من طلعات أي ثورة في العالم أنها تصنع بعض الظواهر الشاذة التي لا تتماشى مع لوجيك الثورة ولا حيثياتها فتكون تارة حكومة لا علاقة لها بالثورة وتارة أخرى أحزابا مجهرية تجد نفسها بقدرة قادر في الصفوف الأولى وهي غريبة عن المشهد تماما، غير أن تشتت الأرقام ولعبة الأعداد يدفع بها للواجهة وهي ليست جاهزة لذلك بحكم مسار الصراع الطبقي... حزب التكتل... اعرف منه ثلاثة أشخاص دون اعتبار مؤسسه الذي أصبح نهضاويا أكثر من علي العريض.. اعرف صالح شعيب صاحب مسرحية التقاعد التي مررها في المجلس وامضى له أكثر من مائة نائب موقر تراجعوا في اغلبهم عن التزامهم فتركوا عم صالح في التسلل فريسة لمكتب المجلس الذي أذن بفتح تحقيق في الموضوع قد يؤدي بالعم صالح إلى مخافر بوشوشة لاستكمال البحث وفي ذلك ما يريح بن جعفر من هجومات صديقه القديم... عم صالح سمع أن المجلس سيد نفسه... وأراد أن يضمن مستقبل أحفاده..ووافقه أكثر من مائة نائب..واقتنع بأنها الفرصة الأخيرة له ولكثير من أحبابه النواب..... اعرف وزير التربية في حكومة الثورة..دمّر أعصابنا منذ أواسط أوت الماضي بتصريحاته حول العودة المدرسية وكيف أن وزارته نظمت كل ما يجب تنظيمه في المدارس والمعاهد والمدرسين ووسائل التدريس وكل ما تتطلبه وزارة التربية في حكومة ثورة...غير أن تقارير عديدة ترد يوميا من مناطق لا تحصى في الجمهورية حول مدارس مغلقة للإصلاح وأقسام مهددة يالسقوط ومدارس لا مديرين بها وتلاميذ ينتظرون المعلمين منذ شهر وغير ذلك من الانخرام العام الذي لا يقدر وزير التكتل النهضاوي إنكاره.. اعرف محمد بنور الذي انسلخ عن بن جعفر وعن العمل السياسي لمدة سنوات وعاد بعد انفتاح أبواب الرزق ليصبح ناطقا رسميا باسم ما تبقى ...الأستاذ بنور يبدو انه تلقى دروسا مجانية في التكذيب والتوضيح والتشكيك من صديقه ديلو-الذي يبدو انه تخلى عن صنيعه-.....بنور يصرح دوما أن الاستقالات من التكتل لم تمس جسم الحزب وهي في الأغلب تهم أناسا غير منتمين أصلا آو من درجة خامسة..حتى خلنا أن مناضلي التكتل الحقيقيين لا ينشطون في العلنية بل في السرية المطلقة...حتى النواب المستقيلين غير مهمّين في نظر سي محمد بنور.. أخاف أن يستقيل بن جعفر من التكتل وينخرط علنا في النهضة ويخرج علينا محمد بنور ليقلل من أهمية ذلك وعدم تأثير ذلك على جسم الحزب.....