تحت شعار «استقلالية، ديمقراطية، نضال، وحدة» انعقدت اشغال المؤتمر العادي للاتحاد الجهوي للشغل بجندوبة يوم 11 اوت 2009 برئاسة الاخ المنصف اليعقوبي الامين العام المسؤول عن قسم الشباب العامل والمرأة والجمعيات. ومثلما كان متوقعا كان المؤتمر ساخنا وشهد حراكا بنّاء من خلال النقاشات، ومن خلال استمرار عملية التصويت والفرز الى ساعة متأخرة من الليل. المؤتمر افتتحه رسميا الاخ علي بن رمضان الامين العام المسؤول عن قسم النظام الداخلي، نيابة عن الاخ عبد السلام جراد الامين العام بحضور الإخوة رضا بوزريبة وحسين العباسي ومحمد سعد الامناء العامون المساعدون في حين تابع الاخ المولدي الجندوبي الامين العام المساعد المسؤول عن قسم الدواوين والمنشآت العمومية كامل ردهات المؤتمر. لافتات معبرة مثلما أجمل احد المتدخلين في كلمته، فإن اللافتات التي ازدانت بها قاعة المؤتمر تعبر عن تطلعات نقابيي ونقابيات جهة جندوبة، ومن بين تلك اللافتات «لا لتهرّب اصحاب رؤوس الاموال من الجباية»، «لا لإثقال كاهل العمال والطبقات الشعبية بأداء جبائي مجحف، نعم لسياسة جبائية عادلة وشفافة»، «نطالب بخارطة صحية عادلة وخدمات استشفائية عمومية ناجعة»، «لنناضل من اجل اتفاقية مشتركة لعمال شركات الاستثمار الفلاحي والسكوت عنها جريمة في حق العمال»، «اطلاق سراح كافة مساجين الحوض المنجمي وارجاعهم الى سالف عملهم واجب نضالي متأكد غير قابل للمساومة»، «من اجل رفع الحصار المضروب على الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان وكافة مكونات المجتمع المدني المناضلة». قضايا جوهرية بعد ترحاب الاخ عياد الترخاني الكاتب العام المتخلّي للاتحاد الجهوي للشغل برئاسة المؤتمر وضيوفه ونوابه أحال الكلمة للاخ علي رمضان ليفتتح اشغال المؤتمر. وتطرق الى جملة من القضايا الوطنية الجوهرية التي تعمل المنظمة على معالجتها بشتى الطرق كالجباية والمناولة والبطالة، كما تطرق الى نتائج المفاوضات الاجتماعية ووضعية سجناء الحوض المنجمي وواقع الحريات العامة والفردية بالبلاد، كما اكد ضمن كلمته على واقع جهة جندوبة. لجان ونواب في اطار قوانين الاتحاد ونظامه الداخلي المنظم لسير اشغال المؤتمرات، وقبل تلاوة التقريرين الادبي والمالي تم انتخاب الاخوين بلقاسم محسني وعادل العرايضي نائبي رئيس والاخوين صالح الحناشي وخالد القيراوي مقررين، اما لجنة فرز الاصوات فتكونت من الاخوين شرف الدين المحمودي (رئيسا) وكمال الفضلاوي (مقررا) والاخوين جمال حفايصية ومنير الجامعي (عضوين) في حين تكفل الاخوة عادل الجماعي وحسن العيادي ومنير الهرمي بكتابة لوائح الموتمر. اما عدد نواب المؤتمر فقد بلغ 94 نائبا ونائبة، اي بمعدل نائب واحد عن كل مئة منخرط وقد استأثر قطاع التعليم الاساسي ب 16 نيابة ومثله التعليم الثانوي في حين كان عدد نواب قطاع الفلاحة 12 و 10 نيابات لقطاع الصحة، وتوزعت الاربعون نيابة المتبقية على باقي القطاعات. نضالات وتحركات ضمن تلاوته للتقرير الادبي أجمل الاخ عياد الترخاني الكاتب العام المتخلّي للاتحاد الجهوي بجندوبة نضالات الفترة النيابية السابقة وانشطتها خاصة في ما يتعلق بالتسريح القسري للعمال وغلق عديد المؤسسات الاقتصادية بالجهة وانتشار الاشكال الهشة للتشغيل واتساع ظاهرة السمسرة بالعمال والارتفاع المشط للأسعار مقابل تدهور القدرة الشرائية وتفشي البطالة لدى خريجي الجامعات واصحاب الشهائد العليا. كما اثار التقرير الى تطور عدد منخرطي الجهة من 8270 في المؤتمر السابق الى 9214. أما التقرير المالي الذي تلاه الاخ سليم التيساوي والذي أقرت بصحة ما ورد به دخلا وصرفا لجنة المراقبة المالية فقد سجل بقايا ديون لحساب الانخراط بما قيمته 137.2 دينار دعت اللجنة الى استخلاصها في اقرب الآجال. شواغل متعددة تداول على مصدح المؤتمر 31 نائبا لمناقشة التقريرين الادبي والمالي وايضا لطرح القضايا الجهوية والقطاعية وقد ساهم تقريبا كل ممثلي القطاعات في النقاشات التي طالت بالاساس ملف الكنام والسؤال عن عدالة الخارطة الصحية وتضاعف عدد المعطلين عن العمل بالجهة من اصحاب الشهائد العليا والوضع المتردي لعمال الفلاحة وترسيم عدد كبير من العاملات بمصانع الجهة وتأهيل المستشفيات والمطالبة بإحداث مستشفى جامعي بالجهة يوفر الادوية واطباء الاختصاص وكل المعدات المتطورة وضرورة الارتقاء بالأداء النقابي وتكثيف الندوة والدورات التكوينية وايضا الارتقاء بمضمون جريدة الشعب وشكلها وتفعيل دور الاتحاد في ارساء سياسة تشغيلية عادلة وضرورة الاحاطة بالنقابات الاساسية وتمكينها من الدعم المادي وتفعيل دور لجان الشباب والمرأة وضرورة سن اتفاقية مشتركة لعمال وعاملات شركات الاستثمار الفلاحي. رد مستفيض لئن اكتفى الاخ عياد الترخاني بشكر كافة المتدخلين وتوضيح بعض المسائل، فإن الاخ المنصف اليعقوبي الامين العام المسؤول عن قسم المرأة والشباب العامل والجمعيات ورئيس المؤتمر أفاض في رده على تدخلات النواب وتوضيح عدد من المسائل الوطنية والجهوية، وضمن بداية تدخله اكد الاخ المنصف اليعقوبي على ان حدة بعض التدخلات تؤكد بما لا يدع مجالا للشك على المناخ الديمقراطي الذي ساد المؤتمر، مشيرا الى ان هذه الديمقراطية وليدة نضالات النقابيين والنقابيات وايمانهم جميعا بأنها ممارسة فعلية قبل ان تكون شعارات فضفاضة، والديمقراطية تتأكد من خلال جرأة النقابيين، أينما كانوا، وفي اقراره بوجود بعض النقائص اشار الاخ المنصف الى ضرورة تثمين جهود ونضالات الاتحاد العام التونسي للشغل وعلى رأسه المكتب التنفيذي الوطني في معالجته بجدية وبحزم لعدة قضايا وطنية وملفات حارقة كالتأمين على المرض وفيما يخص المفاوضات الاجتماعية أشار الاخ المنصف اليعقوبي الى ان نسبة 7،4 تعتبر ايجابية. رئيس المؤتمر نزّل وجود بعض نقائص العمل النقابي في اطار ما يعيشه العمل النقابي في العالم بأسره من تضييق وحصار مركّز من قبل الرأسمال العالمي ونسق الخصخصة الجنوني، وقد بين ان قضية البطالة في تونس لا ذنب للاتحاد فيها وفيما آلت اليه السياسة التشغيلية لأن الاتحاد ليس مشغلا وهو لا يدخر جهدا في التصدي كل يوم لأنماط الشغل المهينة لكرامة العمال وحقوقهم. كما تطرّق الى الوضع الفلاحي بجندوبة مؤكدا على ان الشمال الغربي برمته بات يعاني اليوم من سوء التصرف في أراضيه الفلاحية التي صارت تباع للمياسير واصحاب السيارات الفارهة ليقيموا فوقها قصورهم الشامخة ومسابحهم عوضا عن سنابل القمح. في آخر كلمته دعا الاخ المنصف اليعقوبي الى مزيد رصّ الصفوف النقابية وضرورة احترام قوانين المنظمة وعدم خرق بنودها وضرورة فرض التمويل الذاتي للنقابات الاساسية ومزيد دعم الطاقات الشبابية بالجهة وايلاء المرأة مكانتها التي تستحق ودعم مكونات المجتمع المدني والاسراع بإطلاق سراح مساجين الحوض المنجمي وارجاع كل من يعمل الى سالف عمله دون قيد او شرط. المكتب الجديد تواصلت عملية الاقتراع الى ما بعد الساعة العاشرة ليلا، وقد ترشح 28 نائبا في ثلاث قوائم وأفرزت العملية الانتخابية، بعد المصادقة على اللوائح الثلاث، وبحضور 94 مقترعا ومقترعة، وبعد إلغاء 7 ورقات تم انتخاب الاخوة: سليم التيساوي (62) والهادي بن رمضان (54) ورمزي الزغدودي (46) وصابر التبيني (45) وجلول البلالي (43) ومحسن الماجري (40) واحمد العوادي (38) ومحمد الامين البلطي (38) وخالد العبيدي (38). انحياز ابن الجهة رغم حرصه على عدم التدخل الا انه لم يجد بدا من ذلك في نهاية المؤتمر الذي وصفه بالحفل البهيج، وقد ذكّر بما قاله سابقا بأن التنافس على تحمل المسؤولية النقابية عبء ثقيل لان انتظارات العمال والنقابيين في الجهة وفي كامل البلاد كبيرة. «لجندوبة مكانة خاصة في قلوب النقابيين» هكذا قال الاخ المولدي الجندوبي بعد ان اكد على انحيازه التام لكل نفس نقابي واكد ان عرين اتحاد الشغل بجندوبة لن تحميه سوى لحمة ابنائه الصادقين والغيورين على ثوابت المنظمة ومبادئها، شاكرا اصدقاءه ورفاقه في الجهة وكل موظفي الاتحاد العام التونسي للشغل، وشكر الأخ المنصف اليعقوبي رئيس المؤتمر كما بلغ النواب متابعة الاخ عبد السلام جراد لتفاصيل مؤتمرهم وحرصه على السير الديمقراطي لأشغاله. تكريم قبل الاعلان عن نتائج التصويت، وكعادة النقابين في لمساتهم الكريمة تم تكريم الاخ ناجي غريب عضو الاتحاد الجهوي للشغل (قطاع الفلاحة) من طرف الاخ المولدي الجندوبي الامين العام المساعد المسؤول عن قسم الدواوين والمنشآت العمومية، كما قام الاخ عياد الترخاني بتكريم الاخ حسن العبدلي عضو الاتحاد الجهوي (قطاع الفلاحة).