رفض الزيادة التي تم التوصل اليها خلال المفاوضات الجماعية الأخيرة التي تهم القطاع العام واعتبروها لا تلبّي طموحاتهم وانتظاراتهم ولا تغطّي بالمرة تدهور المقدرة الشرائية الذي يعانونه. كان ذلك خلال اجتماع عام نظّمته النقابة الأساسية للمؤسسة يوم الاثنين 12 نوفمبر الجاري بمقر المركز وحضره الكاتب العام للجامعة العامة للبريد والاتصالات الأخ المنجي بن مبارك وممثلة عن الاتحاد الجهوي للشغل بأريانة. أوضاع مزرية ومصير مجهول رغم العمل الكبير الذي كان يقوم به أعوان ومهندسو المركز في تامين شبكة الاتصالات بالبلاد ومراقبة جودتها وخضوعها للمقاييس العالمية، فانهم لم يتلقّوا الاهتمام المرجو بل ان مؤسستهم كانت ضحية لإفراغها من محتواها الوطني، فقد تم حرمانها من الأسواق خاصة مع اتصالات تونس وهو ما أثّر سلبا على مردوديتها و طبيعي على الأوضاع الاجتماعية للأعوان حتى بلغ الحدّ الى هجرة خيرة الاطارات والمهندسين من المركز بسبب ضعف الأجور بالمقارنة مع زملائهم في عدة مؤسسات ومنها شركة اتصالات تونس... وفي الحقيقة، فالوضعية المالية المتردّية بالمركز برزت منذ سنة 2007 ومع بدايات التفويت في اتصالات تونس، الى جانب حمّى الفساد التي رافقت المركز وتورط فيها مقاولون ورجال أعمال موالين لعائلة بن علي، حسب ما يروج، وما زاد الطين بلّة هو عدم وجود إطار قانوني يحمي المؤسسة بسبب عدم إدراجها في مجلة الاتصالات. أعوان المؤسسة طرحوا كذلك مسألة غاية في الاهمية الا وهي التكوين والرسكلة وضرورة ان يكون مهندسي المركز مواكبين لأهم التطورات التي يشهدها القطاع في العالم وطالبوا في هذا السياق ان يتم التكوين على اساس قانوني وشفاف الى جانب توفير تجهيزات ومستلزمات العمل المنعدمة حاليا تقريبا او انها تعود الى سنوات طويلة... كما اعرب الاعوان عن انشغالهم من المشاكل الأخرى المهنية والاجتماعية المتراكمة من تجميد في الترقيات والتصنيف المهني الى جانب ما يعانيه اعوان الخدمات المختصين والخبراء التقنيين الاول وطالبوا بالتسوية العاجلة لأوضاعهم. أجور لا تلبّي طموحاتنا أعوان المؤسسة اعربوا، الى ذلك، عن رفضهم لنسبة الزيادة في أجورهم لهذه الجولة من المفاوضات الجماعية واعتبروها لا تلبي طموحاتهم ولا يمكنها ان تغطي اهتراء مقدرتهم الشرائية وطالبوا بإرجاع هامش ال20 في المائة الذي كانوا يتمتعون به سابقا في إطار العدالة الاجتماعية بين مؤسسات القطاع ولتقرّبهم أيضا من أجور أعوان التيليكوم . الأخ منير القلال الكاتب العام للنقابة الاساسية بيّن ان الوضعية الاقتصادية الرديئة التي يعاني منها المركز لا يتحمّل مسؤوليتها الاعوان بل المديرين العاميين السابقين واكد ان أبناء المركز يريدون العمل والكد من أجل ديمومته وازدهاره ، لكن للاسف، فقد برز بعض المديرين الحاليين بعرقلتهم هذا المطلب. وأشار إلى ان الأعوان كانوا تحلّوا بالرصانة والمسؤولية بسبب الظروف الاقتصادية الذي تعاني منه المؤسسة ولم يقوموا بتحركات احتجاجية التزاما منهم مشدّدا على ضرورة التوحّد والتركيز على الدفاع عن أفاق المركز وجودة خدماته... من جهته حلّل الاخ المنجي بن مبارك الكاتب العام للجامعة العامة للبريد والاتصالات الوضع العام الذي يعيشه قطاع الاتصالات والمتسم بتوجه السلطة الحالية القائم على مزيد التفويت فيه وتحريره خدمة لاملاءات الدوائر المالية العالمية مبيّنا ان الاتحاد العام التونسي للشغل كان على الدوام ضدّ إضعاف المرفق العمومي لمصلحة الشركات الخاصة التي تبحث أساسا عن الربح الأقصى ونهب المال العام . ودعا الأخ الكاتب العام اعوان المركز الى ضرورة الضغط على الوزارة من أجل فتح حوار يفضي الى إقامة قواعد معينة للتعامل مع المركز والنظر الجدّي في أوضاعه ومصيره وآفاقه. اتفاق سابق وكانت النقابة الاساسية للمركز قد تفاوضت يوم 2 اكتوبر الماضي مع السيد المدير العام وتم الاتفاق على عديد النقاط التي طرحت سابقا في لائحة مهنية للاعوان ومنها حلول للنهوض بالمؤسسة وتعميم النبضات الهاتفية ومصاريف الاكل وتحين الظروف المهنية والنظر في تعيين مديرا للموارد وملف التاسميات وفتح مناظرات بعنوان سنة 2012 والتكوين وبرنامج تنمية الخبرات وتمثيل الطرف النقابي في مجلس المؤسسة الى جانب نقاط أخرى...