10 أكتوبر 2009 قال عنه البعض في القصرين انه محطة مفصلية في تاريخ الاتحاد الجهوي للشغل الذي عقد مؤتمره على امتداد يوم السبت الماضي حيث انطلقت أشغاله في العاشرة صباحا ليُسْدل ستاره في الحادية عشرة ليلا... هذا المؤتمر سجّل نقاط تميز يحقُّ للنقابيي الجهة الافتخار بها.. وللمنظمة ككل ان تتباهى بها...فمنذ إنطلاقه كانت تباشير النجاح جليّة سواء من خلال كمّ الضيوف وحشود المواطنين الذين حضروا بين النقابيين، أو من خلال فقرة الافتتاح التي امنها الاخ الامين العام للاتحاد العام التونسي للشغل عبد السلام جراد الذي القى بيانا منهجيا اتى فيه على جلّ ما يشغل بال الشغيلة من قضايا محلية ووطنية ودولية هذه الاخيرة التي مثلت فقرة من الفقرات التي اهتزت لها قاعة المؤتمر لما تضمنته من صلابة موقف الاتحاد في القضايا التي لا مساومة عليها تحت أي ظرف على غرار الحراك الفلسطيني الاخير وتداعيات تقرير قولدستون... (انظر تفاصيل مداخلة الاخ الامين العام في الصفحة الثالثة من هذا العدد)... تقرير شاف: الفصل الثاني من المؤتمر انطلق بعد توديع الاخ الامين العام وتكريم بعض النقابيين الذين أجزلوا في العطاء للمنظمة...قلت انطلق الفصل بتولي الكاتب العام المتخلي الاخ الامين حسني تلاوة التقرير الادبي الذي حاز على اجماع النواب من خلال التصويت على ما جاء فيه من تفاصيل ومعطيات وجرد للانشطة خلال النيابة السابقة. رشاقة... ومسؤوليّة: كثيرون اعتبروا ان تدخلات النواب أضفت على المؤتمر طابعا خاصا بل خاصّا جدا حيث كانت في مجملها بل قل باستثناء فرد او اثنين جريئة «حارّة» معبرة صادقة وأحيانا بليغة وأحيانا أخرى مؤثرة... فالنواب كانوا بل تدخلاتهم كانت المرآة العاكسة فعلا لواقع الجهة من الفريد الى سبيطلة ومن تالة الى السبالة!! هذه الجهة التي أتينا في «الشعب» على شيء من معاناتها من خلال تحقيقاتنا فيها والتي أغضبت السلط الجهويّة والذي أبى بعدها ان يردّ على هواتفنا وأنّب ووبّخ وكاد «يُسوّط» البعض من أبناء الوطن الصادقين والمخلصين لجهتهم لا لشيء الا لكونهم قالوا لنا وقْتها وبشجاعة أن المجهودات محمودة والنقائص موجودة... فماذا سيقول هذا المسؤول الكبيرفي الجهة لو سمع تدخلات نواب مؤتمر إتحاد الشغل؟ هل سيفعل فيهم ما فعله في أهل سْبيبة الذين أزاحوا الستار عن «الولجة الحافية» على سبيل المثال...؟ لنغلق القوس ونعود الى مؤتمرنا هذا والى تدخلات نوابه في الفترة المسائية مع اسفنا لمن تدخلوا في الفترة الصباحية والتي تعذرت مواكبتها عدى تدخل الاخ عبيد البريكي الذي رحب فيه بالحضور مؤكدا على أن للمؤتمرين الحق في ابداء الرأي والنقد والاقتراح في كنف احترام الجميع للجميع مضيفا بل مؤكدا على أهمية الاختلاف في وجهات النظر الذي يؤدي في النهاية الى الوفاق الذي من مرتكزاته الاساسية العامل الديمقراطي واحترام الرأي المغاير.... كما أكد الاخ عبيد على أهمية الجهة في الهرم التنظيمي للاتحاد باعتبار تاريخها ونضالية هياكلها النقابية ليفسح المجال بعد ذلك للاخوة النوّاب. نورالدين العجلاني (تعليم أساسي): دعا إلى وحدة الصّف النقابي ونحا باللائمة على القواعد خلال اضراب 5 أكتوبر مستنكرا عدم صدورأية لائحة من أي تشكيل نقابي، كما دعا الى ضرورة دعم النقابات الاساسية ماديّا. عبد الباقي النمري: اكد على ضرورة التجاوب بين مختلف الهياكل رغم الاختلاف في وجهات النظر الذي لا يجب ان يؤدي الى الخلافات وضرورة تفعيل قرارات الهيئات الإدارية ومتابعتها، كما تساءل عن عدم تكريم نجباء القصرين من أبناء الشغالين. الصادق المحمودي: في بداية حديثه أكد على أن حقيقة أوضاع الجهة تجعلهم اكثر انفعالا بل قل اكثر صدقا في تدخلاتهم خاصة وان ادواء (جمع داء) تنخر جسم التنمية والمجتمع وتساءل عن هذا الكم الهائل من المنقطعين عن التعليم (كمثال...) وهو ما يدعو الى ضرورة ان يكون الاتحاد شريكا فعليا في عملية التنمية والتشغيل ومقاومة البطالة... لانه لا يعقل حسب قوله أو قول الشاعر أن: تموت الأُسد في الغابات جوعى... ولحم الضأن يرمى للكلاب!! التيجاني القاهري: تحدث عن مشاكل الارشاد التربوي، وعمال الحضائر (80د شهريا) وغياب دور الاتحاد الجهوي للشغل في عمليات الانتداب العشوائي وكذلك عملية التنمية بشكل عام.. كما توجه باللّوم الى الهياكل النقابية بالجهة والتي اعتبرها مقصرة في دورها في جمع النقابيين في ندوات وملتقيات واجتماعات لتكريس مبدإ الحوار والتكوين وتعزيز الانتساب. عمار العيدودي (تعليم ثانوي): «يؤكل تمْرُنا... ونرجم بالنّوى» هكذا بدأ تدخله مشيرا الى ضرورة العمل والحرص على استقلالية قرارات الاتحاد الجهوي والتزم في آخر تدخله بالتبرع بقطعة أرض لبناء دار الاتحاد المحلي بفوسانة. حمادي غيلاني (تعليم ثانوي): دعا الى ضرورة تراصّ الصفوف وما المؤتمر إلاّ وسيلة لذلك لضمان أوفر الحظوظ لجهة القصرين التي شبهها بفريق الملعب التونسي الذي وعلى جمال آدائه من عهد البي ما هزْ شيْ أي أن الجهة لم تنل حظها منذ زمان بعيد!! عبد الواحد الحُمْري: طالب بتبليغ وزير الصحّة الصورة الصادقة عن الوضع الصحي بالجهة بعيدا عن المغالطات ورمي الورود «البلاستيكية» لأنّ في ذلك غش للوزير وباقي السلطات، كما طالب بضرورة احياء ذكرى شهداء حمام الشطّ.. وانتهى بالحديث عن لجنة النظام!! الامين حسنّي: اختصر القول للتعبير عن مدى ما بذله المكتب المتخلي من جهد لفائدة الشغيلة والمنظمة.. مذكرا بأنّه فتح الابواب (بصفته كاتبا عاما) للجميع دون استثناء وقام بعمل خاضع في كل الأحوال الى التقييم من خلال هذا المؤتمر وكذلك الصندوق. يوسف العبيدي: دعا الى تجنب ضرب الاتحاد من الداخل.. وبين ان الواقع الاجتماعي للجهة واضح ولا يحتاج الى تشخيص... كما أتى على معاناة قطاع الحلفاء مستشهدا بأرقام مزعجة (3700 عامل دون تغطية اجتماعية) ودعا الى عدم الاقبال على «بضاعة الأوهام» التي تباع ل 3000 حارس غابات... وفي الاخير أوْصى الناس خيرا بالمنظمة! محمد الصغير سامحي (تعليم ثانوي): طالب بعدم التفرقة بين أبناء الجهة ملاحظا ان الجمل الثورية شأنها شأن الشعارات لا تطعم الاطفال ولا ترسّم عمال «السليلوز» ولا اسمنت فريانة. يونس العلوي: استهلّ تدخله بالآية الكريمة «كَبُرَ مقْتَا عند الله ان تقولوا ما لا تفعلون» ليعرّج على مواضيع شتّى ومنها معاناة القطاع الخاص حيث ملأ الكثيرون بطن القصرين ببالون المستثمرين فإذا الاستثمار يتحوّل الى نزيف وطوفان عرق وبذل وتضحيات مقابل جفاف و»زمّة» قاتلة في المستحقات... وهنا تساءل عن فائدة العمل بلا أجر!! وختم تدخّله بالدعوة الى انشاء اتحاد محلي بفريانة.. وكذلك التأكيد على تحية جريدة الشعب التي أحبت القصرين كما لم يحبّها أحد!! عمّار الجرايدي: دموعه وهو يغادر المسؤولية النقابية تغني عن كل قراءات وتعليق. أحمد الطالبي: الموقف من عمّار أفقده التركيز حيث كانت بقايا الدمع في أحداقه وهو يتكلم عن مسائل شتّى ومنها الحملات الانتخابية التي انطلقت صدفة عشية المؤتمر.. وكذلك ملف الجباية والذي عاد الاخ الطالبي بالتاريخ ليذكر بثورة علي بن غذاهم... وكذلك ملف التشغيل الذي انتقد آلياته.. وعن بقية القضايا يقول الطالبي أن كفكفة الدموع لا تعني في كل الاحوال الحصول على الحق ضاربا على ذلك مثلا معاناة المرضى في المستشفيات حيث يغيب طب الاختصاص وتعم الفوضى ويكثر الازدحام ومع ذلك يكون الناس سواسية في الدفع أما في المعاناة و»الميزيريا» فيختلفون. عمر المحمدي... حمد للّه على أنه لا يوجد في القصرين لا مساجين ولا مطرودين.. في ردّ على أحد المتدخلين، تمّ تطرق الى مسألة اخرى وهي الدعوة الملحة الى تمكين النقابات الأساسية من نسبة من عائدات الانخراطات لمزيد تفعيل دورها خاصة على مستوى القواعد وهو ما نصّ عليه مؤتمر جربة... بالحرف. أرصاد الشعب: بلغ عدد النواب 121 وبلغ عدد الحضور 116 عدد المترشحين 22 المكتب الجديد يتألف من الاخوة: الصادق المحمودي (استاذ 72صوتا) أحمد بوبكر الطالبي (ممرض 70 صوتا) يونس العلوي (فلاحة 62 صوتا) يوسف العبيدي (معلم 54 صوتا) محمد الرمكي (أستاذ 56 صوتا) محمد الصغير السايحي (أستاذ61 صوتا) عدنان العامري (معلم 65 صوتا) عمر المحمدي (فلاحة 56 صوتا) الصّنْكي أسْودي (حلفاء 64 صوتا) اثنان فقط من قائمة الكاتب العام السابق صعدا الى المكتب الجديد وهما الاخوان يوسف العبيدي ومحمد الصغير الشامي. «هيئة المؤتمر»: عبيد البريكي (رئيسا) عبد الواحد الحمري وعبد الباقي النمري (نائبي رئيس) اما لجنة الفحص والفرز فتتألف من الاخوة: محمد الناصر المنصوري، عبد الباسط الهرماسي، فرحات السعودي محمد الهادي الفريضي، عبد الرزاق الدخيلي، المنجي البرهومي ونجيب القوسي. ضيوف المؤتمر: حضر الى القصرين من اعضاء المكتب التنفيذي الوطني الاخوة: المولدي الجندوبي، بلقاسم العياري، رضا بوزريبة، حسين العباسي، المنصف الزاهي، وبالطبع عبيد البريكي (رئيس المؤتمر) اما عن الاتحادات الجهوية فقد حضر كل من الاخوة سعيد يوسف (المنستير) التهامي الهاني (سيدي بوزيد)، عمارة العباسي (قفصة) ونورالدين الطبوبي (تونس). كما حضر الاخوة الحسناوي السميري (النفط)، حسن الغضبان (الفلاحة)، حفيظ حفيظ (الاساسي)، الشاذلي البعزاوي (المالية) وفتحي التليلي (المهاجرين فرنسا). وطبعا كان الحاج المنصف كشرود عن اللجنة الوطنية للنظام الداخلي بمعية الحبيب الطريفي وبوعلي المباركي ومنعم عميرة من ضيوف القصرين شأنهم شأن لجنة المراقبة المالية الاخ حسن شبيل وحبيب حليم وفوزي الشيباني... شركة «السليلوز» تكفلت بحضور هؤلاء وأمنت لهم إقامة طيبة في سبيطلة. الأخ عبيد تولّى التشطيب نيابة عن الاخوة الذين تعذر عليهم قراءة القائمة وذلك بحضور لجنة النظام الداخلي. نقطة حالكة تمثلت في محاولة معلم سكران قيادة عملية تشويش على المؤتمر في لحظاته الحاسمة وانهال سبّا وشتما على الجميع وهو موقف استاء له الحاضرون وندّدوا به بشدّة... طرفة المؤتمر تمثلت في ذلك الاخ من عملة الحضائر والذي اعتقد وأصرّ على أن الأخ الامين العام وزيرا فأمسك بتلابيبه صارخا: سيدي الوزير.. سيدي الوزير في حالة شكوى من ظروف قاسية يعيشها أهلنا في الحضائر. ايجابي جدّا جدّا جدّا موقف اخوتنا في القصرين من جريدة «الشعب» وقد أحرجونا فعلا حيث كان هذا الموقف على الملإ بل لاقى تجاوبا من كل النواب الذين نشكرهم ونعدهم بمزيد الاضواء على تلك الجهة حتى يعمّها الفرح والنور.