وضع خطير ذلك الذي تمر به مؤسسة «مقلدة» الواقعة على المشارف الشمالية لمدينة الجم من ولاية المهدية، هذه المؤسسة المختصة في صناعة الأسلاك الفولاذية والتي تشغل عاملا رأس مالها يناهز السبع مليارات تحت الإدارة العامة للوجه الرياضي المعروف ورئيس النجم الرياضي الساحلي السيد معز ادريس حيث تم طرد مجموعة كبيرة من خيرة عمال هذه المؤسسة مع حلّين لا ثالث لهما: إما بعض الدنانير وإما القضايا الشغلية ... ونظرا لخطورة الأخبار التي وردتنا آثرنا أن نتحول على عين المكان بمرافقة الأخ عبد اللّه العشي الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل بالمهدية وبحضور الإطارات النقابية والمحلية والأمنية... فوقفنا على خطورة الحالة وخلفياتها وأطوارها وآفاقها من خلال ما شاهدناه وما سمعناه من الأخ عبد اللّه العشي كاتب عام الاتحاد الجهوي بالمهدية والإخوة أعضاء النقابة واللجنة الاستشارية وعموم العمال (مطرودين ومباشرين). *مؤشرات وبوادر الشرارة الأولى كانت بمطالبة الإدارة مراجعة مقاييس الانتاج للحط ّمن مقادير منحة الانتاج ومحاولة ضرب التأمين الجماعي وقطع بعض الامتيازات ومنها منحة الحليب وتذاكر المطعم وا سترجاع مصاريف التكليف بمهمة وضرب التصنيف المهني وايقاف التعاقد عن طريق الشركة واستبداله بالمناولة وأخيرا الالتجاء إلى لجنةمراقبة الطرد للاجتماع للنظر في امكانية طرد في شكل تسريح 38 عاملا قارا وافتعال ذريعة الصعوبات الاقتصادية، وأمام فشل المؤسسة في الوصول إلى غاياتها باعتبار أن ملف التسريح لم يجد أي صدى أو مبررامن مختلف الأطراف الادارية والاجتماعية اضافة إلى أن المؤسسة أخطأت في توجيه مطلبها إلى تفقدية الشغل بالمهدية والتي لم يكن الملف من صلاحياتها لعدم الاختصاص الترابي لأن قائمة المطلوب تسريحهم موزعة بين ذراعين للمؤسسة (المهدية/تونس) وأن الطرف النقابي طلب طرح الملف على التفقدية العامة حسب الفصل 12/ 2 جديد من مجلة الشغل وهو ما تم فعلا بتاريخ 2 أفريل 2009 حيث رفضت التفقدية العامة الملف لتجاوزه الآجال القانونية وطالبت المؤسسة بتقديم مطلب جديد في الغرض إذا كانت مازالت متمسكة بمطلبها وهو ما لم يعجب الادارة العامة التي مارست سياسة الهروب إلى الأمام بقرار الطرد الجماعي من جانب واحد... *الرّد وكنتيجة لذلك دخل العمال المطرودين في اعتصام مفتوح في حين التجأ المباشرون إلى حل الشارة الحمراء كتضامن مع زملائهم كما علمنا في آخر لحظة أن العمال منعوا دخول وخروج الشاحنات... ومن المتوقع أن يستمر هذا الوضع إلى غاية أفريل الجاري تاريخ الإضراب المقرر لأيام 27 و28و29 أفريل حسب البرقية الصادرة عن الاتحاد الجهوي للشغل بالمهدية... وكحل عشوائي التجأت الإدارة إلى المناولة لسد الفراغ الأمر الذي يفقد اِدعاءاتها بالصعوبات الاقتصادية... صعوبات لم تمنعها من إقامة مشروع توسعة جار تنفيذه بما قيمته بعض المليارات!! حسب بعض المصادر الوثيقة. *عقار لم ينفع ورغم كل ماهو حاصل لم ترم هياكل الحوار المنديل وحاولت تقديم الحلول مثل تخفيض ساعات العمل والبطالة الفنية والتنازل عن بعض الأجور وهي حلول كان الرد عليها حاسما وقاسيا جدا من طرف المدير المركزي يوم عيد الشهداء حيث ردّ حرفيا «هذه المجموعة ردينا عليها التراب ونحبكم تنسوهم» وهو موقف آلم كثيرا العمال حسب ما أفاد به الأخ ناجي الحاج الطاهر كاتب عام النقابة ومساعده شاكر خلف اللّه وكذلك الأخ عبد اللّه العشي وجمع من المطرودين من بينهم ذوي التشوهات الجسدية بفعل نشاطهم المهني... على غرار من فقد أصابعه أوتشوّه جلده نتيجة الاشعاعات السامة، أو فُتح قلبه، وهؤلاء كانوا على رأس قائمة المطرودين الذين من بينهم كما أسلفنا عدد كبير من أعضاء هياكل الحوار...