أعلنت السلطات الجهوية والأمنية بولاية قابس بداية من يوم الأحد الفارط عن حظر التجول بعدد من معتمديات ولاية قابس وهي الاتي «قابسالمدينةوقابس الجنوبية وقابسالغربيةوغنوش» وذلك ابتداء من الساعة التاسعة ليلا إلى الساعة الرابعة صباحا إلى موعد غير محدد . وأتى هذا القرار الأمني على خلفية احتجاج شباب هذه المعتمديات على نتائج المناظرة الخاصّة بانتداب أعوان للمجمع الكيميائي التّونسيد تواصلت هذه الأحداث طيلة أيام هذا الأسبوع وأدت الى غلق العديد من المفترقات المؤدّية إلى المدينة،وامتدّت الأحداث إلى السّجن المدني بقابس. وتعود أسباب الاحتجاجات إلى نتائج المناظرة الخاصّة بالمجمع الكيمائي بقابس التي تمّ فيها قبول قرابة ال500 مطلب وهو ما أثار الاحتقان بالجهة، رغم أن ممثلين عن الاتحاد العام التونسي للشغل تدخلوا بعد اندلاع هذه الأحداث وتوصلوا خلال مفاوضات أجروها مع ممثلي وزارة الصناعة إلى اتّفاق يقضي بتكوين لجنة خاصّة تتكوّن من خبراء من وزارة الصّناعة ووزارة التّشغيل وممثلين للسلط الجهوية تكمن مهامها في تلقي الاعتراضات عن النتائج ونشرها أي النتائج للعموم. احتجاج متواصل وشهدت قابسالمدينة انطلاقا من ليلة الجمعة الفارط ، اندلاع تحركات احتجاجية تسببت في غلق الطريق الوطنية رقم 1 وجميع الطرق المؤدية للمنطقة الصناعية ، كما احتجز المحتجون القطار المتجه إلى وسط المدينة في محطة غنوش، واعتبر المحتجون أن نتائج المناظرة خصصت نصف المنتدبين الجدد لفائدة العاطلين عن العمل من معتمدية الحامة مسقط رأس راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة. ولم تلتزم أعداد كبيرة من المحتجين بقرار فرض حظر التجول بالمعتمديات انفة الذكر، ونزلوا الى الشوارع ليلا وقاموا باشعال العجلات المطاطية الامر الذي استوجب تدخل قوات الامن التي لجات لاستعمال الغازات المسيلة للدموع ولكن المواجهات توسعت وشملت أيضا شارع جمال عبد الناصر والانهج المحيطة باقليمي الامن والحرس بمدينة قابس. عنف وتفيد المعطيات المتوفرة أن مداهمات ومطاردات شملت عددا من المحتجين وأحياء المدينة وتضرر جرائها المتساكنون. كما انقطع التيار الكهربائي عن عدد من أحياء المدينة ليلة الاثنين الفاصل بين يومي 22 أكتوبر و23 من أكتوبر. وتطورت المواجهات لتشمل مناطق اضافية، وأساليب أخرى حيث وقع شنّ اضراب عام يوم الاثنين بمنطقة بوشمة يوم الاثنين المنقضي اغلقت خلاله الطريق الوطنية رقم 1 و المحلات التجارية والمعاهد والمدارس ووصل المحتجون الى معامل المجمع الكيميائي وتمكنوا من اقناع أعوان المجمع الكميائي بالجهة على ترك العمل . وتجدر الاشارة الى أن المجمع الكيميائي بقابس يعد عامل أساسي في تلوّث المنطقة، ويطالب السكان بظرورة تحويله الى منطقة أخرى تبعد عن التجمعات السكانية، ولكنه يعد أيضا مرفقا أساسيا لطالبي الشغل بالمنطقة، نظرا لطاقته التشغيليّة الكبيرة. ويشتكي المحتجون من التعامل العنيف لقواة الأمن مع المحتجين عبر اطلاق قنابل الغاز ومطاردتهم والتعمد لمداهمة منازل عدد من الشبان الغاضبين على نتائج المناظرة. وفي المقابل بررت السلط الجهوية الاعتماد على الحلول الأمنية بأن المحتجين لم يمتثلوا لقرار حظر التجول، وواصلوا احتجاجاتهم رغم ذلك.