أتساءل كما كثيرين، هل اضمحلّت القدوة والمثل الأعلى في زماننا وفُقدت نهائيّا، أم غيّبت بإيعاز؟ أبناؤنا فلذات أكبادنا في حاجة ماسّة الآن وأكيدة الى القدوة الحسنة والمثل الأعلى للإهتداء وللإقتداء وللإستنارة به. لماذا فقط ندفعهم إلى اعتماد أشباه مطربين وفنانين والذين اصبحوا يتناسلون ويتوالدون نعتمدهم كقدوة ومثل أعلى فيقلّدهم أبناؤنا وبناتنا على حدّ سواء ويفعلون كلّ ما يفعلونه حتّى ولو كان ما يفعله هؤلاء الأشباه نشازا، وينمّ عن ذوق متدنّ، منحطّ ومبتذل وسوقي وغيرمشرّف: التقليد في الكلام في المشية في اللباس وفي السلوكيات وفي الثقافة الهابطة، ورغم أنّه ثمّة نماذج مضيئة تبدو لنا عادية ولكن يمكن اتخاذها كقدوة يحذو حذوها أبناؤنا وبناتنا ونجاحاتها غيرمرئية ومن ذلك: فلاح شابّ، مكافح، مثابر، صبور وكان من نتائج هذه الميزات النبيلة النّجاح المميّز. أرملة شابة صانت عفّتها وشرفها وناضلت وثابرت وأخيرا اوصلت بناتها وابناءها الى مراتب عليا مشرّفة. معلّم في ريف قاس، ناء فعل العجب العجاب وكان من نتائج ذلك نجاح مميّز لتلاميذه. عالم فذّ... شخصية سياسية متميّزة... بدايتها كانت تعيسة لكنّه الشرق والصدق والاخلاق الفاضلة والصّبر والمكابدة... هذه بعض الشموع المضيئة التي اعتمدت معايير شفافة وما علينا الاّ أن نرصدها ونتابعها ونتابع مشاريعها واهدافها الطموحة وخطواتها المدروسة نظهرهم على التلفاز وعلى صفحات الجرائد اليومية وفي حلقات متواصلة ومدروسة ونظهرهم لأبنائنا كيف ان هذه الشموع المضيئة لم تعتمد الابتذال والنّفاق والاسفاف والخداع والمظهر الخداع وكيف انّها سلكت طرقا شائكة لكنّها واضحة المعالم واعتمدت على ذواتها ويتجّلى ذلك حين نحاورها وحين نسألها وندفع بهؤلاء الى المدارس والاعداديات والجامعات لتقديم حياتهم وتبسيطها امام ابنائنا... فرجائي كما غيري ان نعمل جميعا وننقذ ما يمكن انقاذه ولنفعل خيرا ولنتقّ الله في ابنائنا رجالات الغد حتى لا تظلّ التلفزة او الجريدة حكرا على نماذج سبق وان ذكرتها: أشباه مطربين، وأشباه لاعبين... أهملوا الدراسة والثقافة... ونكون بذلك قد ساهمنا من حيث أنّنا نعلم او لا نعلم اذا واصلنا في عدم رصد وتحديد مؤشرات نقيّة صادقة للقدوة الواجب أتباعها وحتى لا يتواصل تساؤلنا لماذا تدنّى مستوى أبنائنا ولماذا انحطّت اخلاقهم الى الدّرك الأسفل؟ والجواب واضح وبيّن وجلّي لكلّ صادق.