إثر الفيضانات الاخيرة التي شملت الجهة المنجمية وخاصة منطقة الثالجة واثرت على خطوط السكة الحديدية وأتى الماء الغزير المنساب من الأودية على جسور ثلاثة يعود تركيزها الى مد الخطوط الحديديّة هذه من أوائل القرن الماضي ويعتبر هذا الخط الشريان الكبير الذي يزود بالفسفاط ميناء صفاقس وقابس اضافة الى نقله الفسفاط الى معمل التكرير بالكاف وبزوال هذه الجسور حصلت المعضلة وتعطلت مسيرة الفسفاط وتضررت الشركتان شركة الفسفاط وشركة السكك اضافة الى موت الحياة السياحية بمجاجل الثالجة نتيجة تعطل حركة القطارالسياحي «الحرذون الاحمر» وهذه الوضعية ألهمتنا اسبابا وافكارا لا بد من طرحها جاءت نتيجة حديث بين بعض المتقاعدين المتنورين من رجال التعليم المتقدمين وذلك بتغيير مسار السكة بصفة جدية حيث يصبح الخط بعيدا عن هذه الاودية ويتحاشى هذه المطبات ولن يكون هناك تعطيل مهما غضبت الطبيعة وفاضت الاودية وتواصل السيلان اياما، على ان يبقى خطا حديديا يؤمن الرحلات السياحية يوميا وفي هذا غنم لهذا القطاع التنموي الواعد لمضاعفة هذه الخدمات وهذا يستدعي هيكلة المتحف المنجمي وتبني وزارة الثقافة لهذه الهيكلة وتكليف مختصين بتنظيمه واستغلال المخزون المنجمي وارشيف شركتي الفسفاط والسكك باثرائه وتطوير محتواه بهذه الصور والوثائق التي اصبحت تباع ويملكها حتى بعض الخواص من المصورين والذين ينسبون الى أنفسهم المعرفة التاريخية بهذه المنطقة بادعاءاتهم وحشر أنفسهم في هذه المجالات العلمية التي لا تتأتى الا للراسخين في هذه العلوم والعلم الثالث تنموي فلاحي بالاساس وكل هذه العناصر التنموية تتكامل ولا تتنافر باعتبار ان التنمية شاملة او لا تكون وهو إقامة سد الثالجة التي اقامته الطبيعة حسب وزارة الفلاحة ان تغلق منفذا وحيدا بين شقي الجبل ليقوم به سد منيع يروي المناطق الشرقية والغربية من هذه المعتمدية وتبعث فلاحة سقوية عملاقة اضافة الى تغذية المائدة المائية وضخّ مياه جديدة لآبار كثيرة اقتربت من بعضها نتيجة تجارب فلاحية مرتجلة اضف الى ذلك محدودية امكانيات الفلاحين الصغار وقصور التجارب لديهم ومعاناتهم للصعوبات المناخية وتقلباتها، وهذه الافكار يجب ان تحظى بالدراسة الجدية والضرورية والسريعة حتى تنهض بهذه المنطقة التي لابد أن تتغير انماط التنمية فيها وتخرج من عقلية المرجعية التي جعلت من الفسفاط موردا وحيدا وهذا لا يعني التباطؤ في بعث المشاريع الكبيرة والتي تم التبشير بها، وفي كل هذه الدوائر تكامل لا يتنافر ابدا بل لابد ان تكون فيها نواة مغناطيسية صلبة تجذب اليها كل النواتات المحيطة بها وهذه الجهة غنية بالموارد الاولية ولكنها لم تجد الطاقات العقلية لتفجيرها بصدق وبحب لهذه المنطقة التي يحب الصادقون فيها الوطن أسوة بمبدعيها في النضال الوطني باعتبارها مدرسة لعائلات وطنية صادقة مازال ابناؤها يتمثلون هذا الحب باعتباره من الايمان...