رغم أنّه من أصول غير تونسية إلاّ أن النمط الموسيقي «الراب» يُعتبر النمط الأقرب لتفاصيل واقعنا اليوم فبعد المزود يقترب الراب خاصة في كلمات أغانيه من المشاكل الحقيقية التي تتناسل في قاع المجتمع ولا تصل الى سطحه الاّ مجمّلة مزخرفة... وقد دخل هذا النمط الموسيقي الى تونس وطال ذائقة المستمع وخاصة منه فئة الشباب منذ سنة 1984 تقريبا مع سليم الأرناؤوط لتتعدّد بعد ذلك الفرق الموسيقية والاسماء التي تؤدي «الراب». من بين المجموعات الموسيقية التي «ناضلت» من أجل وجودها واثبات وجهة نظرها مجموعة «ماسكوت» التي تشكلت منذ 1999. المجموعة اصدرت الأسبوع الفارط اسطوانتها الثالثة واختارت لها من العناوين «ذهنية حوم» ولهذا العنوان احالات ودلالات واضحة عن مدى تغلغل هذه المجموعة في التعبير عن مشاغل العمق المجتمعي فهذا العمل الذي أنتجته شركة فوني يقدم 12 أغنية كلها تدور في فلك الهموم والمشاغل الحياتية خاصة لفئة الشباب في المجتمع التونسي كالهجرة السرية والبطالة والاجرام والانحلال الأخلاقي، وتتوفر هذه الاغاني على قدرة خلاقة في نقد هذه الظواهر والسلوكيات بطريقة تنأى عن السقوط اللغوي الذي يشوب عادة هذا النمط الموسيقي. وتتكون مجموعة «ماسكوت» التي يقودها وجدي الطرابلسي من صلاح الدين العرفاوي وهيثم العياري وأيمن وكازي وقد أحيت مؤخرا (14 ماي) حفلا بباريس وستقوم بجولة فنية خلال هذه الصائفة بالمناطق الداخلية وخاصة السياحية حيث ستلتقي المجموعة مع جمهورها في 16 مناسبة. يُذكر ان العمل الجديد للمجموعة يتوفر على اغنية احتجاجية يُعبّر فيها اعضاء «ماسكوت» عن تجاهل وسائل الاعلام لهذا النمط الموسيقي على خلاف المغرب والجزائر مثلا، كما يعبّرون في احد اغاني الاسطوانة عن غياب حقوق التأليف الموسيقي في تونس.