تكلم ليته لم يتكلم..فالصمت احيانا نعمة لمن يعرف تاريخ الاتحاد ونضاليته وتربعه في افئدة التونسيات والتونسيين ولكنه يتعمد ان لا يتذكر..عبد الكريم الهاروني وزير النقل الذي حول الوزارة الى خلية تعمل ليلا ونهار لخدمة انصار حركته السياسية حركة النهضة ونقلها لحضور الحملات وحفلات الاعراس الجماعية والاجتماعات على حساب الشعب التونسي المعطل في المحطات والطرقات ، يتحدث اليوم بغباء شديد في التلفزيون الوطني التونسي عن اضرابات الاتحاد العام التونسي للشغل في قطاع النقل ويصفها باللاّمسؤولة وبأن الهدف منها مغاقبة شعبنا وحرمانه من النقل في هذه الايام التي نستعد فيها للعودة المدرسية وذلك دائما حسب رايه السديد ! من اجل مطالب واهية لا ترتقي إلى درجة المطالب ولا تستحق اصدار برقيات اضراب. عبد الكريم الهاروني بأسلوب مبطن فيه الكثير من الخبث والدهاء نوه كثيرا بابناء الوزارة و بالقباض والسائقين الذين لم يسلموا سابقا من سياطه النقدي وقال انهم لن ينساقوا وراء مطالب هيكلهم النقابي وانهم سيكونون في الموعد للعمل بكل جدية ايام الاضرابات وغيرها متناسيا حقيقة مهمة وهي ان اضرابات الاتحاد العام التونسي للشغل كانت دائما تحقق نجاحات ساحقة لانها اضرابات كرامة بالاساس،كرامة اغتالها هذا الوزير منذ تكليفه بالوزارة ونتج عنها توتر شديد في مختلف المؤسسات العائدة إليه بالنظر حتى انتهى الحال الى خسائر مالية لم يسبق لشركات النقل ان عرفتها وذلك بسبب تداخل الحزبي السياسي بالاداري ،واصرار السيد الوزير على تحويل الادارات العامة لشركات النقل الى مساجد تقدم المحاضرات الدعوية للاعوان قبل الاستحقاق الانتخابي القادم وما الضجة الحاصلة مؤخرا حول تغيير خمسة رؤساء مديرين عامين وتعويضهم بال رضي الله عنهم الا دليل على توجه السيد الوزير الذي مازال لم يتخلص من عباءة الاسلاميين ايام نضالاته الطلابية واختار رد الفعل في اول فرصة تتاح له وهو في موقع القرار السياسي، وبدل ان يواجه خصومه الحقيقيين الذين اصبحوا اليوم محامين واطباء ومهندسين واعلاميين اختار تصفية حساباته مع العمال والنقابيين ! للسيد الوزير المحترم نقول، كان بامكانك في الندوة الصحافية التي بثت ليلة الثلاثاء الماضي على القناة الوطنية الاولى ان لا « تتحكك» على الاتحاد وان لا تكيل له الاتهامات جزافا وان لا تحاول اظهار قطيعة مزعومة ومحبكة من صنع خيالك بين النقابات الاساسية في القطاع وقيادة الاتحاد، ولأنك فعلت ،وغالطت الشعب التونسي فالاتحاد بمناضلاته ومناضليه سيكون لك بالمرصاد ولن يجد صعوبة بالتاكيد في قبر اكاذيب وزارتك في المهد لان الشعب التونسي الذي استشهدت به في اكثر من مناسبة وحاولت جاهدا في الندوة الصحافية ان تبرزه وكأنه ضحية الخيارات النضالية للاتحاد العام التونسي للشغل هو اكثر من اكتوى من لا مبالاة وزارتك بشؤونه ومصالحه حتى ان العثور على حافلة صفراء في تونس اصبح يساوي العثور على كنز علي بابا يا سيدي الوزير عبد الكريم الهاروني ! نعم هذه دفعة اولى على الحساب سيدي الوزير مطور النقل،وخادم الحريف،والحريص على نجاح الثورة فقط من باب توظيف الاسطول كل الاسطول لاجتماعات حركتك السياسية،ولا انكر ان من اهم انجازاتك التي تحسب لك مساعدة شعبنا البطل الابي في اكتشاف الوان الحافلات التونسية وهي مصطفة منذ ايام فقط في القصبة الواحدة تلو الاخرى في مشهد فسيفسائي يتناغم مع حملة اكبس،حملة تدعو إليها حركة النهضة ويدفع ثمنها الشعب الكادح الذي تغيب معظمه يومها اضطراريا عن العمل لانه ليس له ثمن امتطاء تاكسي فردي او جماعي فلماذا اذن هذا التجني المفضوح على الاتحاد وهل النقابيون هم من عطل مصالح شعبنا في يوم القصبة الاغر ! سيدي الوزير قبل ان اقول لك في امان الله ودمتم في رعايته اسألك ان تعود الى من هو اقوى منك وسبق له ان خاض صراعات مع الاتحاد وخرج مهزوما ..لا بأس ان استفسرت منه سيدي الوزير ولا بد انه سيقدم لك النصيحة ..سيقول لك حرفيا : عزيزي الوزير حاذر فان الاتحاد لا يقهر وغيرك فشل رغم انه كان اشطر !