لقد أصبح لدينا في السنوات الأخيرة العديد من الأجهزة الالكترونية واليوم سنتحدث عن تقنية يستخدمها الجميع والتي لم يعد من الممكن لإفراد قضاء حاجياتهم ومأربهم دون استعمال الهاتف الجوال فأضحت الحاجة المتزايدة لخدماته شاغل المستعمل والمؤسسات المصنعة له دون مراعاة تأثراته السلبية صحيح أن الهاتف الجوال يقدم خدمات متنوعة تسهل على الفرد عمله وللاشارة فان الكثافة الهاتفية للجوال بتونس وصلت إلى 86.8 خط لكل 100 ساكن في موفى أوت 2009 بمعدل 9.07 مليون مشترك لكن له عدة تأثيرات على صحته الإنسان وسنتناول مع الأخصائي النفساني مصدق جبنون التأثيرات النفسية السلبية للجوال. توتر وارهاق يفيدنا الدكتور مصدق جبنون أن الهاتف يسه كثيرا العمل و قضاء الشؤون لكن يصبح مصدر ضغط نفسي متزايد خاصة إذا كثرت عدد المكالمات في أوقات الفراغ و بتالي لا يستطيع الفرد تنظيم أوقات فراغه و راحته و الراحة من الأشياء الضرورية للإنسان كي يستطيع استرجاع نشاطه وحيويته وبذلك يتسبب في التعب والتوتر والإرهاق مما يؤدي إلى أضرار على الجهاز العصبي على غرار الصداع إضافة إلى اضطرابات في النوم ويقول الدكتور ولان الهاتف يزعج في أحيانا كثيرة مستعمله فان العديد من يصابون بمرض الاكتئاب وينصحون بالراحة يستغنون عن الهاتف ويؤخذون راحة من العمل ومن الهاتف. ويصبح أيضا مصدر قلق كبير ومصدر «هلوسة» خاصة بالنسبة لمن لديهم مرض نفسي عميق ويزيد في حدة التوتر لديهم أما الأشخاص العاديين نلاحظ العديد منهم يتخيلون إن هاتفه يرن وذلك بسبب كثرة استعمالهم للهاتف كما يساهم الهاتف في بعض الأوقات بحالات تأزم نفسي والإحساس بالضيق بالنسبة للذين تعودوا على نمط معين من المكالمات من شخص ما واذا غابت هذه المكالمات يحس بالضيق والقلق. وفيما يخص مسالة الشك بين الأزواج تعود بالأساس أولا إلى طبيعة العلاقة بينهما لكن إذا وجد الشك بينهما فان كثرة المكالمات الواردة تساهم في ازدياد الشك بينهما قلة تركيز وضعف الذاكرة مع ان الدراسات العالمية لم تثبت تأثيرات سلبية على الإنسان مثل تسببه في أمراض السرطان بسبب الموجات الكهرومغناطسية إلا ان الآثار السلبية من الناحية النفسية موجودة خاصة على الأطفال والمراهقين وذلك نتجة الاستخدام الغير الرشيد للهاتف الجوال والتي يمكن ان يؤثر على حالتهم النفسية والسلوكية من خلال انخفاض نسب التركيز وضعف الذاكرة ونقص القدرة على الاستيعاب والتعلم وظهور سلوكيات عدوانية غير مبررة ويضيف الدكتور في هذا الشأن ان الهاتف الجوال يلهي الطفل عن دراسته عن أوقات مراجعته حيث يهتمون ويمضون أوقاتهم بالعب بالهاتف والفيديو ويقضي الطفل اخر ساعات الليل في الحديث عبر الهاتف خاصة مع العروض التي يقدمها مشغلي الهاتف وبذلك لاينام مما يؤثر على صحته من ناحية وعلى دراسته من ناحية أخرى. من جهة أخرى الأطفال يملكون أخر صيحة ويتبادلون الصور و مشاهد الفيديو و التي يمكن أن تكون غير أخلاقية فيصبح للأطفال في أعمار صغيرة اهتمامات جنسية .مسألة أخرى يمكن الحديث عنها وهي الغيرة التي تتولد بينهم لامتلاك هذه الأجهزة مهما كان ثمنها يصبح لديهم نوع من «التوسويسة» لأنهم يردون تغير الهاتف بشكل دائم.وشعور الطفل بأنه يملك هو أكبر من مرحلته العمرية سيعود دائما بالسلب على تكوينه النفسي وقد يتسبب الهاتف الجوال في نوع من العزلة الاجتماعية لان الحوارات تكون دائما عبره وتفادي اللقاءات لانه دخل في العادات والتقاليد التونسية فاستغنى الناس عن الزيارات واستبدلوها بالإرساليات القصيرة والمكالمات الهاتفية فأصبحت لدينا طريقة جديدة للتواصل تختلف عن نظرتنا للتواصل مع الأخر الذي يقبل بدوره هذا النمط الجديد . ولتجنب هذه التأثيرات السلبية ينصح الدكتور بالتقليص من مدة التي تستغرقها المكالمة تجنب وضع الهاتف فرب الأجزاء الحساسة وإقفاله أثناء النوم ومراقبة هواتف الأطفال لكن بطريقة واعية وليست بطريقة الجوسسة