يحرص الاخ عبد السلام جراد الامين العام للاتحاد على مشاركة النقابيين محطاتهم المهمة للاستماع اليهم وابلاغهم رأي الاتحاد بخصوص أمهات المسائل القائمة وفي هذا الاطار افتتح يوم السبت 25 افريل 2009 المؤتمر العادي للاتحاد الجهوي للشغل بالقيروان الذي انعقد تحت شعار «دفاعا عن الحق في الشغل والتنمية الجهوية العادلة» وكان ترأسه الاخ بلقاسم العياري الامين العام المساعد المسؤول عن القطاع الخاص. جلسة الافتتاح شهدت حضور عدد من اعضاء المكتب التنفيذي الوطني وعدد من اعضاء الهيئة الادارية الوطنية ومرافقيهم الى جانب الضيوف الناشطين في مجال حقوق الانسان. وعرف مقر الاتحاد الجهوي للشغل بالقيروان حركية كبيرة يوم المؤتمر ووُشّحت جدرانه باللافتات وأعلام تونس والاتحاد. المؤتمر شهد ترشح 26 نقابيا انسحب منهم اثنان ليستقر عدد المترشحين في حدود 24 اختار منهم النواب تسعة تكوّن منهم المكتب التنفيذي الجهوي. الاخ الامين العام للاتحاد كان معتزا كعادته بوجوده في احدى قلاع العمل النقابي حيث تقدم بالتحية الى مناضلي الاتحاد وعمال جهة القيروان وأهاليها متمنيا النجاح والتوفيق لأشغال المؤتمر مؤكدا ان كل المترشحين هم ابناء الاتحاد وان الامر سواسية بالنسبة لمن فاز او من لم يحالفه الحظ داعيا الى ضرورة وضع مصلحة العمال والاتحاد فوق كل الاعتبارات مشددا على ضرورة الا تكون المؤتمرات مناسبة للانتخابات فقط موضحا انها مناسبة للنقاش الحر والبناء والديمقراطي بعيدا عن التوترات التي تضرّ بالعمل النقابي. الاخ عبد السلام جراد بيّن ان المؤتمرات تنعقد في آجالها القانونية وتجري في كنف الشفافية التامة بعيدا عن التدخلات مشددا على ان لا وصاية على آراء النواب واختياراتهم وان الرقيب الوحيد هو الضمير ومصلحة العمال والبلاد عموما. من جهة اخرى بيّن الاخ الامين العام أهمية الدور الاساسي والمحوري للنقابة الاساسية معتبرا هذا الدور مفتاح نجاح كل عمل نقابي متطور وعصري قادر على القرب من مشاغل العمال بالفكر والساعد والعمل على ايجاد الحلول الملائمة لمطالبهم المشروعة وانتظاراتهم وتحقيق طموحاتهم. الاخ الامين العام تطرق كذلك الى المفاوضات الاجتماعية وما حققه الاتحاد من مكاسب للشغالين بالفكر والساعد داعيا الى ضرورة انهاء هذه المفاوضات في القطاع العام والتي طالت اكثر مما كان متوقعا، كما تطرق الى عدة ملفات كالمناولة والتشغيل وصناديق الضمان الاجتماعي واهتمامات الاتحاد ومساهماته في دفع التنمية وبخاصة في الجهات الداخلية وتوفير الشغل لطالبيه وخاصة حاملي الشهادات العليا، كما دعا الى ضرورة اجتثاث اسباب الاحباط التي تصيب بعض شبابنا وذلك بتوفير الشغل المحترم لهذه الشريحة المهمة من المجتمع حتى تقيها الكوارث المتأتية من الرغبة في الهجرة السرية التي ذهبت بعديد الأرواح البريئة. كما بيّن الاخ الامين العام ان الاتحاد بصدد اعداد دراسات حول واقع بعض الجهات كقفصة والقصرين والكاف وسيدي بوزيد وجندوبة والبحث عن السبل الكفيلة بتمكينها من مقومات التنمية الشاملة والعادلة ليعم الرخاء والرفاه ارجاء تونس العزيزة كافة التي ساهم الاتحاد في معركة تحريرها كما ساهم في معركة التنمية والتطور والازدهار. الاخ الامين العام ذكّر بثوابت الاتحاد وبمبادئه النبيلة والاهداف التي تأسس من اجلها وهي بالاضافة الى الشأن العمالي دعم الاعلام الحر والنزيه والشفاف ودعم الحريات الفردية والعامة وحقوق الإنسان مؤكدا ان الاتحاد يدعم المجتمع المدني حتى يقدم بدوره مبيّنا ان تركيبة الاتحاد تضم كل الافكار والحساسيات وهي تركيبة فريدة من نوعها مشددا على ان الاتحاد يبقى فضاء لممارسة الاختلاف في الرأي لكنه الاختلاف الذي يبني ويتقدم بالعمل النقابي ولا يمثل عائقا له. كما أكد الاخ الامين العام تلازم البعدين الاجتماعي والوطني في عمل الاتحاد الذي لم يكن منظمة حرفية فقط بل انه منظمة وطنية لها مكانتها في الداخل والخارج توظف علاقاتها لفائدة القضايا العربية وبخاصة قضية فلسطين العادلة وحركات التحرر في العالم التي تنشد الاستقلال وتنبذ الاحتلال. الاخ عبد السلام جراد ذكّر ايضا بالعمل الذي يقوم به الاتحاد لفائدة ابنائه داعيا الى ضرورة ايجاد الحل الاسلم لقضية الحوض المنجمي ومعالجتها بما يوفر الاستقرار بعيدا عن التوترات التي نحن في غنى عنها، ويقطع مع الجذور التي ادت الى ما حدث. كما اكد ان الاتحاد يعمل مع الاطراف الاجتماعية من اجل المحافظة على حقوق العمال ودعم مكاسبهم وتبني مواقفهم الايجابية من كل القضايا الوطنية.