قطاع موظفي التربية، قطاع عريق وله مساهمات في تأسيس المنظمة النقابية الاتحاد العام التونسي للشغل لكن بمرور الزمن عرف هذا القطاع بعض الهزات التي حالت دونه ودون تحقيق انتظارات منظوريه. هذا القطاع بدأ يتحسس طريقه نحو المسار الصحيح بعد ان انعقد مؤتمر النقابة العامة خلال الاشهر القليلة الماضية وبعد ان تجلى حرص الموظفين ورغبتهم الملحة في تجاوز سلبيات الماضي بما في ذلك فترة التوحيد مع نقابات الارشاد التربوي. ضبط هيكلة هذا القطاع الذي يسعى الى ضبط هيكلة تتماشى وانتشاره في كامل الولايات، عقد لقاء بجهات يوم الاربعاء الماضي بدار الاتحاد نهج اليونان بالعاصمة بإشراف الاخ حفيظ حفيظ الامين العام المساعد للاتحاد الذي لاحظ بالمناسبة ان القطاع بدأ يستعيد عافيته وانه في طريق تحقيق مطالب منظوريه الذين عانوا كثيرا من التهميش واللامبالاة وهضم الحقوق وعدم الاستجابة للمطالب المشروعة ومنها بالخصوص تمكين موظفي التربية من نظام اساسي يضبط حقوقهم وواجباتهم ويوضح العلاقة الشغلية مع سلطة الاشراف. الاخ حفيظ حفيظ اكد امام الحاضرين من النقابيين المنتمين إلى الجهات ان هناك بعض السلوكيات التي تم رصدها من بعض الاطراف الادارية ترمي الى ارباك الاتحاد والتشكيك في مصداقيته من خلال عدم احترام الاتفاقيات والايفاء بالتعهدات والالتزامات مبرزا المكانة التي يتمتع بها الاتحاد في الداخل والخارج. من جهة اخرى بين الاخ حفيظ حفيظ ان الاتحاد يعمل على مراجعة النظام العام للوظيفة العمومية بما يعيد إلى الموظف العمومي والمرفق العمومي الاعتبار ويجعله بعيدا عن التأويلات وهضم الحقوق، كما تطرق الى المكاسب التي حققها الاتحاد لفائدة العمال وللبلاد عموما ذاكرا بالخصوص العقد الاجتماعي الذي يعد مكسبا مهما في هذا الظرف بالذات بالاضافة الى العمل من اجل صياغة تشريعات جديدة للوظيفة العمومية تخلصها مما علق بها من شعارات «كرزق البليك» وغيرها من النعوت التي لا تليق بها انطلاقا من الخدمات التي تقدمها لفائدة المجموعة الوطنية. توضيحات من جهة أخرى قدم اعضاء النقابة العامة يتقدمهم الكاتب العام الاخ فتحي العروسي توضيحات حول الوضع النقابي القطاعي وخاصة التحوير الاخير في المسؤوليات صلب المكتب النقابي داعين الى ضرورة تجاوز الهنات والانعكاسات خدمة لمطالب موظفي التربية وحفاظا على وحدة القطاع الذي بدأ يشق طريقه نحو تحقيق الغايات المرجوة بعيدا عن كل التجاذبات التي من شأنها ان تضرب وحدة الموظفين وتشق صفّهم وتحيّدهم عن الاهداف النبيلة للعمل النقابي الواضح والشفاف. النقابات التي تواصلت على مدى اكثر من ثماني ساعات وتدخل خلالها اكثر من عشرين متدخلا دعت كلها الى ضرورة وضع حد للانقسامات والعمل الجماعيّ والجدّيّ من اجل النهوض بهذا القطاع المهم والذي له مكانته صلب المنظومة التربوية الواسعة كما برز من خلال المناقشات التي كانت ديمقراطية ومسؤولة ان هناك رغبة لدى الجميع لاخراج القطاع من وضعه المتردي من خلال تحسين اوضاع العاملين فيه والذين عانوا الكثير على مر تاريخ هذا القطاع. اصوات المشاركين في لقاء الجهات كانت صادقة في دفع القطاع والتقدم به الى مصاف القطاعات المناضلة صلب الاتحاد العام التونسي للشغل والتجند للدفاع عن مطالب موظفي التربية العادلة والمشروعة ومنها بالخصوص نظام اساسي خاص قبل حوله الكثير ورغم ذلك لم ير النور الى الآن الى جانب الترقيات والمنح الجامعية لأبناء موظفي التربية. كل المطالب تضمنها اتفاق ديسمبر 2012 واتفاقات اخرى سابقة لكنها اتفاقات لم تفعل وبقيت حبرا على ورق واعتبر المتدخلون في ذلك تهميشا ولا مبالاة من قبل وزارة التربية هذه الوضعية السيئة والرديئة لموظفي التربية والتي لم تعمل الوزارة على تجاوزها من خلال احترامها للاتفاقات وتنفيذها جعلت لقاء الجهات للنقابة العامة لموظفي التربية تقرر تنفيذ اضراب قطاعي عام يوم 5 مارس 2013 في صورة بقيت الامور على حالها وواصلت وزارة التربية سياسة ربح الوقت على حساب مطالب مهنية معقولة ومشروعة لسلك قدم الكثير للتربية وللبلاد عموما فهل تفعّل الوزارة الاتفاقات وتجنب القطاع اضرابا مشروعا دفاعا عن الكرامة ودفاعا عن مطالب موظفي التربية؟