ما من جديد في وصفي للمسرحي توفيق الجبالي بالمجنون، فالفنّان الحقيقي في أحد وجوهه هو مجنون بالضرورة تماما كما أنّ المجانين لهم في الخيال والابداع فسحة لا يطالها العقلاء والرّشداء... توفيق الجبالي قُذف خارج ذاته لما انكبّ على كتابة أشهر مؤلفات جبران خليل جبران (1883/1931) ونعني بذلك «المجنون»، كتابة مسرحية اتفق الجميع على أنها ترجمة بصرية لمتعة تهادت بين الحلم والحلم... لانه توفيق الجبالي بإخراجه لنص «المجنون» لجبران خليل جبران أوّل المتن الجبراني بحدس عميق مسنود بالايعاز والانكفاء فهرب بعيدا بمشاهدي «المجنون» ليتركهم خلف اسوار المدينة الميتة يراقصون الاحلام والرّؤى... مسرحية «المجنون» التي كتبها واخرجها توفيق الجبالي وانجز فضاءها الصوتي والسينوغرافيا وٍ ساهم في هذا العمل النوعي الذي عُرض بفضاء التياترو ايام 31 اكتوبر و1 و2 نوفمبر ,2007 ساهم فيه كل من شاكرة الرماح وسليم كمون وراقية بوعياد وايناس محلا. وقد وظّب موسيقى «المجنون» نجيب الشرادي وصدحت أصوات هذا العمل من حناجر درة بن رحيم ونضال قيقة وتوفيق الجبالي وشاكرة الرماح في حين ظهر بالفيديو كل من زياد التواتي ودرة زروق ونضال قسقة وشاكرة الرمّاح، واعتنى بالاضاءة والتقنيات صبري العتروس وأشرفت السيدة زينب فرحات على إنتاج «المجنون» بدعم من وزارة الثقافة والمحافظة على التراث. وكعادته قدّم توفيق الجبالي لهذا العمل فقال: أعطني أذنا أعطك صوتا يدعى جبران فهل من يسمع؟؟؟ لنقرأ في النص أمام بعض المواطنين الذين هم أكثر وقارا وقوّة وللناس الاكثر انسانية لعلهم يشعرون بالخجل... لما ضاع عن ادراكهم... عن وعيهم...