ الأخ محمد البوغديري: الاتحاد الجهوي للشغل ببنعروس إحياء هذه الذكرى أمر لا مناص منه باعتبار أنّ الثورة شكّلت مفترق طرق في تاريخ تونس الحديث على أنّ ذلك لا يمكن أن يصيبنا بالخطأ وننسى أنّ الثورة التي قدم فيها شعبنا التضحيات الجسام وتكبّد فيها مئات الشهداء وراكمها لسنوات طويلة لم تستكمل بعد أهدافها من حيث الكرامة والحرية بكل الأبعاد السياسية والاقتصادية والاجتماعية وعلى هذا الأساس لابدّ لهذه الذكرى أن تلقي بمسؤولية كبيرة على الاتحاد من أجل لعب دوره التاريخي في الدفاع عن مشاغل الشعب وهمومه وأن يصون ويحمي مطالب العمّال وحقوقهم وذلك عبر تشريكه فعليا في كل الملفات الكبرى وفي كلّ التصورات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ومن أوكد هذه المسائل في المرحلة الراهنة المشاركة في صياغة دستور البلاد والأخذ بمقترحاته وآرائه لاسيما في المسائل ذات العلاقة بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية للعمّال وحتى لا ننسى أيضا تفعيل دوره في الرؤية المستقبلية للمسألة الوطنية انطلاقا من المحافظة على هوية تونس العربية والاسلامية وتجريم التطبيع مع العدو الصهيوني والدفاع عن استقلال بلادنا وعدم السماح للتدخل بشؤوننا السيادية. معركتنا ضدّ الفساد مازالت قائمة _ الأخ المنجي بن مبارك: البريد والاتصالات نحاول كقطاع برز في الأيّام الأولى للثورة بقوّة نضالاته وربط حاضره بماضيه عندما شنّ اعتصام ال 56 يومًا من أجل الفساد المالي باتصالات تونس.. نحاول في هذه الذكرى أن نرمّز إلى أنّ القطاع سيواصل رغم المؤامرات التي مازالت تُحاك ضدّه إلى ضرورة استئصال داء الفساد الحالي بمؤسساتنا وهذه هي إحدى استحقاقات الثورة. هل علينا أن نثور من جديد _ الأخ محمد حليم: التعليم الأساسي أحسب ان الثورة قامت من أجل الحرية والكرمة وشكّلت انفجار شعبيا ضدّ الاستبداد والقمع والظلم والتهميش والبطالة وضدّ التفاوت الجهوي وأحسب أنّها جاءت ليسترد الشعب حقوقه ويتولّى زمام أموره... وأحسب أنّ الشرارة التي انطلقت من سيدي بوزيدوالقصرين وعمّت أرجاء كلّ البلاد وغذى فتيلها القوافل من الشهداء أحسب أنّها حقّقت أهدافها غير أنّ ذلك لم يحصل فالعاطل عاطل إلى حدّ الآن والفقر هو الفقر إلى حدّ الآن والقضاء مازال على حاله عدا بعض الاستثناءات وعن الاعلام حدّث ولاتسكت... هل يجب علينا الثورة من جديد والشعب مستعد لذلك وعلى الاتحاد العام التونسي للشغل أن يستمر بدوره التاريخي وأن يكون القوّة اليقظة والمناضلة المتحفّزة ضدّ كلّ انحراف من شأنه أن يعيق أهداف الثورة. مازال الوضع قائما على حال ما قبل 14 جانفي _ الأخ سامي السويحلي: أطباء الصحة العمومية أشعر بأنّ هناك مخاطر ماتزال موجودة وكلّ ما تمّت المطالبة به من قِبَلِ الجماهير لم يتحقّق فمازالت آليات التشغيل معطّلة ومازالت العدالة بين الجهات متفاوتة ومازال الفقر ساريا ومازالت الحريات مكبوتة ومازال القرار السياسي رهن بعض التكتلات مازال الوضع قائما على حالة منا قبل 14 جانفي لذلك يتعلّق أملنا بالاتحاد العام التونسي للشغل من أجل تحقيق أهداف الثورة. مازلنا صامدين من أجل مضامين ثورتنا _ الأخ الأسعد اليعقوبي: التعليم الثانوي أرى أنّ الشغالين مدعوون إلى إحياء ذاكرة شعبنا وكتابة تاريخ الثورة المسكوت عنه وإعطاء المناضلين النقابيين المكانة التي يستحقونها لأنّ لاسهاماتهم الكبيرة في ثورة 17 ديسمبر ان بالمشاركة الميدانية في كل الساحات أو بتحمّل المسؤولية الكبرى في رفع الطوق الاعلامي والحديث بكل جرأة حول حقائق المجازر التي كان يرتكبها نظام بن علي وأستطيع أن أؤكد أنّ أكثر من 80٪ من التدخلات بوسائل الاعلام العالمية قبل الثورة كان من قِبَلِ النقابيين ممّا جعل الكثيرين منهم مشاريع شهداء أُعطيت الأوامر لنقص البعض منهم وفعلا أصيب اعداد منهم وأنا أحد الذين أُصيبوا أثناء الالتحام بقوّات القمع في ساحة محمد علي يوم 10 جانفي وكانت العقلية التي تقودنا تتمحور حول كسر الطوق الاعلامي وتوسيع دائرة الاحتجاجات لتشمل كافة الجهات وهو ما دفع باتجاه قرارات الاضرابات والاحتجاجات القطاعية والجهوية وتصاعد وتيرتها وأدى الى حسم المعركة يوم 14 جانفي برحيل الدكتاتور وسقوط نظامه. إنّنا إذ نحيي هذه الذكرى فإنّ السائد لدينا أنّ الثورة لم تستكمل أهدافها بعد وعلى القوى المناضلة داخل الاتحاد العام التونسي للشغل والتي تتحمّل المسؤولية الكبرى في الدفاع عن هذه الأهداف أن تُوحّد صفوفها وتصوّراتها للتصدّي لكل أشكال الالتفاف على الثورة والمتمثّلة في شعاراتها المركزية وهي الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية. لا.. لعقلية الاستفادة الفئوية _ الأخ سمير الشفي: المكتب التنفيذي الوطني للاتحاد العام كنّا بجهة صفاقس على علاقة متواصلة لما يحدث في عدّة مناطق من الجمهورية والتحمنا بهياكليا انطلاقا من يوم 17 ديسمبر عندما شهدت الأحداث ذروتها في تالةوالقصرين ومنزل بوزيان وسيدي بوزيد وتطوّر تفاعلنا كجهة الى حدّ المنعرج الخطير والمعلوم الذي حوّل اضرابا عاما جهويا من أجل التقاعد إلى حركة احتجاجية شاملة من أجل الدفاع عن الحرية والكرامة وتحمّلنا كنقابيين مسؤولياتنا في ذلك دون مواربة أو هوادة لنصل يوم 12 جانفي الى اضراب عام أفرز مسيرة ال 50 ألف مواطن والتي قُوبلت بالرصاص الحي وترجمت رغم ذلك إرادة النقابيين في الدفع باتجاه القطع مع النظام السابق واسقاط الدكتاتور. واعتبارا لهذه التضحيات نرى اليوم ونحن نحيي الذكرى الأولى لاندلاع الثورة أنّنا كنقابيين مؤتمنين على أهداف الثورة من كل عمليات الالتفاف وهذا يتطلّب محاسبة كلّ من اقترفوا هذه الجرائم في حقّ الشعب والثورة وتكريم عائلات الشهداء والجرحى وانصافهم وثانيا لابدّ من العمل على ترجمة أهداف الثورة المتعلقة بالديمقراطية والحرية وحماية كرامة المواطن ونحمل كل مكوّنات المجتمع المدني والأحزاب الديمقراطية مسؤولياتها التاريخية في استحضار هذه الأهداف الكبيرة والعمل على إيجاد آليات التنفيذ والمقاربات التي تمكّن أبناء شعبنا من الوصول الى تحقيقها وذلك عبر القطع مع عقلية الاستفادة الفئوية واستحضار المصلحة الوطنية الجامعة باعتبار ذلك الشرط الحاكم في مواجهة كلّ محاولات الالتفاف على أهداف الثورة سواء كانت من الداخل أو الخارج. حتى لا نفقد الرئة التي تنفسنا منها _ الأخ زهير النصري: الجامعة العامة للصحة تحركنا كقطاع مع أبناء شعبنا من أجل تغيير الواقع الرديء الذي يعيشه مكرّسين شعارات تخصّ التشغيل والعدالة الاجتماعية والحريات العامة والفردية ومعالجة الفساد والرشوة وهذه الشعارات راكمت سنوات من الكبت والقمع والاستغلال والاستبداد وحدّدت في تقابلاتها منعرج الاحتجاجات لتلد ثورة 17 ديسمبر ثمّ تفرز حالة يوم 14 جانفي منهية حقبة من الزمن الرديء وأسقطت كلّ أركان الدكتاتورية وهذا ما يجعلنا اليوم أمام ارتداد بعض المواقف نخشى على هذه الرئة التي تنفسنا منها نخشى عليها لأنّ الواقع مازال الواقع قبل 14 جانفي لذلك أدعو إلى المحافظة على الانجاز التاريخي والحضاري لشعبنا والذي حققه بالتضحيات والصبر وأؤكد على العمل على تحقيق أهداف الثورة خاصة عبر قنوات وهياكل الاتحاد العام التونسي للشغل الذي شكّل على مرّ تاريخ تونس المعاصر صمّام الأمان لكل المطالب المرفوعة سواء كانت عمّالية خالصة أم شعبيّة عامة لأنّ الاتحاد وعبر المحافظة على استقلاليته هو الأقدر على ذلك وهو أيضا النّبراس الذي يُنير طريق الشعب.