في تاريخ الاتحاد العام التونسي للشغل، كثير من حكايات تدور أغلبها حول محاولات السلطة القائمة تدجين المنظمة ووضعها تحت تصرف الحاكم بأمره... فعلها بورقيبة وبن علي وتحاول سلطة النهضة وأذيالها أن تمارس نفس الرذيلة رغم معرفتها المسبقة بأن الفشل هو المآل... في الايام الاخيرة، وفي نفس اللحظة التي ترمي فيها الورود في وجه الأمين العام وقيادة الاتحاد على مجهودات التوافق السياسي، تلعب السلطة دورا آخر في الظلام... هو تحريك بعض الطحالب والمفردات النكرة التي سقطت في انتخابات نقابات اساسية معروفة بالاسم وبالهوية السياسية، حركتهم وانشأوا «منظمة نقابية» موازية في محاولة لإرباك الاتحاد وقيادته، وضرب وحدة الشغالين وتماسك هياكلهم من اجل انجاح شعارات الثورة... يحاورون في الوجه، ويضربون في الظهر على أمل ان ينجحوا في ما فشل فيه زعيم بحجم بورقيبة وديكتاتور في حجم بن علي... لن أسألهم عن أهدافهم فهي واضحة وجلية... لن أسألهم عن تمويلاتهم... فالجمعيات الخيرية القطرية لا تحصى... لن أسألهم عن قواعدهم... ولا تاريخهم النقابي والنضالي... أسألهم فقط... هل مازال تونسي واحد ووحيد يتذكر التيجاني عبيد الذي استعملته السلط في 78 لضرب الاتحاد العام. الزبد يذهب جفاءا... ولا يمكن ان تكونوا حتى زبدا...