تحيي الانسانية كل سنة ذكرى 8 مارس لتجدد رجالا ونساءً، الدفاع عن قيم العدالة والحرية ولتذكر ان المجتمع بنصفيه يدافع عن حقوقه ويدفع في اتجاه تقدمه وان اي محاولة لتهميش المرأة او اقصائها ضرب لنصف المجتمع، هذا النصف الذي لا يجب النظر اليه باعتباره حالة خاصة تستوجب العطف بل يجب ضد ذلك الاقرار ان حقوق المجتمع كاملة لا تمنح لأحد وتمنع على آخر لجنسه أو لونه أو اعتقاده ومن المعلوم ان للشباب التونسي دور وشأن في ماجدّ من احداث، لذلك اختارت «الشعب» ان تتوجه الى الطالبات ليعبرن عن رأيهن في واقعهن الطالبة خصوصا والمرأة عموما. صابرين البوبكري: (أولى تصرف): ينعكس الوضع المادي للعائلات على واقع الطالبة حيث ان تخلي الدولة عن واحباتها ازاء الطلاب واسقاط حق السكن والمحافظة على قيمة المنحة الجامعية جعل الطالبة في أغلب الاحيان ضحية غلاء كلفة الدراسة فتنقطع عن التعليم، أي ان الطالبة هي الحلقة الأضعف التي تنعكس عليها كل مشاكل المجتمع لذلك أعتقد انه لابد من النضال من اجل النهوض بواقع الطالب عموما بما يخدم مصلحة الجميع ويجعل الطالبة خصوصا تنالُ فرصةً اكبر في مواصلة الدراسة. أما على الصعيد الوطني العام فاني ألاحظ ان مكاسب المرأة مهددة عموما، ذلك ان المسؤولين الجدد يقومون منذ توليهم الحكم بتغذية النقاش حول قضايا هامشية كالنقاب للتهرب من مواجهة القضايا الحقيقية من فقر وبطالة اي ان المرأة استعملت مطية لافتعال أزمات ولتوجيه الاهتمام بعيدا عن القضايا الاساسية. وهو ما يفترض ان يدافع المجتمع عن المرأة ليدافع في الواقع عن نفسه. يسرى الدريدي (تصرف): تتشارك الطالبة مع بقية زملائها الطلاب نفس المشاكل المادية والبيداغوجية التي تعرفها الحر كة الطلابية غير ان خصوصية الطالبة يجعل من حياتها الجامعية اكثر صعوبة وتعقيدا، فرُغْمَ كل ما تنفقه العائلة من مال لتغطية مصاريف الدراسة تظل الطالبة غارقة في المشاكل فعلى سبيل الذكر وقع اغلاق المطعم الجامعي بالعمران الاعلى وهو ما حرم الطالبات من الاكلة الجامعية اذ تتجنب الطالبة مشقة رحلة ليلية من العمران الاعلى الى المنار حيث يوجد المطعم الجامعي خوفا من المشاكل الأمنية. وفي المقابل يمنع القانون على الطالبة الطبخ في غرفتها بحجة ان امتلاك موقد كهربائي قد يسبب مشاكل أمنية وعلى الصعيد العام فان وضع المرأة في المجتمع لا يليق بما تقدمه فعوض تكريم المرأة والاعتراف بدورها الفاعل ومشاركتها الواضحة في مقاومة الظلم والاستبداد وجدت المرأة نفسها محل هجوم غير مبرر جعل كل مشاكل المجتمع منحسرة في لباس المرأة النّقابَ وفي اعتقادي فان هذه الهجمة منظمة قصد الهاء الشعب عن قضاياه الحقيقية كالفساد والظلم وبطالة وفقر. منى الوسلاتي: (مكتب تنفيذي للاتحاد العام لطلبة تونس): إن مشاكل الطالبات ليست بمعزل عن المشاكل الطلابية عموما والمتمثلة في تخلي الدولة عن مسؤوليتها مما ادى الى تدهور الاوضاع الاجتماع والمادية للطالب غير ان الطالبة تعيش هذه المشاكل بصفة مضاعفة نظرا الى أنها تتعرض للهرسلة ففي هذا الظرف الاستثنائي الذي تعيشه البلاد من عدم استقرار. أصبح الأمن مطلبا ملحا وبصورة عامة فان الطالبة تعاني نتائج استهداف المرأة بشكل عام. وأود هنا التأكيد على ان حق المرأة في المجتمع وحريتها هي نفس حقوق كل مواطن وضرب الحريات والتهديد بالرجوع الى الوراء بواقع الحرية يمس الجميع ويهدد الجميع في مكاسبهم لذلك اعتبر ان المرأة ليست جزءا منفردا او معزولا داخل المجتمع وان حقوقها لا تمثل خصوصية بل هي جزء من حقوق عامة اي ان المجتمع ككل مطالب بالدفاع عن حقوقه الكاملة اي ان يدافع الجميع عن حقوق الجميع. إيمان خميس (ناشطة نقابية طلابية): لا يمكن فصل مشاكل الطالبة عن مشاكل الطلبة بصفة عامة والمتمثلة في المنحة والسكن والنقل والأكل غير انه من الضروري ان تمكن الوزارة الطالبات من السكن طيلة مدة الدراسة نظرا الى وضعهن الخاص مقارنة بباقي زملائها. وبالنسبة الى وضع المرأة عموما فانه اصبح مهددا بعد وصول «الترويكا للحكم» وانتاج حكومة محافظة ذات توجهات اسلامية واضحة. فبعد استغلال المرأة في ظل المجتمع الليبرالي كأرقام وشعارات فارغة، اصبحت اليوم اكثر تهديدا لمكاسبها التي حققتها في ظل الليبرالية وهي مكاسب منقوصة اصبحت مهددة بأن تعود الى الوراء الى عصور الظلام وبمناسبة اليوم العالمي للمرأة أؤكد على حقوق المرأة ليس بالنظرة الليبرالية المقتصرة على الجسد بل حقوقها الكاملة كالعمل وفي حياة كريمة وفي المواطنة. إيناس سبيحة (طالبة إنسانيات): بالنسبة الى وضعية الطالبات فالمشاكل عديدة منها غياب الأمن وسوء الوضع في المبيت الجامعي وظروف التنقل السيئة اضافة طبعا الى المشاكل العامة من منحة وغلاء وغياب أفق واضح. وعلى الصعيد العام فان المرأة في تونس وقع استغلالها من طرف الساسة «للبروباڤندا» والهاء الشعب عن قضاياه وخلق البعض مشاكل متعلقة بالمرأة وكأن وجودها سبب خراب المجتمع حتى ان الدفاع عن المرأة اصبح شبهة وسبب حملات وهو ما يعكس عقلية متخلفة لابد من مراجعتها. نبيهة المطوي (طالبة وناشطة نقابية): تعاني الطالبات من اوضاع اجتماعية مزرية حيث انعكست الاوضاع الاجتماعية العامة للعائلات على واقع الطالبات وعجزت العائلة أو كادت على تحمل مصاريف الدراسة مقابل تخلي الدولة عن مسؤولياتها تجاه الطلاب فالمنحة الجامعية تراوح مكانها ولا تفي بأبسط مقومات الحياة وهي حكر على عدد قليل من الطلبة وبشروط مجحفة، كما أن الأكلة الجامعية تزداد رداءة يوما بعد يوم. وتعاني الطالبة بصفة خاصة من مشكل السكن بعد ان اقتصر السكن الجامعي على سنتين يتيمتين وتعد مشكل السكن والأمن الأبرز من بين المشاكل. أما بالنسبة الى الوضع العام فان المرأة مضطهدة وتعاني من النظرة الدونية وجعل منها البعض مشكلا لأغراض حزبية وسياسية، كما تعاني المرأة من سوء التأطير والتوعية وهو ما يفسر الامر الغريب بأن تجد في عديد الاحيان نساءً يعملن ضد حريتهن ومصلحتهن. دلال فالحي: (طالبة في كلية الحقوق): تعاني الطالبة من عديد الصعوبات أهمها السكن الجامعي ذلك انها تجد نفسها مهددة بعد سنتين بالمخروج من المبيت واللجوء الى السكن الخاص وما يترتب عنه من مشاكل وابرزها المشكل المادي ولا أبالغ اذ أقول ان عددا مهما من الطالبات لا يواصلن دراستهن بالماجستير بسبب غياب السكن وعدم قدرة الاهل على توفير سعره. أما على الصعيد الوطني فان وضع المرأة لا يتجزء عن وضع المجتمع بصفة عامة الذي بدأ يشهد عديد التراجعات فعوض ان تؤسس الثورة الى تقسيم الثروة بشكل عادل قامت الاحزاب اللاهثة وراء السلطة والكراسي بتهميش القضايا الاصلية ولم تنتبه لقضايا الفقراء والعمال والفلاحين بل انخرطت في دعم الرأسمالية الجشعة وهي خيارات لا يمكن ان تتقدم بالبلاد.