بمناسبة مرور ستين سنة على اغتيال الزعيم وشهيد الكفاح الوطني والاجتماعي فرحات حشاد، هذه الذكرى التي أحيتها جمعية الكشافة التونسية وتوجتها بالعديد من التظاهرات بكامل أنحاء الجمهورية نظرا إلى ما لها من أهميّة، خاصّة في الظروف الحاليّة التي تمرّ بها ثورتنا المظفرة بمشيئة الله، حاولت إبراز ما كان يكنّه قائدنا الكشاف فرحات حشاد من إيمان وتقدير لرسالة حركتنا الكشفية ولفاعلية أساليبها، فكان يصر على المشاركة في أنشطتها خلال عديد المناسبات وهو الذي صرّح عند حضوره ملتقى كشفي بغابة المريج بعين دراهم في صائفة 1949 «أيّهما أعزّ إلى نفسي أ هِيَ الكشافة التونسيّة أم الاتحاد العام التونسي للشغل؟» كان حشاد يغتنم مواعيد التجمّعات والملتقيات الكشفية ويعمل كلّ ما في وسعه لحضورها ويلقي محاضرات حول عديد المشاغل التي يعيشها شبابنا وأطفالنا كالبطالة والعراقيل التي تمارسها الإدارة الاستعمارية قصد حرمان أبنائنا المشردين من التعليم والتربية وكان ينادي بالاعتماد على النفس والتآزر وتشمير على ساعد العمل لجمع الأموال قصد بناء المدارس ومآوي للطفولة لإنقاذهم من التهميش والجهل والخصاصة والفساد والضياع. كان القائد حشاد محاصرا من قبل الجندرمة عند كلّ زياراته مراكز التخييم ومطوّقا بأمكنة الملتقيات ومراقبا من السلطة الاستعماريّة في كلّ أعماله وأقواله وهو دائما يسخرُ من تواجدهم ولا يغادر التجمعات الكشفية إلاّ بعد ما يتمّم أحاديثه مع قادتها ويقاسمهم أكلاتهم المتواضعة ويفسح لهم مجال النقاش إلى ساعات متأخرة من الليل وأعوان الجندرمة مطوقين المخيمات مبرّرين تواجدهم بالاطمئنان على حالة الكشافين. «كان آلاف الكشافين من الأوائل الذين شيّعوا جثمانه الطاهر إلى بطحاء القصبة أين أقيم للشهيد ضريحه الذي أصبح رقيبا وملتقى يقرّر فيه مصير تونس فعساه أن يكون ضميرا لمن ليس له ضمير وعساه أن يكون رادعا لكن من لا يقيم وزنا لكفاح الشعب التونسي ويعمل حسب أهوائه». هذا ما جاء بنشريّة «السّبيل» لسان الكشافة الاسلامية التونسيّة بتاريخ نوفمبر 1960 بقلم القائد محمود حميدة. إليك يا روح حشاد الطاهرة البريئة إليك يا غريمة فرحات الكشفية إليك من إخوانك الكشافين الذين غذيتهم بروح العزم والثبات والإيمان والصبر عهدا – لا يمّحي، إنّا لما لقنتنا حافظون. القائد الكشاف محمد الدواس فوج الكشافة التونسية بحمام سوسة