إنّ من أهمّ أسباب قيام الثورة في سيدي بوزيد هو الفساد الاداري والمالي الذي استشرى كالسرطان في كل مناحي الحياة... ورغم ما زعم عن سقوط دولة الفساد والاستبداد ومحاسبة من أجرم في حق البلاد والعباد... فإنّه وبعد مرور أكثر من سنة على الثورة مازال الفسدة والمرتشون ورموز الظلم والقهر بعمادة الفريو مازالوا أحرارا ومحافظين على كلّ امتيازاتهم ومواقعهم ونفوذهم... من ذلك، ولئن تعدّدت المجمعات التنموية الفلاحية بالجهة، فإنّ تملّك زبانية التجمع المنحل حوّلها إلى أوكار للفساد والنّهب والغرق في الديون وتهرُّؤ وتلف جلّ التجهيزات رغم المداخيل الضخمة لهذه المجمعات في ظلّ غياب أيّ شكل من المحاسبة والمتابعة وارتفاع المنتفعين بالريّ المجاني على أساس المحسوبيّة والصّمت على التجاوزات. السيد الوزير، لقد جعل كلّ من المسؤول عن المجمع التنموي بأولاد ابراهيم وعن المجمع التنموي بالتوانسية وعن المجتمع التنموي ببئر الدولة... أملاكا ومزارع خاصّة حتى أصبح الرّيّ مِنَّةً وصدقة لا تمنح عادة إلاّ للمتزلفين والخدم وهي ممارسات خلناها ذهبت دون رجعة... فأصبحوا يعيشون في ترف وبذخ كبيرين لأنّ سياسة نهش عظم المواطن ونهب المال العام حوّلهم إلى أصحاب جاه ومال... وعلى سبيل الذكر أمسى المجمع التنموي ببئر الدولة مضرب الأمثال في الفساد والتلاعب بموارده، والرّيّ حكرًا على ذوي النفوذ وأصحاب الأراضي الشاسعة ممّن يضخّون أموالا طائلة في خزينة المجمع والذين توضع على ذمتهم كل القنوات فيمثلونها ويحرمون منها البسيط رغم أنّها ملك عمومي... كما أنّ أعدادًا منها أتلفت ولم تعوّض بأخرى لأنّ العوائد تذوب في جيب هذا المسؤول وعدد من أولياء نعمته. لذا، وبناءً على ما تقدّم وغيرة منّا على المال العام ووعيا منّا بقيمة هذه المكاسب نناشدكم التدخل العاجل من أجل: فتح تحقيق للبحث في المواد المالية لهذه المجمعات منذ انبعاثها ومحاسبة كلّ الفاسدين. إبعاد الهيئات الحالية المتورطة في النّهب والإثراء غير المشروع وتفاقم مشاكلها مع الفلاحين. انتخاب هيئات من قِبَلِ الفلاحين تكون تحت مراقبتهم لتسيير هذه المجمعات. مراجعة معاليم الرّيّ بما يتلاءم مع الأوضاع الاجتماعية الهشة للمواطنين. وحيد بن أحد بن محمد براهمي