كل ما تحتاجه دار الصباح في هذه المرحلة هو ترشيد «التصرّف المالي» هكذا أكّد الخبير الاقتصادي معز الجودي رئيس الجمعية التونسية للحكومة خلال الندوة الصحافية التي انعقدت نهاية الاسبوع الفارط بمقر دار الصباح ودعا إليها كل من فرع النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين والنقابة الاساسية لدار الصباح كما أكّد السيد الجودي ان أصهار الرئيس السابق وأقرباءه لم يكونوا من الغباء بحيث يضعون أيديهم على المؤسسات المفلسة بل كانوا يستولون على اكثر الشركات ربحًا ومنها دار الصباح التي صودرت جملة أسهمها التي استحوذ عليها صخر الماطري وتقدر ب 80٪ من رأسمالها وصارت ملكا للدولة التونسية وقد كان حريّا بمن يتصرّف في مال المجموعة الوطنية ان يُنمّي مردودية هذه المؤسسة وغيرها من المؤسسات المصادرة التي تمثل ما قيمته 24٪ من الدخل الوطني الخام وذلك من خلال ترشيد الاشراف عليها وتعيين أولي الخبرة في التسيير وهذا عوض الاعلان عن الصعوبات التي تمرّ بها هذه المؤسسات مما يبخسها حقها في سوق التثمين التجاري داخليا وخارجيّا، ودار الصباح لديها جملة ديون تقدّر بمليون دينار فقط مقارنة ب 3 مليون دينار ديون لدى الحرفاء اضافة الى ما تملكه من عقارات غالية الثمن مضافًا إليها فائض القيمة لعراقة اسمها كأول مؤسسة صحافية خاصة ومستمرّة. كما أضاف السيد الجودي ان دار الصباح ليست أبدًا في وضعية مالية حرجة او تقرّبها من الافلاس بل ان منطق السلم الاجتماعية والحرص على تحسين المردودية يقتضي التحاور حول وضعيتها مع مختلف الاطراف الاجتماعية ومنهم الاجراء الذين يحق لهم ان تحوّل ديونهم لدى مؤسستهم الى أسهم في حدود 20٪ من رأس المال شركة محرّرين ليصبحوا بهذا ممثلين لدى مجلس الادارة بمقعدين ويكون بذلك صوتهم مسموعًا في كل القرارات التي تهمّ مؤسستهم لا ان يتلقّوا أخبار الاشراف عليها وتقرير مصيرها من وكالات الابناء. المعركة المبدئية الأخ سامي الطاهري الامين العام المساعد المكلف بالاتصال والنشر في الاتحاد العام التونسي للشغل أكّد في كلمته ان ابناء وبنات دار الصباح في نضالهم من أجل استقلالية مؤسستهم أثبتوا ان روح المقاومة لم تفتر وان شعارات 14 جانفي لم تخمد بعد فمعركة دار الصباح هي معركة الجميع وستواصل المعركة في كل المساحات وخاصة في الاعلام العمومي من أجل حرية التعبير رغم التدجين الذي بدأ يخطو خطاه على بعض المؤسسات مثل التلفزة الوطنية بعد تعيين المديرة العامة الجديدة وما غياب التغطية التلفزية للقناة الوطنية لهذه الندوة الا مثال صارخ. الزميلة نجيبة الحمروني رئيسة النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين قدمت تحية قوية لروح صمود ابناء وبنات دار الصباح بعد 25 يوم من اعتصامهم من أجل استقلالية مؤسستهم ومن أجل حرية الاعلام مع تأمينهم لاستمرارية العمل كما ان مناضلات ومناضلي هذه المؤسسة قد برهنوا على نضج كبير في تعاطيهم مع هذا التعيين المسقط الذي حاول أن يثبط عزائمهم ويضرّ بمؤسستهم اقتصاديا وهاهي روح الذكاء والمسؤولية تتجلى في تنظيم مثل هذه الندوة الصحافية لخبراء في الاقتصاد لتنفيذ ادّعاءات افلاس مؤسسة دار الصباح. لا انتقال ديمقراطي دون حرية إعلام الأستاذ عبد الستار بن موسى رئيس الرابطة التونسي للدفاع عن حقوق الانسان شدّد على ان لا انتقال ديمقراطي دون حرية اعلام واستقلال قضاء وامن جمهوري كما اكد ان الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان هي سند لنضالات ابناء دار الصباح الذين يخوضون المعركة نيابة عن كل مكوّنات المجتمع وبتأييد من كل مكوّنات المجتمع لغاية تحرير الاعلام من اغلاله وهو نفس المنحى الذي أخذته كلمة السيد حسن المانسي رئيس المجلس المستقل للاعلام في دعم انتفاضة ابناء دار الصباح للدفاع عن حرية الاعلام، هذا وكانت خاتمة التدخلات مع كلمة الاخ سمير الشفي الامين العام المساعد المكلف بالمرأة والشباب العامل الذي ذكّر بالموقف المبدئي والثابت للاتحاد العام التونسي للشغل في مساندة ابناء دارالصباح من أجل ترسيخ العنوان الاساسي للديمقراطية وهو حرية الاعلام والاتحاد لن يقبل قطّ الالتفاف على مكتسبات الثورة ومبادئها ومنها حرية التعبير. وقد حضرت عديد وسائل الاعلام هذه الندوة الصحافية كما حضرها العديد من ممثلي المجتمع المدني ومنخرطي النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين وعديد الوجوه النقابية كالاخ قاسم عفية الامين العام المساعد المكلف بالعلاقات الدولية والهجرة في الاتحاد العام التونسي للشغل والأخ الشاذلي البعزاوي كاتب عام الجامعة العامة للمالية.