نظم الاتحاد الجهوي للشغل بأريانة بالتعاون مع النقابات الايطالية «س. ج. ي. ل» «C. G. I. L» يومي 13 و 14 فيفري الجاري بالحمامات ندوة حول «حقوق الشغل بالمتوسط». وتميزت الندوة بحضور وفدين يمثلان الشباب العامل من الجهتين، ومثلت الندوة فرصة لتبادل الافكار والتعارف بين النقابيين الشباب بكل من تونس وايطاليا. وكان الاخ محمد الشابي الكاتب العام للاتحاد الجهوي بأريانة قد عبر عن اعتزازه بهذا التعاون مع النقابة الايطالية والذي سيمكن من توطيد العلاقات وجعل الشباب العامل بالجهة يتعرف على تجارب نقابية اخرى. وشهدت الندوة عدة محاضرات مهمة حيث قدّم الصديق «أنزو بارزيالي» المسؤول عن العلاقات الدولية ب «الس. ج. ي. ل» مداخلة حول «حقوق العمل ببلدان المتوسط». وابرز المتدخل فشل مسار برشلونة في اقامة منطقة أورومتوسطية تشجع على التنمية الاقتصادية والاجتماعية، كما فشل هذا المسار في ضمان الحقوق الاجتماعية، مطالبا بتشريك الضفة الجنوبية لحوض المتوسط في حوار جدي. ولاحظ ممثل النقابة الايطالية ان توجه الاتحاد الاوروبي نحو بلدان أوروبا الشرقية عوضا عن بلدان جنوب المتوسط جعل شباب المتوسط يلجأ الى الهجرة لغياب الاستثمارات الاوروبية بهذه البلدان، مما يزيد في تهميش اليد العاملة ويعود بالسلب على بلدان الجنوب، داعيا دول شمال المتوسط الى ضرورة اهتمام الاتحاد الاوروبي بمنطقة جنوب المتوسط عبر تضامن مختلف بلدان المنطقة المتوسطية. ودعا ممثل النقابة الايطالية الى اقامة جبهة نقابية عالمية ضد العولمة بتوحيد اهداف النقابات في اطار سياسة موحدة. وربط ذلك بتعزيز الديمقراطية والحقوق الاساسية ومقاومة الفقر في بلدان الجنوب. كما اكد ان النقابة الايطالية ستعمل كطرف فاعل في سن التشريعات وجعل الاتحاد الاوروبي يتدخل من اجل دعم المسار المتوسطي وذلك في اطار احترام حقوق الانسان والحقوق الاجتماعية للعمال بإرساء ميثاق اجتماعي أورومتوسطي. وقد قدم الاخ محمد الطرابلسي الامين العام المساعد المسؤول عن قسم العلاقات الدولية مداخلة حول «الحركة النقابية امام تحديات العولمة». وتميز الاخ الطرابلسي حقا خلال هذه المداخلة بعمق التحليل الذي انطلق من المفاهيم المتعددة للعولمة من خلال الايديولوجيات المختلفة. وابرز الاخ الامين العام المساعد للاتحاد التأثيرات السلبية للعولمة في بلدان الجنوب وتقلص دور الدولة وعدم قدرتها على مقاومة البطالة والفقر نتيجة تراجع دورها التعديلي. وبعد تقديمه لأرقام دامغة على ما أفرزته العولمة من سلبيات في بلدان الجنوب، قدم الاخ الامين العام المساعد وصفته النقابية الضرورية، مؤكدا دور النقابات التي لا يجب ان يقتصر فعلها في الدفاع عن ظروف العمل والقضايا المتعلقة بمكان العمل بل عن النقابات اليوم، وامام تفاقم الازمة التي تعيشها الاحزاب التي تبنت الفكر الاشتراكي والعمالي، عليها اذن، وفي اطار المبادئ النقابية الدفاع عن التعليم العمومي لكل مواطن مهما كان موقعه. كما اكد الاخ الطرابلسي اهمية ايجاد حلفاء يقاسمون النقابات هذه الافكار كمؤسسات المجتمع المدني والقوى الديمقراطية. وبيّن ان العولمة تتيح ايضا عديد الفرص لكنها تتطلب ايضا عولمة المشاكل والقضايا المشتركة مما يتطلب حسب رأيه عولمة التضامن وتوحيد النضال من اجل تشريعات عمل دولية محترمة من كل الدول ومن اجل الدفاع عن العمل اللائق في العالم مؤكدا ضرورة توسيع المعايير الاساسية للحقوق الاساسية وادراج اتفاقيات حول حقوق المهاجرين. وشهدت الندوة ايضا مداخلات لكل من الاخ المنجي عمامي حول «مؤشرات التشغيل بتونس» كما تضمن اليوم الثاني مداخلتين لكل من الاستاذ حسن البوبكري حول «الهجرة المغاربية الى ايطاليا بين الشرعية وغير القانونية» ثم قدم الاستاذ جمال قدور عرضا حول «الهجرة المغاربية في أوروبا والحالة الايطالية». كما وقع بث خلال هذه الندوة شريطين سينمائيين حول الهجرة. التوصيات ضرورة العمل المشترك والمنظم والمبرمج بين نقابات بلدان المتوسط في الدراسات والتحاليل والاستراتيجيات النقابية في الدفاع عن عمال بلدان المتوسط. ضرورة فسح المجال للشباب العامل لولوج مراكز أخذ القرار في النقابات لاعداد مستقبل نقابي يتماشى مع الواقع الجديد. ضرورة دفع الحكومات لتوحيد قوانين الشغل من اجل تسهيل الدفاع عن عمال البلدان المتوسطية. الانتباه الى تجاوزات قوانين العمل وحقوق المهاجرين بإيطاليا. توثيق العلاقة بين المنظمات النقابية والحكومات ومنظمات الاعراف في ما يخص تطوير الهجرة المنظمة الى أوروبا وخاصة الشباب العامل وحاملي الشهائد. ضرورة القيام بحملات اعلامية مشتركة لتبيان هشاشة وفشل الحلول الامنية ونجاح الحلول السلمية الاجتماعية. عدم ترك مسألة الهجرة بين ايدي الحكومات ومشاركة النقابات فعليا في الاحاطة بالمهاجرين. ضرورة التنسيق بين النقابات من اجل الضغط على المستثمرين المنتصبين في البلدان المتوسطية والمستغلين لهشاشة القوانين الشغلية.