توفي منذ أسبوعين عبد الرزاق بن مولى اصيل منطقة الحميرة معتمدية صواف ولاية زغوان وكان موظفًا بوزارة الفلاحة، إذ تدهورت حالته الصحية منذ تعرضه الى الاعتداء بالعنف الشديد والى عملية تعذيب وتنكيل غير مسبوقة بمنطقة الحميرة من قبل مدير ادارة السجن المدني بصواف رفقة ثلاثة من اعوانه تصحبهم كلاب مدرّبة وقد كانوا التقوا الهالك في مسلك ترابي في الضيعة الفلاحية التابعة للسجن ومعه بعض الخرفان وهي ارض ومنذ الاستقلال محرمة على متساكني المنطقة البسطاء وعلى صغار الفلاحين وعابري السبيل والويل لكل من تطأ قدمه أرض «الاصلاحية» التي تمتد على عشرات الهكتارات وتعتبر من احسن اراضي المنطقة في حين زُجّ بالأهالي في سفوح الجبال والأراضي الوعرة. هذا الاعتداء الهمجي والبربري تسبّب للمتوفي في كسور في يده ورضوض بكامل جسمه واصبح جسده عبارة عن خطوط زرقاء نتيجة الضرب المبرح وقد أمر مدير السجن اعوانه ان يطلقوا عليه الكلاب رغم انه طريح الارض مما سبب له صدمة ورعبا ودخل منذ ذلك اليوم في دوامة العيادات الطبية والتحاليل والعلاج بمستشفى سهلول بسوسة ونظرا إلى تدهور حالته الصحية لم يتمكن من حضور جلسة المكافحة مع المتهم مما اسقط القضية وتوفي بعدها تاركا عائلة بلا معيل وكما ترك حسرة ولوعة لكل من عرفه نظرا إلى نقاوة سوابقه وإلى خطورة لهذه المظلمة التي سلطت عليه وتروج أخبار أن المتهم قد ارتقى في السلم الوظيفي نتيجة قمعه لمتساكني المنطقة وتنكيله بهم وعائلة الفقيد كلها امل في ان تأخذ حقها وتقع محاسبة عادلة لهذا الجلاد وان لا يقع التلاعب بالقضية في اروقة المحاكمة لانه وقع ازهاق روح بشرية ظلما وهناك نار تضطرم في صدور عائلته وكل من عرفه والكل ينتظر حكما عادلا يعيد الاعتبار ويعطي لكل ذي حق حقه...