«التبرّع بالأعضاء أمر ضروري وسلوك ثقافي ومجتمعي يجب أن يكون متجذّرا في حياتنا» هذا ما أكده الدكتور محمد قديش الوزير المستشار لدى رئيس الجمهورية والرئيس الشرفي للجمعية التونسية للتحسيس بالتبرّع بالأعضاء لدى إشرافه على فعاليات اليوم الوطني الثاني عشر للتحسيس بالتبرع بالأعضاء يوم السبت الماضي بمقر الإتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية وتحت شعار «دور الصيدلي في التحسيس بالتبرّع بالأعضاء وحضر هذا اليوم الوطني كل من وزير التعليم العالي والبحث العلمي ووزير الصحة العمومية ووزير الثقافة ومجموعة من الأطباء والمختصين في زرع الأعضاء الى جانب حضور ثلة من الممثلين على غرار منى نور الدين وجعفر القاسمي ونعيمة الجاني. نقل الأعضاء أكثر أمانا وأشار الدكتور محمد قديش خلال كلمته أن زرع الأعضاء أصبح في بلادنا اليوم إجراء طبي شبه عادي كما أن عمليات نقل الأعضاء أصبحت أكثر أمانا مع التطور العلمي وتوفّر الإمكانيات والتجهيزات وأوضح مدى أهمية الحرص الرئاسي على أن تحتلّ مسألة التبرع بالأعضاء مكانة في السياسة الصحية لبلادنا ويتجلى ذلك من خلال وضع مخططات وبرامج وآليات تحسيسية للتبرّع إضافة الى تكثيف النصوص القانونية والترتيبية لتنظيم هذا المجال ولمزيد توعية المواطن بأهمية التبرّع وقد كان رئيس الدولة أول من بادر بإدراج صفة متبرّع في بطاقة تعريفه الوطنية. وقد ساهمت هذه البرامج في تدعيم وعي المواطن بضرورة التبرع وهو ما نستخلصه من خلال تراجع نسبة اعتراض العائلة على التبرّع والتي تبلغ حاليا ٪66 في حين كانت ٪89 في سنة 2002-2001 ولكن رغم تطور هذا الوعي فإن الزرع لازال دون المطلوب والكثيرون يموتون يوميا خاصة مرضى القصور الكلوي الذين يبلغ عددهم 3500 مريض وتنفق عليهم الدولة سنويا 120 مليار أما مرضى القصور في القلب فيبلغ عددهم 600 يموت منهم 120 ويبرز دور الصيدلي في التحسيس بأهمية التبرع من خلال قربه من المواطن واحتكاكه اليومي بما يجعله قادرا على إيصال المعلومة الصحيحة بخصوص التبرع الذي هو مهمة إنسانية أباحتها الشرائع السماوية. لا تجارة بالأعضاء ومن جانبه ذكر وزير الصحة العمومية السيد منذر الزنايدي أن منظمة الصحة العالمية كانت أشادت في سنة 2007 باستراتيجية تونس في مجال زرع الأعضاء وبالنزاهة والشفافية بما ينفي خوف البعض من التبرّع بناءا على قناعة مفادها أن الأعضاء يتاجر بها وقد تضاعفت عمليات زرع الأعضاء وخاصة زرع الكلى كما أن عمليات الزرع إجمالا في ارتفاع متواصل رغم أنها تبقى دون المأمول وقد أحدثت الوزارة خطة لتبادل الخبرات مع بلدان مثل فرنسا واسبانيا والسعودية والهدف هو بلوغ زرع 300 كلية سنويا و20 أو 30 كبد وتزرع حاليا 800 قرنية في السنة في حين أن 1400 شخص في قائمة الإنتظار ومنذ عشر سنوات حافظ زرع الكبد على نسق 5 عمليات سنويا وسجّلت في بلادنا هذه السنة 47 حالة موت دماغي تسمح بالتبرع ولكن 31 عائلة رفضت التبرّع وبخصوص المتبرّعين فقد أدرج الى غاية أواخر نوفمبر 10.530 ألف شخص صفة متبرّع في بطاقة التعريف الوطنية، ويظلّ دور الصيدلي على غاية من الأهمية من خلال تموقعه في كامل تراب الجمهورية في تدعيم وعي المواطن بضرورة التبرّع