مولود آخر ينضاف إلى الهياكل النقابية التي ولدت بعد ثورة الحرية والكرامة انّها النقابة العامة لموظفي وزارة الداخلية والتي تضمّ الأعوان المؤسسين من غير الأمنيين في المقر المركزي للوزارة والولايات والمعتمديات والبالغ عددهم أكثر من أربعة آلاف منخرط في الاتحاد الذي آمنوا به منظمة عريقة يدافع عن مصالح العمّال بالفكر والساعد وتضع مصلحة البلاد فوق كلّ الاعتبارات. المؤتمر التأسيسي احتضنه أحد النزل بالحمامات التونسية كامل يوم السبت 8 ديسمبر 2012 وترأس أشغاله الأخ حفيظ حفيظ الأمين العام المساعد للاتحاد المسؤول عن الوظيفة العمومية وتابع جزءا من هذه الأشغال الأخ نورالدين الطبوبي الأمين العام المساعد المسؤول عن النظام الداخلي والذي ساهم في تكوين هذه النقابة عبر بعث لجنة وطنية للتنسيق 85 نائبا يمثّلون السلك الإداري المشترك لوزارة الداخلية انتخبوا مكتبًا وطنيا للنقابة العامة طبقا لقوانين الاتحاد وعملا بالتراتيب المعمول بها وتكريسا للديمقراطية واعتماد الشفافية والتنافس النزيه. الأخ حفيظ حفيظ أكّد في كلمته على احتضان الاتحاد لكل الشرائح المهنية دون استنثاء مشيرا إلى أنّ بعض الأصناف لم تمكّن قبل ثورة 14 جانفي 2011 من التنظّم صلب الاتحاد لكن بعد هذه الثورة المباركة رأت عدّة نقابات النّور مثل الخارجية والرئاسة والعمد والاطارات المسجدية وغيرها والآن يأتي دور هذه النقابة العامة النّوعية وبعد ان ذكّر بالمكاسب التي تحقّقت للسلك الاداري المشترك لوزارة الداخلية في ظلّ اللّجنة الوطنية المؤقتة وبعد ان رحّب بنوّاب المؤتمر استعرض الأخ حفيظ حفيظ أهمّ المحطّات في تاريخ الاتحاد منذ التأسيس إلى الآن وما تعرض له الاتحاد من ظلم وأزمات خرج منها سالما وأقوى من أي وقت مضى. كما أبرز الدور الوطني الذي قام به الاتحاد العام التونسي للشغل طيلة مسيرته النضالية وما قدّمه من تضحيات زمن الاحتلال الغاشم والذي كلّفه روح مؤسسه وزعيمه العظيم خالد الذكر فرحات حشاد. من جهة أخرى استعرض الأخ حفيظ حفيظ دور الاتحاد في تأطير ثورة 14 جانفي 2011 والعمل على انجاحها وطرد الدكتاتور بالاضافة الى تصدّي الاتحاد لكل محاولات الالتفاف على أهداف هذه الثورة المباركة إلى جانب مساهمة الاتحاد في انجاح انتخابات 23 أكتوبر وعمله من أجل دعم مؤسسات الدولة والاسراع بانشغالها الديمقراطي ليحدث الاستقرار وتتحقّق أهداف ثورة شباب تونس. الأخ حفيظ حفيظ أكّد أنّ الاتحاد لن يتخلّى عن دوره الوطني مهما كانت تعلاّت من استكثر على الاتحاد هذا الدور الذي لعبه وسيظلّ يلعبه وقدّم من أجله الغالي والنفيس: روح مؤسسه وأحد رموزه الأبرار. وتطرّق الأخ الأمين العام المساعد إلى الهجمة الشرسة على الاتحاد يوم احياء الذكرى 60 لاغتيال حشاد العظيم مستنكرا هذا الاعتداء الآثم على مقر الاتحاد وعلى مناضليه وقيادييه مبرزا أنّ هذه الأفعال الدنيئة وغيرها لن تؤثر في الاتحاد وفي مناضليه مذكرا بالردّ الفعلي للهيئة الإدارية الوطنية التي قرّرت تنفيذا اضراب عام يوم 13 ديسمبر 2012 احتجاجا علىدوس كرامة المنظمة الشغيلة والاعتداء على قيادييها في يوم ذكرى عزيزة على كلّ التونسيين إلاّ من اختار العنف ومحاولة طمس التاريخ. الأخ حفيظ حفيظ أكّد أنّ الاتحاد منظمة الحوار وتفاوض ولكنّه لن يسمح بالتطاول عليه وتحديد مربع تحرّكه ونشاطه معتبرا أنّ أي تحرّش بالاتحاد سيكون مرتكبوه الخاسرين وسيجْنُون الخيبة وسوء التقدير. الأخ حفيظ حفيظ تمنّى في خاتمة كلمته النجاح والتوفيق للمؤتمر في اختيار مكتب نقابي لأعوان وموظفي وزارة الداخلية مشدّدا على أنّ الاتحاد في خدمة منظوريه وخدمة الوطن عمومًا. الأخ نورالدين الطبوبي ألقى كلمة في المؤتمرين استعرض فيها نشاط الاتحاد ومكانته في الداخل والخارج مؤكدا أنّ الاتحاد العام التونسي للشغل ولد حرّا مناضلا وديمقراطيا مبيّنا أنّ العمل الاجتماعي والوطني في هذه المنظمة النقابية العمّالية العريقة يشكّل حلقة متماسكة مضيفا يُخطئ كلّ من يعتقد أنّ الاتحاد مربع نشاط محدّد لا يمكنه أن يتجاوزه موضّحا أنّ من حق الاتحاد العام التونسي للشغل أن يمارس السياسة دون أن يكون حزبا سياسيا لأنّ تحمّل الحقائب الوزارية لا تعنيه لكن له ما يقول في الشأن الوطني والعام. من جهة أخرى أكّد الأخ الطبوبي أنّ الاتحاد قادر على حماية نفسه من كل تجاوز وتطاول كما أنّه قادر على التصدّي لكل هجوم مهما كان نوعه ومأتاه مستنكرًا ما تعرّض له الاتحاد يوم 4 ديسمبر 2012 من هجمة شرسة في محاولة لضرب وجوده وكيانه ممّا جعل الهيئة الادارية الوطنية تقرّر تنفيذ إضرابٍ عامّ يوم الخميس 13 ديسمبر 2012. وكان الأخ نورالدين الطبوبي بارك بعث وتكوين النقابة العامة لأعوان وموظفي وزارة الداخلية والتي ستتولّى الدفاع عن مطالب منظوريها والعمل على تحقيقها. النقاشات عبّرت عن التمسك بالاتحاد العام التونسي للشغل والاستعداد للدفاع عنه بكل الوسائل والطرق المشروعة كما استنكر أعضاء المؤتمر الهجمة الشرسة على الاتحاد وعلى قيادييه يوم 4 ديسمبر 2012 المداخلات تطرّقت إلى الوضع الأعوان قبل ثورة 14 جانفي 2011 ومعاناة هؤلاء لكن بانتمائهم إلى الاتحاد والانتساب إليه توضّحت الرؤية وتمّت عدّة جلسات عمل بين الادارة واللجنة الوطنية مدعومة بحضور بعض أعضاء المكتب التنفيذي الوطني وبالخصوص الأخوين حفيظ حفيظ ونورالدين الطبوبي وأفضت هذه الجلسات إلى اتفاقات تخصّ الترقيات وزي الشغل والنقل وغيرها من النقاط الأخرى كالبطالة المهنية والتعاونية وقد وردت جلسة المطالب في لائحة عامة صدرت عقب أشغال المؤتمر وتمّت المصادقة عليها.