هام: مرض خطير يصيب القطط...ما يجب معرفته للحفاظ على صحة صغار القطط    عفاف الهمامي: كبار السن الذين يحافظون بانتظام على التعلمات يكتسبون قدرات ادراكية على المدى الطويل تقيهم من أمراض الخرف والزهايمر    تحذير من تسونامي في اليابان بعد زلزال بقوة 6.7 درجة    النواب يناقشو مهمة رئاسة الحكومة: مشاريع معطّلة، إصلاح إداري، ومكافحة الفساد    عاجل-أمريكا: رفض منح ال Visaللأشخاص الذين يعانون من هذه الأمراض    الجزائر.. الجيش يحذر من "مخططات خبيثة" تستهدف أمن واستقرار البلاد    شوف وين تتفرّج: الدربي ومواجهات الجولة 14 اليوم    التشكيلات المحتملة للدربي المنتظر اليوم    تعرفش شكون أكثر لاعب سجل حضوره في دربي الترجي والإفريقي؟    سحب وأمطار بالشمال وانخفاض طفيف في الحرارة    طقس اليوم: أمطار غزيرة ببعض المناطق مع تساقط البرد    اختتام الدورة الثالثة للمهرجان الوطني للمسرح التونسي "مواسم الإبداع": مسرحية "الهاربات" لوفاء الطبوبي تُتوّج بجائزة أفضل عمل متكامل    الأربعاء المقبل / إطلاق تحدّي " تحدّ ذكاءك الاصطناعي" بالمدرسة العليا للتجارة    احتفاءً بالعيد الوطني للشجرة: حملة وطنية للتشجير وبرمجة غراسة 8 ملايين شتلة    المسرح الوطني يحصد أغلب جوائز المهرجان الوطني للمسرح التونسي    الشرع في واشنطن.. أول زيارة لرئيس سوري منذ 1946    مالي: اختطاف 3 مصريين .. ومطلوب فدية 5 ملايين دولار    تشيلسي يصعد لوصافة الدوري الإنجليزي بالفوز على وولفرهامبتون    الأحد: أمطار رعدية والحرارة في انخفاض    زيادة في ميزانية رئاسة الحكومة    وزارة الصحة: 1638 فحص أسنان: 731 حالة تحتاج متابعة و123 تلميذ تعالجوا فورياً    رأس جدير: إحباط تهريب عملة أجنبية بقيمة تفوق 3 ملايين دينار    منخفض جوي وحالة عدم استقرار بهذه المناطق    منتدى تونس لتطوير الطب الصيني الإفريقي يومي 21 و22 نوفمبر 2025    إعداد منير الزوابي .. غيابات بالجملة والبدائل جاهزة    الجولة 12 لبطولة النخب لكرة اليد :سبورتينغ المكنين وجمعية الحمامات ابرز مستفيدين    تونس تحتضن ندوة دولية حول التغيرات المناخية والانتقال الطاقي في أكتوبر 2026    الدورة 44 لمعرض الشارقة الدولي للكتاب: 10أجنحة تمثل قطاع النشر التونسي    من كلمات الجليدي العويني وألحان منير الغضاب: «خطوات» فيديو كليب جديد للمطربة عفيفة العويني    أولا وأخيرا .. قصة الهدهد والبقر    عماد الأمن الغذائي والمنظومة الإنتاجية .. الدعم لإنعاش الفلاّح وإنقاذ الفلاحة    دعوة الى رؤية بيئية جديدة    رئيس الجمهورية يكلّف المهندس علي بن حمودة بتشكيل فريق لإيجاد حلول عاجلة في قابس    تقرير البنك المركزي: تطور القروض البنكية بنسق اقل من نمو النشاط الاقتصادي    ألعاب التضامن الإسلامي – الرياض 2025: فضية لجميلة بولكباش في سباق 800 متر سباحة حرة    ربع التوانسة بعد الأربعين مهدّدين بتآكل غضروف الركبة!    منوبة: الكشف عن مسلخ عشوائي بالمرناقية وحجز أكثر من 650 كلغ من الدجاج المذبوح    تونس - الصين: 39 طالبا وطالبة يحصلون على "منحة السفير" في معهد كونفوشيوس بجامعة قرطاج    الرابطة الثانية – الجولة 8 (الدفعة الثانية): النتائج والترتيب    هذه نسبة التضخم المتوقع بلوغها لكامل سنة 2026..    شنيا حكاية فاتورة معجنات في إزمير الي سومها تجاوز ال7 آلاف ليرة؟    حريق في مستودع للعطور بتركيا يخلف 6 قتلى و5 مصابين    البنك المركزي: نشاط القطاع المصرفي يتركز على البنوك المقيمة    عاجل: من مساء السبت والى الأحد أمطار رعدية غزيرة ورياح تتجاوز 90 كلم/س بهذه المناطق    الدورة الاولى لمهرجان بذرتنا يومي 22 و23 نوفمبر بالمدرسة الوطنية للمهندسين بصفاقس    العلم يكشف سر في المقرونة : قداش لازمك تحط ملح ؟    عاجل/ محاولة اغتيال سفيرة إسرائيل بالمكسيك: ايران ترد على اتهامها..    هام/ الهيئة الوطنيّة للوقاية من التعذيب تنتدب..#خبر_عاجل    بسمة الهمامي: "عاملات النظافة ينظفن منازل بعض النواب... وعيب اللي قاعد يصير"    بايدن يوجه انتقادا حادا لترامب وحاشيته: "لا ملوك في الديمقراطية"    جلسة عمل بوزارة الصحة لتقييم مدى تقدم الخطة الوطنية لمقاومة البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية    أمطار بهذه المناطق خلال الليلة المقبلة    تونس: ارتفاع ميزانية وزارة الثقافة...علاش؟    تعرف قدّاش عندنا من مكتبة عمومية في تونس؟    من أعطي حظه من الرفق فقد أعطي حظّه من الخير    خطبة الجمعة ... مكانة الشجرة في الإسلام الشجرة الطيبة... كالكلمة الطيبة    مصر.. فتوى بعد اعتداء فرد أمن سعودي على معتمر مصري في المسجد الحرام    عاجل: حدث نادر فالسماء القمر يلتقي بزحل ونبتون قدام عينيك..هذا الموعد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مازلنا نعيش مرحلة التأسيس الديمقراطي وسنساند من نلتقي معه حول هذه القيم وهذه الاهداف
الأخ سليم التيساوي الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل بجندوبة :
نشر في الشعب يوم 22 - 06 - 2013

الأخ سليم التيساوي ليس مثقفا ولا رمزًا نقابيا على الصعيد الجهوي، فحسب بل هو فاعل تاريخي، ساهم في التأثير على المسار الثوري ومقاومة الاستبداد والدكتاتورية وذلك من خلال انحيازه الى القيم والمبادئ الانسانية السامية التي تأتي في مقدمتها الديمقراطية والعدالة الانسانية وحق الطبقات المسحوقة في حياة كريمة.
وبقدر ماهو مفعم بالعزة الوطنية فهو مسكون بهموم امته وما تتعرّض اليه من مخططات دولية تستهدف امنها وسيادتها وقدرتها على التقدّم ومقاومة الصهيونية العالمية.
ان الحديث معه، هو سفر وترحال بين محطات تاريخية على الساحتين الوطنية والعربية وتاريخ وتأصيل شهادات موضوعية حول تمفصلات دقيقة مرّ بها شعبنا وطبقته الشغيلة خلال العقد الاخير.
فمثلما يستميت سليم التيساوي في الدفاع عن المنظمة الشغيلة، فانه لا يتوانى لحظة واحدة في تقديم مقاربته النقدية الكفيلة بضمان عناصر النجاح في المستقبل.
انها سمات من سمات الرجال الاحرار والمناضلين الصادقين والمسؤولين الكبار الذين يزخر بهم الاتحاد العام التونسي للشغل وبهم يمد جسور تواصله بين إرثه النضالي الكبير وآفاق مستقبله المطلّ كشعاع فجر يوم جديد.
تحمّلت مسؤولية الكتابة العامة للاتحاد الجهوي للشغل قبل الثورة وبعدها فما الذي تغير في الاداء النقابي بين المرحلتين؟
إن مرحلة ما بعد الثورة والتي يعتبر يوم 14 جانفي موافقا لعيد ميلادي قد اختلفت على مرحلة ما قبل الثورة كميا وليس نوعيا اعتبارا ان المضامين التي طرحتها الثورة هي ذاتها مضامين نضال الاتحاد الجهوي للشغل بجندوبة قبل الثورة، وقد تواصل الفعل النضالي على نفس الثوابت النقابية والوطنية الى كانت موضوع صراع بين مناضلي الجهة والنظام البائد عبر جلّ المحطات المعروفة مثل رفض الاتحاد الجهوي تزكية بن علي في انتخابات 2004 و2009 وعبر تصديه لمشروع اعادة هيكلة الصناديق الاجتماعية وكذلك في المحطات المرتبطة بالصراع العربي الصهيوني وخاصة دعم المقاومة في فلسطين والعراق من خلال ما شهده الاتحاد الجهوي من تظاهرات ومسيرات جابت شوارع الجهة في عديد المناسبات.
وكذلك من خلال تبنيه الكامل والتزامه بالدفاع عن اهالي الحوض المنجمي منذ انطلاق شرارة الانتفاضة في 5 جانفي 2008، فضلا عن دوره في اماطة اللثام عن حالة انعدام التوازن الجهوي وانعدام العدالة الاجتماعية والتوزيع العادل للثروات والتي كانت جلها اسبابا في شرارة الاحداث في سيدي بوزيد يوم 17 ديسمبر 2010 وللتاريخ، فقد وقع التعتيم الاعلامي الذي كان مضروبا على الجهة في نضالاتها عبر تاريخها الكامل وتواصل بعد 14 جانفي، حيث لاذكر لدور الجهة المتميز في اسقاط النظام البائد والحال ان جهة جندوبة كانت في مقدمة الجهات التي تبنت والتزمت بالدفاع عن مطالب جماهير شعبنا من خلال تنفيذها للاضراب العام الجهوي يوم 13 جانفي 2011 وكانت من اهم الداعين إلى تنفيذ سلسلة اضرابات عامة جهوية خلال الهيئة الادارية المنعقدة بتاريخ 11 جانفي 2011 تلاها اضراب عام ثان كان عنوانه اسقاط حكومة الغنوشي الأولى واسقاط حكومة الغنوشي الثانية.
احتضنت جندوبة المؤتمر الوطني الاخير للاتحاد العام التونسي للشغل والاوّل بعد الثورة، فماهي ابرز المعاني والدلالات النقابية في احتضان جهة من جهات الشمال الغربي لهذا المؤتمر الوطني؟
في نفس السياق، كان انعقاد مؤتمر الاتحاد العام التونسي للشغل بجهة جندوبة وباجماع الهيئة الادارية الوطنية، تكريما واعترافا من الاتحاد العام التونسي للدور الذي ما فتئت جهة جندوبة تلعبه في الحقل النقابي والوطني وخاصة دورها في ثورة الحرية والكرامة وكذلك من باب تصويب وتعزيز مبدا التوازن الجهوي بانعقاد مؤتمر باحدى جهات الشمال الغربي لاول مرة منذ تأسيسه.
يعتبر سليم التيساوي من النخب النقابية الشابة التي تحملت مسؤولية قيادة جهة بأكملها، فهل بات الاتحاد في حاجة إلى الكفاءة اكثر من الشرعية النضالية التاريخية؟
الامران متلازمان ومتداخلان وفي هذا السياق تستحضرني مقولة عالم الاجتماع جون ديوي حيث يقول «ليست التربية اعدادا للحياة فحسب، بل هي الحياة نفسها» والاتحاد العام التونسي للشغل مدرسة يتعلم فيها النقابيون اساليب ادارة الحياة وادارة الصراعات التي تنشأ والتي تراكم في الان نفسه قدرة معرفية والتزاما نضاليا يجعل من النقابي عنوانا للكفاءة والقدرة النضالية ولا يمكن الفصل بين بعد الكفاءة وبعد النضال لان النقابي المناضل المفتقد سلاحَ العلم والمعرفة كأنه طائر بجناح واحد مآله السقوط ولو بعد حين.
بقدر ما جاء التغيير واسعا وشاملا في قيادة الاتحاد العام بقدر ما ثبتت المؤتمرات الجهوية نفس القيادات، فكيف تقرأ هذه المفارقة؟
انا اعتبر ان المرحلة التي نعيشها اليوم هي مرحلة اعداد موضوعية للانتقال الديمقراطي الحقيقي في اوسع مظاهره وابعاده والاتحاد العام التونسي للشغل مثله مثل بقية مكونات المجتمع المدني والسياسي معني بالعمل على ترسيخ وتجذير الممارسة الديمقراطية داخله والامر سيتطلب جهدًا ووقتا مضنيين للتوصل إلى حالة مثلى للممارسة الديمقراطية ولعلّ مؤتمر طبرقة الاخير قد كان افضل تعبيرًا عن حالة الوعي المتجذرة لدى النقابيين حين تطرح عليهم مسألة الوفاء لمسؤولياتهم الوطنية والتي كانت تتطلب دعم واسناد الخط المناضل داخل الاتحاد وانتخاب قيادة تدافع عن الثوابت وتؤسس لمتطلبات التحديث التي طالما عبّر عنها عموم النقابيين في لوائحهم.
وانطلاقا من تقديرنا لكيفية ادارة مؤتمراتنا الجهوية والقطاعية والذي نعتقد انه يوفر حدّا محترما من الممارسة الديمقراطية والشفافية فإن النتائج المترتبة عن ذلك مرهونة بمدى وعي النقابيين من عدمه بتحديات المرحلة وبما تقتضيه من دقة ومسؤولية في اختيار القيادات الجهوية والقطاعية المؤمنة على المرحلة.
إذا كانت هذه السنة، هي سنة المؤتمرات الجهوية والقطاعية بامتياز، فإلى ماذا يتطلع سليم التيساوي خلال مؤتمر الاتحاد الجهوي للشغل بجندوبة؟
النقابيون في جهة جندوبة غير مسكونين بالهاجس الانتخابي بقدر ما هم مسكونون بسعيهم الدؤوب إلى كلّ الملفات والقضايا العالقة والتي لم تجد حلا.
ومسكونون اكثر بتحمل مسؤولياتهم الجهوية في الدفاع عن مطالب الجهة وخاصة التنموية منها والتي ظلت تراوح مكانها رغم حرصهم الدؤوب على طرق كل الابواب ورغم انفتاحهم على كل الاطراف لبلوغ مقاربة تجمع بين الاجتماعي والاقتصادي وتؤسس لمناخ استثمار ايجابي على مدى اكثر من سنتين فانهم مدعوون خلال مؤتمر اتحادهم الجهوي القادم الى الثبات على ذات المبادئ التي تربوا عليها والتي منحتهم ثقة عموم اهالي جهة جندوبة والتي ترسخت في وعي الناس عبر سنوات الفعل النقابي منذ زمن الاستعمار المباشر الى لحظة الاطاحة بالنظام البائد حيث كان الاتحاد الجهوي البوصلة التي تتجه نحوها كل الشرائح والفئات.
لئن حافظ الاتحاد العام التونسي للشغل على دوره الاجتماعي والنقابي، الا انه في المقابل اصبح موغلا في العمق الوطني الا تسبب له هذه الثنائية ارهاقا ماديا وبشريا في ظرف يبدو فيه بحاجة الى اعادة النظر في هيكلته وخطابه واساليب نضاله؟
ان الاتحاد العام التونسي للشغل ومنذ تأسيسه قد جمع بين البعد الوطني والاجتماعي ولا يمكن باي حال من الاحوال ان يتخلى عن هذا الدور في اللحظة التي تتطلب من كل قوى المجتمع المدني والسياسي ان يكونوا جميعا رافعة وطنية مجمعة لضمان كل امكانيات الانتقال الديمقراط السلس والسلمي وفي مقدمتها الاتحاد العام التونسي للشغل.
وبقدر ايماننا جميعا بدوره الاجتماعي في الاحاطة بالعمال وبمطالبهم والسعي الى تحقيقها بما يحفظ حقوقهم وكرامتهم بقدر ايماننا ايضا بأن القوة المعنوية والادبية للاتحاد العام التونسي للشغل باعتباره جزءًا أصيلاً من نسيج الشخصية السياسية للتونسي مدعو اليوم واكثر من اي وقت مضى الى ان يضطلع بدوره في توفير كل امكانيات التوافق الوطني الجامع في مستوى المحاور السياسية الراهنة مهما كلفه ذلك من جهود وتضحيات أساءت اليه كثيرا في بعض المحطات نتيجة لمحاولات البعض تقزيمَ دوره وإبعاده عن الفعل السياسي الوطني بدعوى ان الفعل السياسي الوطني قد ولّى زمانه بعد هروب بن علي والحال اننا مازلنا نعيش مرحلة تأسيس للديقراطية لم تتأكد دعائمها بعدُ بما يعني ان الغياب عن الفعل السياسي للاتحاد قد يساهم في إعادة انتاج الاستبداد.
هل تعتبر ان التنوع الفكري والسياسي الذي يغمر بتياراته العاتية هياكل الاتحاد العام عنصر ثراء للمنظمة الشغيلة ام عامل عرقلة لوظيفتها الجوهرية؟
إن أهمّ نقاط قوة الاتحاد تكمن في تنوعه الفكري والسياسي، وكان هذا التنوع عبر تاريخه عامل اثراء وتحديث وملمحا جادا للتعايش الديمقراطي تحت مظلته على قاعدة ثوابته المضمّنة في قانونه الأساسي.
تشكلت الساحة السياسية اليوم ضمن ثلاثة اقطاب كبرى، النهضة وحلفاؤها، نداء تونس والاتحاد من أجل تونس، والجبهة الشعبية، فمن ترى من هذه الاقطاب أقرب الى ثقة سليم التيساوي والى عموم سكان جندوبة؟
في نظرنا ناقبيين، إن الاقرب الى ثقة الاتحاد الجهوي للشغل بجندوبة هم اولئك الذين يتقاسمون معه نفس الثوابت والافكار الداعية إلى ترسيخ الديمقراطية والحريات العامة والفردية والتوازن الجهوي والتوزيع العادل للثروات وابتكار منوال تنموي حقيقي يقطع مع التبعية والارتهان الى دوائر المال العالمي ويثبت القرار الوطني المستقل المتجذر في هويته والمنفتح على العالم، وكذلك الدّاعمة لحركات التحرّر الوطني والمساندة للمقاومة العربية في وجه كل مؤامرات الصهيونية والرجعية العربية والتي تجلت اليوم في أبشع مظاهرها في محاولات تركيع القطر السوري ومن خلاله انهاء القضية الفلسطينية وفتح الباب على مصراعيه للتطبيع مع الكيان الصهيوني.
تعتبر جندوبة من المناطق الاكثر اغراء للحركات الارهابية على غرار القصرين وسليمان فما هي تخوفاتك من هذه الحركات خاصة ان مقر الاتحاد الجهوي بجندوبة قد استهدف بالحرق سابقا؟
نعلم ان مشروع الشرق الاوسط الجديد الذي انطلق مع اسقاط العراق سنة 2003 ضمن أهم محطاته القطر الجزائري، والذي لن يكتمل الا عبر اسقاط سوريا.
والصراع الجيو سياسي جعل من جهة جندوبة نقطة ارتكاز جغرافي مهمّ لاستهداف الجزائر وكل ما سرّب من اخبار حول تكديس السلاح بجبال خمير «طبرقة فرنانة عين دراهم غار الدماء» وحول مخيمات التدريب يؤكد هذا الطرح رغم نفي الحكومة له جملة وتفصيلا. والقضية، اذن تبدو في اعتقادي اعمق مما ذهبتَ اليه في سؤالك، حيث ان المسألة تتنزل في اطار سياسي دولي تُعدُّ تونس احدى فقراته.
في جندوبة توجد حركتان ضاربتان في عمق الجهة بنضالهما السياسي، وهما الحركة القومية والحركة اليسارية، فإلى اي مدى يمكن القول ان التطوّرات الاخيرة على الساحة الوطنية قد ساهمت في تقليص المسافة بين هذين التوجهين؟
في اعتقادي أن عوامل التضارب بين العائلتين في ارتباط بالوضع الذي نعيشه اليوم كثيرة وتقوم على الايمان المشترك بالعدالة الاجتماعية أساسًا لتحقيق الكرامة الانسانية والسيادة الوطنية ثابتًا وطنيّا وقوميّا لا اختلاف عليه بدليل قوافل الشهداء التي قدمتها العائلتان في مختلف الساحات العربية وفي الساحة الوطنية تحديدًا، حيث كانتا جنبا الى جنب في النضال ضد الاستبداد البورقيبي والنوفمبري بينما غاب الآخرون.
والمتأمل فيما افرزه ما يسمى الربيع العربي من صعود مشبوه للتيارات الاخوانية (تونس ليبيا مصر المغرب السودان) والذي اتسم بارتباطه الوثيق بالمشروع الامريكي الصهيوني تحت عنوان مضلل اسمه الجهاد يجعل من العائلة القومية واليسارية رفاق نضال في مواجهة هذا المدّ الرجعي.
وقد أفنيت جانبا مهما من شبابك داخل الاتحاد العام التونسي للشغل، ماهي أبرز مؤاخذاتك على أدائه في الفترة الاخيرة؟
تعودنا في الاتحاد العام التونسي للشغل ان نُعبّر بكل حرية عن افكارنا ولو تصادمت في بعض المحطات مع الاتجاه العام له وعلى ذات المبدإ، أقول إنه مطلوب من منظمتنا العتيدة الا تتردّد لحظة في مجابهة اعدائها وخصومها بالقدر الذي يحفظ مكانتها وموقعها ضد كل المشككين والمتآمرين عليها.
وأن تُفعّل القانون الداخلي مع ما يسمى بجبهة تصحيح المسار النقابي، كما هو مطلوب منها على قاعدة مكانتها ودورها الوطني في علاقة بأمهات القضايا المطروحة على الساحة الوطنية ان تتعامل باكثر حزم وثبات وفق برنامج يراعي خصوصيات المرحلة ويؤمّن المستقبل كله ذلك ان هناك انطباعا عامّا لدى عموم النقابيين بأن الانشغال بتصريف الشأن اليومي والذي تجاوز طاقتهم وقدرتهم على التحمّل، قد يحيد بالمنظمة عن ادوارها الرئيسيّة، وقد يُسْتدرجُ الى معارك أخرى يراد من خلالها التقليص من مصداقيتها والنيل منها، ولعلّ كل ما أُبرم من اتفاقيات تم النكوص عنها من جانب الحكومة يدخل في هذا الاطار.
انطلاقا من الفصل العاشر الذي لا يجيز للقيادة النقابية أكثر من مدتين نيابيتين هل نتوقع أن يخلف سليم التيساوي الأخ المولدي الجندوبي في قيادة الاتحاد خلال المؤتمر القادم؟
إن الفصل العاشر هو أحد أهمّ الانجازات الديمقراطية للمنظمة وذلك من حيث المبدأ، اما ان يخلف سليم التيساوي او غيره المولدي الجندوبي او غيره من قيادات المنظمة فتلك مسألة تعود الى ارادة ابناء المنظمة في اختيار الافضل والانسب بتحمل مثل هذه المسؤولية.
لكن يبقى الاهم من ذلك كلّه انكبابنا جميعا على الحفاظ على هذه المنظمة الغالية على قلوبنا باعتبارها صمام أمان لبلادنا وإحدى أهم مؤسسات الفعل الاجتماعي والسياسي الضامنة للمستقبل لما تزخرُ به من طاقات وامكانيات نضالية واسعة.
طفحت في الآونة الاخيرة قضية نقابية واجتماعية بمركزية الحليب بالشمال «لينو» فما هي الأسباب التي تقف وراء ذلك.
منذ ما يزيد عن خمسة أشهر طالب عمال واطارات هذه الشركة بعقد جلسة عمل مع المستثمر على جناح السرعة للنظر في ما آلت اليه الامور داخلها من تردّ وسوء تسيير، ولم تتم الاستجابة لهذا الطلب رغم كل المساعي التي بذلها الاتحاد الجهوي للشغل بجندوبة مع كلّ الاطراف المعنية.
ولعل طول المدة قد زاد في تعكير المناخ الاجتماعي داخل الشركة وخاصة نتيجة تعنّت المدير العام واجهاضه لكل المساعي الرامية الى انعقاد هذه الجلسة، بما اضفى شبهة حول هذا الشخص، بل حيث بلغ به الامر حدّ التحدث بلسان صاحب المؤسسة ناقلا عنه أفكارا كان يمكن أن تشعل فتنة في الجهة كلّّها، حيث قال بان المستثمر يرفض الجلوس مع هياكل الاتحاد ويفكر في غلق الشركة ونقلها الى ولاية سيدي بوزيد، الامر الذي نفاه مدير مجمع «دليس» خلال جلسة رسمية مع والي الجهة ورغم ذلك استمر الرفض هذه المرة من صاحب المؤسسة نفسه الذي اشترط تغييب النقابة الاساسية في اي جلسة ممكنة وهو ما رفضناه واعتبرناه تدخلا فجًّا في الحق النقابي وسابقة خطيرة لا يمكن السكوت عنها.
وتجدر الاشارة الى ان الوضعية المعقدة لهذه المؤسسة باعتبارها تحت المراقبة القضائية لا يمكن اختزالها في مجرد الخلاف حول مسألة التسيير او الحق النقابي فقط، بقدر ما هي متعلقة بملف التنمية الجهوية والاختلاف في المقاربات بين الجانب النقابي والجانب الاداري.
وهو ما كان موضوع جلسات ماراطونية على مدى السنوات المنقضية والتي تتطلب حشد كل الامكانيات لتحقيق الأهداف المرجوة منها بما يحقق مقاربتنا في أمرين:
اعتبار هذه المؤسسة نواة للصناعات الغذائية مطلوب العمل على تطويرها وازدهارها ومن هنا تحقيق قيمة مضافة للجهة اقتصاديا وبشريا من خلال ما ستوفره من مواطن شغل.
التأكيد على ملاءمة هذا المشروع مع محيطه ذلك ان الجهة تزخر بإمكانيات فلاحية هائلة تستوجب أن تنتصب هذه المشاريع لتحقق من خلالها ما هو مرجو منها لا ان تتحول الى مراكز لتجميع هذه الثروات وتحويلها إلى أماكن أخرى.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.