قال الخبير في القانون الدستوري قيس سعيد , في تصريح لحقائق أون لاين اليوم الخميس 05 أوت 2013 , ان المشهد السياسي الحالي في بلادنا قد أضحى شبيها بصورة رعاة البقر في الأفلام الأمريكية التي يتحاور فيها الممثلون مع بعضهم البعض وكل طرف منهم بصدد وضع يده على زناد المسدس قصد تحيّن الفرصة لانهاء الحوار و اطلاق النار على الآخر. و اعتبر سعيد انه من الصعب اليوم تحديد الوجهة التي تسير نحوها البلاد , وذلك لاسباب عدّة اهمها على الاطلاق أن الأطراف السياسية المتصارعة تظن أن الصراع الدائر فيما بينها هو صراع وجود اذ أن كل طرف , حسب رأيه , يرى في الآخر خصما يسعى إلى القضاء عليه. و أعرب محدثنا عن أسفه من تواصل الأزمة السياسية الراهنة التي تعيش على وقعها البلاد منذ مدّة , مؤكدا أن جذور المشكل تعود اساسا إلى فشل المرحلة الانتقالية الأولى التي أفرزت مؤسسات و قيادات سياسية لا تمثّل إلا جزءا يسيرا من الشعب , فضلا عن إحداث شرخ عميق صلب المجتمع الذي قسّم إلى نصفين : أحدهما صوّت في انتخابات 23 اكتوبر 2011 لجهة اعتقد أنها ستحمي المقدسات , و آخر لم يصوّت لفائدة القائمة التي صوّت لها بقدر ما صوّت ضد طرف يرى فيه صورة الخصم اللدود. و أضاف قيس سعيد ان هذا الفشل في المرحلة الانتقالية الاولى نجم عنه حصول إخفاق جديد في المرحلة الثانية التي اصطبغت بشعارات و مطالب لا تمت بصلة لتلك التي رفعت إبان ثورة ديسمبر 2010-جانفي 2011 , مشيرا إلى ان النزوع نحو الخوض في عديد المسائل التي حسمها التاريخ زاد في تعميق المشكل الذي اشتد عوده بعد وقوع الاغتيالات السياسية التي ولّدت حالة من القطيعة التامة بين الفرقاء السياسيين.
و دعا سعيد إلى إلغاء المرحلة الانتقالية الحالية برمّتها من خلال المرور لفترة ثالثة يقوم فيها المجلس الوطني التأسيسي بوضع تنظيم جديد للسلط العمومية و استكمال تشكيل الهيئة العليا المستقلة للانتخابات و اعداد قانون انتخابي يكون على الافراد , من أجل الشروع في إجراء انتخابات محلية فجهوية ثمّ وطنية ينبثق عنها مجلس جديد يتكون من 264 عضوا علاوة على النواب الممثلين للتونسيين بالخارج حيث يستمدّ شرعيته من الارادة الشعبية القاعدية و ذلك قصد وضع دستور جديد في مدّة زمنية لا تتجاوز 60 يوما. و ختم قيس سعيد حديثة بالقول ان الوضع الحالي لا يبشرّ بخير , لا سيما في ظلّ تعنّت السياسيين , مشددا على انه حتّى في صورة ما اذا حصلت تهدئة في قادم الايام فإنها ستكون مقدمة لعاصفة جديدة باعتبار أن كنه المشكل لا يكمن في النصّ بقدر ما يتجلى في الفكر و المسار الخاطئ.