عاجل/ بعد اعتراف الكيان بأرض الصومال: حماس تصدر هذا البيان وتفجرها..    كأس أمم إفريقيا "المغرب 2025": برنامج مقابلات اليوم السبت    لا تفوتوا غطسة رأس السنة بهذا الشاطئ يوم 1 جانفي 2026..    جريمة مروعة: وسط غموض كبير.. يقتل زوجته وبناته الثلاث ثم ينتحر..#خبر_عاجل    مستخدمو التواصل الاجتماعي مجبرون على كشف أسمائهم الحقيقية    عاجل/ تنبيه: انقطاع التيار الكهربائي غدا بهذه المناطق..    تقدم أشغال بناء المستشفى الجهوي بالقصرين مع توقع انطلاق استغلاله بداية السنة    كميات الأمطار المسجّلة خلال ال24 ساعة الماضية    هذه المرة من قابس: نجاح طبي جديد للمستشفيات التونسية..وهذه التفاصيل..    عاجل/ بشرى سارة لمستعملي وسائل النقل..    حصيلة لأهمّ الأحداث الوطنية للثلاثي الثالث من سنة 2025    أبرز الأحداث السياسية في تونس في أسبوع (من 20 ديسمبر إلى26 ديسمبر 2025)    كرهبتك ''ن.ت''؟ هذا آخر أجل لتسوية الوضعية؟    سيدي بوزيد: تحرير 17 تنبيها كتابيا وحجز كميات من المواد الغذائية    السلطات التركية تصدر مذكرات اعتقال بحق 29 شخصا بسبب فضيحة مراهنات كرة القدم    قابس: تقدم مشروع اصلاح أجزاء من الطرقات المرقمة بنسبة 90 بالمائة    المسرح الوطني التونسي ضيف شرف الدورة 18 من المهرجان الوطني للمسرح المحترف بالجزائر    عروض مسرحية وغنائية وندوات ومسابقات في الدورة العاشرة لمهرجان زيت الزيتون بتبرسق    السكك الحديدية تنتدب 575 عونا    حجز 5 أطنان من البطاطا بهذه الجهة ،وتحرير 10 محاضر اقتصادية..    عاجل/ تعطّل أكثر من ألف رحلة جوية بسبب عاصفة ثلجية..    بعد ليلة البارح: كيفاش بش يكون طقس اليوم؟    مواعيد امتحانات باكالوريا 2026    الركراكي: التعادل أمام مالي كان محبطًا لكنه سيكون مفيدًا مستقبلاً    التشكيلة المحتملة للمنتخب التونسي في مواجهة نيجيريا    تنفيذا لقرار قضائي.. إخلاء القصر السياحي بمدنين    تايلاند وكمبوديا توقعان اتفاقا بشأن وقف فوري لإطلاق النار    رئيس وزراء بريطانيا يعلن عن عودة الناشط علاء عبد الفتاح    طقس السبت.. انخفاض نسبي في درجات الحرارة    مانشستر يونايتد يتقدم إلى المركز الخامس بفوزه 1-صفر على نيوكاسل    إعادة انتخاب محرز بوصيان رئيسًا للجنة الوطنية الأولمبية التونسية    ألمانيا.. الأمن يطلق النار على مريض بالمستشفى هددهم بمقص    فرنسا.. تفكيك شبكة متخصصة في سرقة الأسلحة والسيارات الفارهة عبر الحدود مع سويسرا    مزاجك متعكّر؟ جرّب هذه العادات اليومية السريعة    المجلس الجهوي لهيئة الصيادلة بتونس ينظم الدورة 13 للايام الصيدلانية يومي 16 و17 جانفي 2026 بتونس    الإتفاق خلال جلسة عمل مشتركة بين وزارتي السياحة والفلاحة على إحداث لجنة عمل مشتركة وقارة تتولى إقتراح أفكار ترويجية ومتابعة تنفيذها على مدار السنة    استراحة الويكاند    نشرة متابعة للوضع الجوي لهذه الليلة..#خبر_عاجل    فيليب موريس إنترناشونال تطلق جهاز IQOS ILUMA i في تونس دعماً للانتقال نحو مستقبل خالٍ من الدخان    قرقنة تكشف مخزونها التراثي: الحرف الأصيلة تحول إلى مشاريع تنموية    الأحوال الجوية: وضع ولايات تونس الكبرى ونابل وزغوان وسوسة تحت اليقظة البرتقالية    نصيحة المحامي منير بن صالحة لكلّ تونسية تفكّر في الطلاق    وزارة التربية تنظّم يوما مفتوحا احتفاء بالخط العربي    أيام القنطاوي السينمائية: ندوة بعنوان "مالذي تستطيعه السينما العربية أمام العولمة؟"    قائمة أضخم حفلات رأس السنة 2026    موضة ألوان 2026 مناسبة لكل الفصول..اعرفي أبرز 5 تريندات    4 أعراض ما تتجاهلهمش! الي تتطلب استشارة طبية فورية    الكاف : عودة الروح إلى مهرجان صليحة للموسيقى التونسية    بداية من شهر جانفي 2026.. اعتماد منظومة E-FOPPRODEX    القيروان: حجز كمية من المواد الغذائية الفاسدة بمحل لبيع الحليب ومشتقاته    جندوبة: انطلاق اشغال المسلك السياحي الموصل الى الحصن الجنوي بطبرقة    تونس: مواطنة أوروبية تختار الإسلام رسميًا!    أفضل دعاء يقال اخر يوم جمعة لسنة 2025    استدرجها ثم اغتصبها وانهى حياتها/ جريمة مقتل طالبة برواد: القضاء يصدر حكمه..#خبر_عاجل    البحث عن الذات والإيمان.. اللغة بوابة الحقيقة    نابل: حجز وإتلاف 11طنا و133 كغ من المنتجات الغذائية    روسيا تبدأ أولى التجارب للقاح مضادّ للسّرطان    ترامب يعلن شن ضربات عسكرية أمريكية قوية في نيجيريا...لماذا؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



صالح الزغيدي: الإمام مطالب بالرجوع إلى مجلة الأحوال الشخصية لا إلى القرآن(حوار)
نشر في حقائق أون لاين يوم 21 - 03 - 2017


كثيرا ما يبرز الناشط اليساري..
حاورته: يسرى الشيخاوي
كثيرا ما يبرز الناشط اليساري صالح الزغيدي بمواقفه الجريئة الناقدة لعدة توجهات فكرية وسياسية دون استثناء سواء من الصف اليساري أو من صف الإسلاميين داعيا في كل مواقفه الى ضرورة التصدي لكل الأفكار المهددة لمدنية الدولة. الزغيدي أسّس بعد الثورة جمعية مدنية لمراقبة الخطب في الجوامع ولم يتوانى في كل ظهور اعلامي عن توجيه انتقادات للأحزاب اليسارية ولحركة النهضة كما أنه يرى أن بعض تحركات نقابات التعليم قد أصبحت عبثية فكانت كل هذه المسائل محور حوار أجرته حقائق أون لاين معه. تحدّثت سابقا عن تكوين جمعية تتولى مراقبة الخطاب الديني في المساجد، ما ظروف نشأة الجمعية وهل مازالت تنشط ؟ سنة 2012 في ذروة خروج المساجد عن السيطرة في ظل حكم النهضة وانتشار خطابات الجهاد والدعاية للفكر الإسلامي والأحزاب الدينية داخل المساجد قررنا تأسيس جمعية الدفاع عن حياد الإدارة والمساجد لمراقبة الخطاب الديني فالإمام يعمل موظفا لدى الدولة ويجب أن يكون خطابه دستوريا ومتناغما مع قوانين البلاد لا مع الشريعة الإسلامية وهو مطالب بالرجوع في خطبه إلى الدستور ومجلة الأحوال الشخصية لا الى القرآن. وهيئة الجمعية متكونة من 11 عضوا بمن فيهم المحامي غازي مرابط والناشطين هيفاء بن عبد الله وسالم ونيس، وهي تنشط إلى اليوم. هناك من انتقد هذه الجمعية وقال إنها بوليس ايديولوجي على شاكلة أمن الدولة في عهد بن علي، بل هناك من اتهمكم بالتجسس على المصلين، ما ردكم على ذلك؟ حينما كنت كاتبا عاما لرابطة حقوق الإنسان دافعت عن المصلين، ونحن في الجمعية لم نتجسس على المصلين بل كان الخطاب المقدم من قبل الإمام بصفته موظّفا للدّولة هو هدفنا ونحن لم نقم بالتسجيل او التصوير داخل أي مسجد. إذا كيف كنتم تراقبون الخطاب الديني؟ نحن فقط كنا نكتفي بالقيام بذلك عن طريق الاذاعة التي تنقل خطبة الجمعة ونتابع الخطبة كما أننا نعول على علاقتنا الشخصية في كامل تراب الجمهورية، وحينما تصلنا أنباء عن وجود خطابات متطرفة في بعض الجوامع نتولى التثبت منها ثم نعد تقارير في التجاوزات الحاصلة في الخطاب الديني. وهل تتم عمليات المراقبة بالتنسيق مع وزارة الشؤون الدينيّة؟ لا ولكننا بعد جمع المعلومات وعلى ضوء ما يتوفر لنا من معلومات عن الانفلات في الخطاب داخل بعض الجوامع نعد تقارير نرسلها إلى وزارتي الشؤون الاجتماعية والداخلية. وهل تلقيتم ردودا؟ لم نتلق اي رد إلى حد هذا اليوم. هذا بالنسبة للدفاع عن حياد المساجد فماذا عن حياد الإدارة؟ كنا في الجمعية نعول على علاقاتنا الشخصية ومصادرنا الخاصة وكنا نراقب التعيينات خاصة تلك المتعلقة بالمعتمدين ونحن نصدر بيانات تنديد في هذا الصدد وكنا نؤكد على ضرورة القطع مع الخلط بين جهاز الدولة من جهة وجهاز الحزب الحاكم من جهة أخرى.....ولاحظنا ان النهضة تسعى بصفة واضحة للتغلغل داخل أجهزة الدولة والادارة. اليوم تقارير رسمية فرنسية وبريطانية وأمريكية صنفت حركة النهضة خارج تيار الإخوان. ألا يعني ذلك انها تغيرت ويجب تغيير الموقف منها؟ النهضة هي القوة السياسية الوحيدة التي تريد أن تعيد تونس سنوات إلى الوراء وتهدد مدنية الدولة بل هي حركة فاشية دينية تريد أن تؤسس لنظام استبدادي ديني وأنا معارض بشدة سياسيا وفكريا لأي حركة دينية متطرفة ترفض فصل السياسة عن الدين وتوظف الدين سياسيا حتى انها تجعل منه موضوع صراعات سياسية عقيمة وفي الحقيقة لا اصدق أن النهضة تحولت إلى حزب مدني والدليل على ذلك موقف القيادية في النهضة محرزية العبيدي من المساواة في الميراث والذي عبرت عنه في تصريح لها منذ بضعة ايام فقط حيث أرجعت رفضها لذلك إلى تناقضه مع الدين، وبالتالي فالنهضة إلى اليوم حركة دينية إخوانية لا تقبل أي قانون إلا في حال كان يتماشى مع القرآن وهو ما يعني أنهم يسعون إلى تأسيس دولة دينية ترفض أي قانون أوتشريع يتناقض مع النصوص الدينية. وبالنسبة لي فاني ألاحظ بكل أسف وامتعاض ان أكبر نجاح حققه راشد الغنوشي هو أنه تمكن في ظرف عامين أو ثلاثة من التسويق لحركة النهضة الحزب ذي المرجعية الدينية على أساس أنه حزب مدني كغيره من الأحزاب الأخرى وفرض على المنظومة السياسية بعد 14 جانفي ان تتعامل مع حزب النهضة وكأنها حقا حزب عادي وهذا ما ساهم في نجاحها..وبالنسبة لي هناك اشكال كبير له طابع قانوني وهو مرتبط بالقانون المنظم للأحزاب في تونس والذي يحجر الترخيص لأحزاب ذات مرجعية دينية ....بعد ما أكدته محرزية العبيدي في تصريحها المذكور سابقا والذي تتمسك فيه بضرورة ملاءمة القوانين للمراجع الدينية ، هل يبقى شك في ان النهضة حزب ديني ومرجعياته دينية بامتياز ؟ ما حقيقة طلبك من فرنسا التدخل لسحب الرخصة من حركة النهضة؟ والله في الحقيقة لا يمكن أن أقبل حتى مجرد طرح مثل هذا السؤال الذي "فبركته " جماعة النهضة...العملاء لا يوجدون في صفوف اليسار المناضل بل وجدوا في صفوف القوى اليمينية و من بينها اليمين الاخواني...من يحتضن الإسلاميين اليوم ، سواء في سوريا أو العراق أو تونس ؟ انظر لعلاقة هؤلاء مع الأمريكان و بعض القوى الأوروبية ...أليسوا يرتعشون اليوم خوفا من ان الادارة الأمريكية الجديدة تسحب عنهم التأييد الذي كانوا يتمتعون به من ادارة أوباما الراحلة ؟ إذا ما موقفك من مشاركة أطراف محسوبة على اليسار في حكومة حركة النهضة حليف أساسي فيها؟ بالنسبة لي كل من يشارك في حكومة النهضة طرف فيها يقطع مع تاريخه، مع ذاته، مع شخصيته، مع حصيلة حياته، قبل حتى ان يكون قطعا مع اليسار....أنا من اليساريين الذين يعتبرون أن الموقف من الحركات الاخوانية والظلامية عموما يشكل خطا أحمر....نحن مع التحالفات والتحالفات الواسعة ولكن لا تحالف مع قوى رجعية ظلامية تريد العودة بتونس وبالعالم الى الوراء...لا ننسى أن اليسار تقدمي أو لا يكون... مع الأسف ،اليوم ضربت الانتهازية السياسية أطنابها في تونس وأصبحت قضية المساهمة في السلطة حتى مع ألد خصوم اليسار موضوعا للنقاش ، بل أن هناك حتى تكالب تجاه السلطة عند البعض ، وتغذيه الحركة الاخوانية بممارسة ضغط مستمر يشتمل على جرعة من الإرهاب الفكري والسياسي على القوى السياسية الأخرى خلق شرخا في بعض التنظيمات والمجموعات اليسارية..أنهي في هذا السياق بالقول أن تواجد عنصر أو عدد من العناصر من أصل يساري في حكومة النهضة لا يعني أبدا أن اليسار موجود في الحكومة ويشارك النهضة فيها، أنظروا للمشهد السياسي الحكومي والسياسي وسترون كيف أن راشد الغنوشي رئيس النهضة يساهم في تسيير البلاد، بما فيها تسيير الحكومة، وانه واضافة الى العديد من وزرائه داخل حكومة، فهو ودون ان يكون لا وزيرا في الحكومة ولا حتى نائبا في مجلس النواب "يحكم" و يساهم في اتخاذ اهم القرارات، هو يمثل أكثر من عشرة وزراء مجمعين. هناك من اعتبر أنه في سنوات الدكتاتورية كان تركيزك اكثر على مهاجمة الإسلاميين وهو ما مثل خدمة لبن علي للانتقام من خصومهم خاصة وأنك عارضت بشدة جبهة 18 أكتوبر التي كانت النهضة طرفا فيها؟ أنا مناضل يساري واجهت النظام الدستوري سواء في فترة بورقيبة او فترة بن علي وسجنت وعذبت وحوكمت العديد من المرات وأنا لا أنكر معارضتي الشديدة لحركة الاخوان المسلمين وفرعها التونسي. وقد شاركت وبصفة نشيطة مع العديدين من المناضلين اليساريين في حملة ضد هيئة 18 أكتوبر التي تحالف فيها جزء من اليسار مع النهضة وفي نفس تلك الفترة شاركت في إطلاق مبادرة سياسية نوعية تتمثل في ترشيح عميد كلية الآداب بصفاقس اليساري محمد علي الحلواني للانتخابات الرئاسية ونزلنا وقتها إلى الشوارع في العاصمة وفي قفصة وصفاقس وغيرها بلافتاتنا وشعاراتنا التي كنا نطلقها و أبرزها : " يا توانسا صوتوا محمد علي ، ما تصوتوش بن على " أو " 50 سنة حكم الدساترة ، يزي..." ، أو.. %99 ملا ديمقراطية ..". أذكر أن راشد الغنوشي ناور كثيرا، خاصة في البداية ، مع بن علي, ان ننسى فلن ننسى مقولة الغنوشي الشهيرة " أحنا عندنا ثقة في ربي في السماء و في بن علي في الأرض". اليسار تحالف مع نداء تونس في إطار جبهة الإنقاذ من أجل الإطاحة بحركة النهضة من الحكم، لكن اليوم نرى ان النداء وضع يده في يد النهضة ودخل الحكم في حين أن اليسار ظل خارجه، كيف تقرؤون ذلك؟ أنا في العموم أعتبر، وبعد مرور 7 سنوات على الانتفاضة، أن المنظومة السياسية التي تشكلت في هذه المرحلة منظومة هشة ورديئة تجد فيها أشخاصا لا علاقة لهم بالسياسة إطلاقا ، بما في ذلك بعض رؤساء الأحزاب، والنواب في البرلمان والوزراء لاعلاقة لهم بالسياسة ..هذه المنظومة اخترقها المال السياسي والإعلامي، وانتشرت فيها السياحة الحزبية وترعرعت في صلبها وفي ممارساتها الجهوية والعروشية والزبونية، وهيمنت فيها الممارسة النفاقية والتعاملات والتحالفات اللامبدئية. وأنا اسمي ما حصل في تونس انتفاضة لان الثورة لا تسقط ديكتاتورية مدنية لتنصب مكانها وبعد 9 أشهر حكومة اخوانية ظلامية حاملة لمشروع يعيد البلاد الى الوراء. وفي ما يتعلق بمسألة التحالفات بصفة عامة اليسار لديه أعداء وخصوم..عندما يبرز على الساحة عدو يمثل خطرا جسيما، على اليسار وكل الديمقراطيين والمتمسكين بالمكاسب الحضارية والاجتماعية، وعلى الرغم من صراعاتهم السابقة، أن يتحدوا ويتحالفوا في جبهة موحدة لمواجهة الخطر المشترك. وبالنسبة لي نداء تونس حينما تحالف مع حركة النهضة في إطار المنظومة السياسية العفنة والتوافق بما هو "تكمبين" فإنه تنكر للقوى الديمقراطية بل تنكر لمئات الآلاف من ناخبيه وناخباته وأعتقد شخصيا أن الوضع الذي تردى فيه حزب نداء تونس بانشقاقاته وتشرذمه وفضائحه كان من أهم اسبابه الرئيسية تنكر هذا الحزب لالتزاماته التي بني على أساسها. اليسار بما هو عليه اليوم هل هو قادر على ان يكون قوة فاعلة وهل هناك مشروع واضح لليسار للعب دور فاعل في الساحة السياسية وقيادة البلاد؟ نحن مازلنا بعيدين كل البعد عن الحكم والحديث عن ذلك من قبيل الأوهام ،فالمطروح اليوم على اليسار وبصفة أكيدة وعاجلة أن يسعى قبل كل شيء الى إعادة بناء اليسار التونسي المشرذم والمقسم والضعيف. فمن الضروري من أجل ذلك أن يضع اليسار اليوم أرضية فكرية وسياسية يضبط فيها هويته ليس على أسس دغمائية تجاوزتها الأحداث بل على أساس عدد من الخيارات الجوهرية التي تجعل اليوم من اليسار يسارا يتميز عن غيره من التيارات الفكرية والسياسية. ولا بد من الانتباه إلى ضرورة أن يرفض اليسار الجديد الانصهار في المنظومة السياسية العفنة التي تحدثت عنها سابقا. الانصهار في منظومة رديئة كهذه ، تزيدها رداءة ما تحتله النهضة فيها من مكانة مركزية و فاعلة.على اليسار أن يضبط لنفسه ومناضليه هدفا رئيسيا يتمثل في السعي المستمر لتقوية حضوره وصفوفه داخل المجتمع، و خاصة في الأوساط النسائية والشبابية ويعزز مساهمته في نشاط الحركات الجمعياتية والمجتمع المدني. كان لك تجربة نقابية في السابق من هذا المنطلق ما موقفك من الصراع الدائر اليوم بين نقابات التعليم الثانوي ووزير التربية ناجي جلول؟ كلما يذكر أمامي اسم ناجي جلول تعود الى ذاكرتي تصريحاته الرنانة حول عزمه الراسخ على أنه لن يقبل أبدا أن يشارك في حكومة تتواجد فيها النهضة...بل أنه أكد أنه في حالة ما قبل نداء تونس التحالف مع النهضة ، فانه يغادر النداء فورا لأنه لا يتصور نفسه قادرا على البقاء في حزب متحالف مع النهضة...وبقي في نداء تونس بل لم يكتف بذلك بل "توزر" مع رفاقه الجدد في النهضة... أما صراعه الحالي مع نقابة اليعقوبي ، فهو صراع باطل في أساسه ، و"لاخير في سيدي ولا في جوادو" وما تقوم به نقابات التعليم الثانوي عبث ويتناقض مع مفهوم العمل النقابي.صحيح انه من دور الاتحاد أن يمارس السياسة خاصة وأنه كان ذراع اعتصام الرحيل الذي أطاح بحكومة النهضة، لكن هذه المواقف السياسية العامة تبقى من مشمولات المركزية النقابية لا النقابات القطاعية. بعض النقابيين على غرار لسعد اليعقوبي يستعملون النقابة لخدمة أغراض سياسية، فاليعقوبي مثلا ينتمي لحركة الشعب وهو يسعى للإطاحة بناجي جلول من أجل عودة سالم الأبيض إلى الوزارة. وأنا أشدّد على أنّه لا ينبغي أن يصبح الاتحاد مجمع إقطاعيات حزبية ونقابية لخدمة أهداف لا علاقة لها بالعمل النقابي. انتقدت المناضلة
اليسارية روضة الغربي لتقديمها شهادتها في جلسات الاستماع العلنية التي تنظمها هيئة الحقيقة والكرامة، ما مردّ هذه الانتقادات؟ لا ثقة لي في هيئة شكلتها حركة النهضة كما تريد، ثم كيف لأطراف عذّبهم بن علي وبورقيبة أن يكونوا حكما وفصلا . من الواضح أن المهمة التي حددت لهذه الهيئة من طرف النهضة التي شكلتها وضبطت تركيبتها تتمثل في تمكين النهضة من تصفية حساباتها الخاصة مع النظام السابق ، وإبراز "سواد" المشهد ما قبل 14 جانفي حتى يمكن إبراز ما حققته النهضة من ايجابيات الخ.... بالنسبة لي النهضة عن طريق هيئة كرامتها تسعى إلى تبييض الوضع الحالي الذي فيه حركة النهضة طرف في الحكم من خلال فسح المجال للمقارنة بين ما قبل 14 جانفي وما بعده..,أتساءل أذا كان من الضروري فتح ملفات ما قبل 14 جانفي و ما أقترفه النظام الدستوري طوال 50 سنة من قمع وعنف وتعذيب و غير ذلك ، فلماذا لا نفتح ملفات الأعمال البشعة والجرائم النكراء التي اقترفتها النهضة في تلك الفترة السوداء من نزل سوسة والمنستير الى باب سويقة ال حلق الوادي ؟ واحنا فتحنا فتحنا لماذا لا نفتح ملفات الجرائم التي اقترفتها النهضة وترويكتها: الرش ، 9 افريل 2012 و الاغتيالات السياسية الثلاثة : نقض وبلعيد والبراهمي...؟ لكن مدير الأمن العمومي حينها محمد علي القنزوعي برأ النهضة من أحداث باب سويقة؟ المحاكمات في هذه القضية تمت بناء على الملف الذي قدمه القنزوعي... إذن هناك احتمالان إما أنه تم التلاعب بالقنزوعي أو أنه كان يفبرك الملفات حينها وعليه أن يعترف بذلك. ولكن ذلك لا ينفي كون هيئة الحقيقة والكرامة وجدت لخدمة حركة النهضة ومن هذا المنطلق أنا ومجموعة من اليساريين قاطعنا هيئة الحقيقة والكرامة. ألا ترى أن في هذه المقاطعة تغييبا لجزء من الحقيقة؟ ربّما.. لكن هناك أكثر من 12 كتابا ليساريين تحدثوا فيها عن معاناة اليساريين وعن التعذيب والسجون والقمع في عهدي بورقيبة وبن علي. لو تحدّثنا عن المبادرة التي تم إطلاقها من اجل كشف حقيقة الاغتيالات السياسية؟ هناك ندوة صحفية ستنعقد قريبا وسيتم فيها الإعلان عن تكوين "اللجنة الوطنية من أجل الحقيقة والعدل حول الاغتيالات السياسية الثلاثة: نقض و بلعيد والبراهمي " والهدف من هذه اللجنة الكشف عن الحقيقة خاصة وأننا شعرنا أن هناك إرادة سياسية لطمس الحقيقة بعد تحالف النهضة والنداء وكونا هذه اللجنة من اجل منع كل محاولة في هذا الاتجاه....من اللافت للنظر ان التعامل مع هذه القضايا الثلاث من طرف مختلف السلط غير عادي بل هو مثير للاستغراب....من حقنا ان نتساءل حول ما يروج في عديد الأوساط القضائية والقانونية والسياسية من إمكانية طرح توافقات وكم كثرت التوافقات في قالب صفقات سياسية بين الحليفين في السلطة : النهضة ونداء تونس لطمس الحقيقة حول هذه الاغتيالات السياسية بامتياز ، و"التغطية" على بعض المسؤولين النهضويين و مسؤوليتهم المباشرة او غير المباشرة في هذه الاغتيالات.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.