حينَ آحْتوتهُ سوسة المعطاء كان البحرُ يطلقُ موجهُ فرحًا وزغردةً وراحت ساحة الميناء تنشرُ دفئها للعابرينْ يا أيّها الرّجلُ المُتوّجُ بالرّؤى إنّي آجتبيتُكَ قائدًا للشّعب كيْ يتورّدَ الزّهرُ المطلُّ على الشّرفاتْ إنّي احتضنتكَ خافقي في قلب كلّ مكافحٍ وغريبْ في قلب من عبروا حدود الخوف وانتسبوا لعزّة أرضنا في قلب عمّال البسيطةِ كلّها أهديك صوتي كي يجيئك شارعٌ مملوءةٌ أصداؤهُ بالنبض والأنداء والكلماتْ كي يستمدّ البيتُ إشعاعَ الطّفولة من حرارة سيرةٍ قد سيّةٍ تفتضُّ عهرَ الساعة العمياء بالخطواتْ كي نرسُمَ الدّمَ سلّما يشمُ اليدَ العليا على العتباتْ ...... يأتي حسّهُ نغما وأمام باب البحرِ تأتي القيامة توقدُ النيرانَ للغرباءْ تمضي مرفرفة بيارقهُ ترقرقُ تغريدهُ للعصافير اليتيمة في سجنها »صوتُ الشهيدِ رغيفُ سيرتنا كونوا سواعدنا كونوا رغائبَ أرضِنا من أرضنا يلتمُّ قوسُ النصرِ في أطرافِ أرجائها ويولدُ صبحُ البلاد... حشّادُ هل أوتيكَ ما آتتْ نوازعُ تانيتْ لمّا تناوبت الصدى من أعين الكلمات. قالتْ لطائرها: لهذا الطفل صوتُ الأرض حينَ تهزّها الأشواقُ ولهُ بياضُ الياسمين على خلاصةِ وجههِ ألقَا فآسّامقوا أكوانهُ.... اسّامقوا أكوانهُ كي ترتقي الخضراءُ سلّمَ مجدها وتذودُ عن أسمائها الأسماءُ ... حشّادُ إنّك ظلّنا أنّا مشينا خطّتِ الأنوارُ شكلَ الماء في حربِ الشّهادة واحتفوْا أحفادنا بالثورة الشّيماء. .... السّاحة الآن انتصارُ الرّوح للرّوح التي ولدت صدانا من صدى الأيّام كنتُ أشقُّ مساربها فأسعفني نداؤُهُ ماثلا في الدّرب: »يا ولدي هنا أرواحنا معزوفة الحبّ التي لا تعرفُ النسيانَ فآمتحْ من شذاها شهوةَ الايناع رائحة لإيقادِ السّلالةِ إنّني أهديتكَ الخطوةَ الأولى فسرْ مُستأنفا أنفاسَ سيرتنا تجدْ يدَنا تعمُّ شذاك« ... حشّادُ إن ينسى الزّمانُ زمانهُ فالجمعُ يعلمُ أنّ صوتَ البحر لا ينسى هديرَ رفيقه في الجمع يوم حقيقةِ الأقوال... يومَ تنالُ أرضه طيب سؤددها تشدّهُ الخطواتُ نحو فنائهِ قدرًا وتضمّهُ الأصداءُ أمثولة كبرى وريحَ نوال ... حشّادُ هل لي أن أقولَ خواتمي فاللّيلُ داجٍ والحشودُ نفورُ هل لي ببابِ البحر طيفُ مديحةٍ للموجِ أبعثها فتبعثني المنائرُ والسّطورُ ... حشّادُ في القلب عشّشَ نبضكَ حافلا وآسّامقتْ أكوانكَ اللّحظاتُ...... منذر العيني سوسة تونس