هي المناسبة الوحيدة التي تُرفع فيها الورقة الحمراء في وجه صبيان الكرة وشبيبة الحشيش.. وكذلك جماعة المزود وما شابه... ليفسح المجال لمن هم احق الناس باحتلال الصفحات الاولى للجرائد ودباجة شرائط الانباء في مختلف المحطات. انها مناسبة إعلان نتائج الامتحانات الوطنية والتي تتجلى من خلالها الاشراقات الحقيقية التي تشع نورا على الوطن حاضرا ومستقبلا عبر شباب ركلوا الكرة وجنونها... ورفضوا الانحلال والميوعة وثقافة هزّ البطن وصخب البوب والراب والفزاني المرتاح والشقي... ومن هؤلاء الشباب الشاب توقفنا في بيته، في بلدته قصيبة المديوني بمناسبة نجاحه بتفوق في امتحان الباكالوريا وبمعدل ناهز التسعة عشر (18.90) شعبة علوم تقنية بالمعهد النموذجي، بالمنستير انه النجيب مروان بن رمضان الذي استقبلتنا والدته السيدة منيرة مبروك (معلمة) بكثير من الفرح والكرم قبل ان يلتحق بنا والده السيد علي رمضان موظف ببلدية المكان ليكون هذا اللقاء وهذا الحوار مع نجلهما تحت اشرافهما!! هل توقعت هذه النتيجة الجيدة؟ بصراحة كنت أتمناها ولكني لم أتوقعها خاصة بهذا المعدل المرتفع لمن انت مدين بهذا التفوق؟ لوالدي اولا ثم اساتذتي وخاصة استاذي القدير محمد الطاهر العبيدي الذي شجعني وعبّر لي كم من مرّة عن تنبؤاته بحصول شيء ما. كما لا انسى اصدقائي التسعة (القسم يضم عشرة تلاميذ) الذين ساهموا بدورهم في تحقيق ما تحقق حيث نجحنا جميعا وكانوا اول من هنؤوني بالتفوق... لماذا اخترت هذه الشعبة؟ من خلال الحياة اليومية ادركت ان مستقبل العالم مرهون في امرين لا ثالث لهما وهما الاعلامية والتقنية ولهذا اخترت هذه المادة التي تعتبر آفاقها ارحب من باقي المواد... اضف الى ذلك ارادة التنويع في العائلة حيث اختارت أختي هيفاء ميدان الطب وقبلها اختارت امي البيداغوجيا والتربية... هل ساهمت مهنة والدتك في نجاحك؟ علميا كان ذلك بقدر يسير حيث منحتْني الوالدة استقلاليتي منذ السنة الرابعة ابتدائي!! وأما أدبيا ومعنويا فهي الكل في الكل، بالامس كما اليوم كما في الغد وليبقها الله ويحفظها ويجازيها ووالدي كل خير... ماذا ستفعل بهذه النتيجة؟ رغم قناعتي بأن مؤسساتنا الجامعية على درجة عليا من الكفاءة والتأهيل فإن لي بعض الرغبة في الدراسة بإحدى المؤسسات الجامعية في المهجر لمزيد التجربة ومنازلة من يدّعون انهم افضل منّا! وخاصة في عالم الهندسة الالكترونية. قبل كل ذلك وقبل «الشّربات» بماذا نختم؟ هذه فرصة لأهنئ أصدقائي الناجحين وأقبل أيادي اساتذتي الاجلاء ثم وهذه لا أقدر على اخفائها: فأنا متلهف لمصافحة سيادة رئيس الجمهورية لأن في ذلك جائزة بحجم الدنيا. في انتظار ذلك؟ سأواصل تعاطي نشاطي المفضل الا وهو مباريات الشطرنج.